بروكسل - (أ ف ب): حضّ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ الولايات المتحدة أمس الخميس على الوقوف بجانب أوروبا تزامنا مع الذكرى الـ75 لتأسيس الحلف الذي يواجه التهديدات الروسية وشبح عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وأعاد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022 إنعاش الناتو فيما واجه أحد أخطر التحديات منذ خرج من رماد الحرب العالمية الثانية لمواجهة الاتحاد السوفيتي.
وعزز الحلف قواته في أنحاء شرق أوروبا وبات يضم 32 عضوا بعدما انضمت كل من فنلندا والسويد إلى صفوفه. لكن بينما أعادت الحرب تركيز الناتو على عدوته التاريخية موسكو شرقا، يثير تهديد آخر آت من الغرب قلق الحلفاء من القوة الأبرز التي تقود الحلف، وهي الولايات المتحدة.
ويتمثّل هذا التهديد بعودة ترامب إلى البيت الأبيض، علما أنه قوّض معاهدة الدفاع الجماعي للحلف عبر التصريح بأنه سيشّجع روسيا على مهاجمة أي دولة منضوية في الناتو لا تنفق ما يكفي على الدفاع.
وقال ستولتنبرغ خلال مراسم أقيمت في مقر الحلف في بروكسل: «لا أؤمن بأمريكا وحيدة، كما لا أؤمن بأوروبا وحيدة... أؤمن بأمريكا وأوروبا معا في حلف شمال الأطلسي، لأنّنا أقوى وأكثر أمانا معا». وفي مسعى لدرء انتقادات ترامب، استعرض الناتو زيادة في إنفاق الحلفاء الأوروبيين إذ يتوقع أن يصل 20 عضوا هذا العام إلى هدف إنفاق 2% من الناتج الداخلي الإجمالي على الدفاع.
وقال ستولتنبرغ بعدما عزفت فرقة تابعة للجيش البلجيكي نشيد الناتو: «تحتاج أمريكا الشمالية أيضا إلى أوروبا». وأضاف: «تملك الولايات المتحدة من خلال الناتو أصدقاء وحلفاء أكثر من أي قوة كبرى أخرى».
وبينما يخيّم شبح ترامب على مستقبل الحلف، تواجه بلدان الناتو التحدي الأكثر إلحاحا المتمثل في ضمان عدم خسارة أوكرانيا معركتها للتصدي لروسيا.
وألقى أعضاء الحلف بثقلهم خلف كييف الساعية للانضمام إلى الناتو عبر إرسال أسلحة بقيمة عشرات مليارات الدولارات.
لكن هذه الإمدادات تراجعت الآن في وقت ما زالت حزمة مساعدات ضرورية عالقة في إطار السجالات السياسية التي تشهدها الولايات المتحدة. وعلى خط الجبهة، تواجه القوات الأوكرانية التي تعاني نقصا في الذخيرة مقارنة بتلك الروسية، انتكاسات متتالية.
وفي مواجهة تصاعد الهجمات الصاروخية الروسية على بنيتها التحتية، تناشد كييف داعميها الغربيين إرسال كل أنظمة باتريوت الدفاعية التي يمكنها إرسالها.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قبل المحادثات مع نظرائه في الناتو: «لا أرغب في تخريب الأجواء الاحتفالية، لكن بالتأكيد رسالتي الرئيسية اليوم ستكون (صواريخ) باتريوت».
وأضاف: «إنقاذ حياة الأوكرانيين وإنقاذ الاقتصاد الأوكراني وإنقاذ المدن الأوكرانية يعتمد على توافر ياتريوت وغيرها من أنظمة الدفاع الجوي في أوكرانيا».
ويثير أي احتمال بهزيمة أوكرانيا قلق بلدان الناتو القريبة من روسيا جغرافيا إذ تخشى من أن تصبح هدف الكرملين التالي. وقال وزير الخارجية الليتواني غابرييليوس لاندسبرغيس: «للأسف، هناك احتمال بأن معارك الناتو الأكبر ما زالت آتية في المستقبل». وتابع: «إذا أتت هذه المعارك ولم نكن مستعدين، سيكون هذا أكبر خطأ لدينا على الإطلاق».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك