العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨١ - الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

د. نبيل تمام: حياتي تغيرت بعد الإصابة بالسرطان

الأربعاء ٢٧ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

أجرى‭ ‬المقابلة‭: ‬الطالبة‭ ‬مريم‭ ‬أحمد‭ ‬القصاص

 

د‭. ‬نبيل‭ ‬تمام‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬الملهمة‭ ‬والمؤثرة‭ ‬والناجحة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الطبي،‭ ‬تخرج‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الطب‭ ‬بجامعة‭ ‬عين‭ ‬شمس‭ ‬بجمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البحرين،‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬بعثة‭ ‬لدراسة‭ ‬الطب،‭ ‬وواصل‭ ‬تميزه‭ ‬في‭ ‬مجاله‭ ‬حتى‭ ‬أنشأ‭ ‬مركزا‭ ‬متخصصا‭ ‬لعلاج‭ ‬الأنف‭ ‬والأذن‭ ‬والحنجرة،‭ ‬متجاوزا‭ ‬تحدي‭ ‬الإصابة‭ ‬بمرض‭ ‬السرطان‭.. ‬خلال‭ ‬لقائنا‭ ‬معه‭ ‬نلقي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬المحطات‭ ‬في‭ ‬مسيرته‭ ‬المهنية‭.‬

‭ ‬متى‭ ‬بدأت‭ ‬فكرة‭ ‬افتتاح‭ ‬مركز‭ ‬نبيل‭ ‬تمام؟

الفكرة‭ ‬كانت‭ ‬موجودة‭ ‬قبل‭ ‬ظهور‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بحوالي‭ ‬خمسة‭ ‬أشهر،‭ ‬حيث‭ ‬كنا‭ ‬قد‭ ‬عملنا‭ ‬على‭ ‬الاستعداد‭ ‬وتجهيز‭ ‬الوثائق‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالرخصة‭ ‬وقدمنا‭ ‬طلبا‭ ‬لاستقدام‭ ‬الأجهزة،‭ ‬ولكن‭ ‬ظهور‭ ‬الفيروس‭ ‬أوقف‭ ‬جميع‭ ‬العمل،‭ ‬ولكن‭ ‬شاءت‭ ‬الاقدار‭ ‬وانطلق‭ ‬مركز‭ ‬نبيل‭ ‬تمام‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬ابريل‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬ولقد‭ ‬واجهنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصعوبات‭ ‬مثل‭ ‬صعوبة‭ ‬وصول‭ ‬الأجهزة،‭ ‬وعندما‭ ‬أصبح‭ ‬المركز‭ ‬جاهزا‭ ‬للافتتاح‭ ‬انطلقنا‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬الناس‭ ‬تأتي‭ ‬للمركز‭ ‬على‭ ‬اسم‭ ‬الدكتور‭ ‬نبيل‭ ‬تمام‭.‬

‭ ‬هل‭ ‬تذكر‭ ‬أول‭ ‬حالة‭ ‬عالجتها؟

أول‭ ‬حالة‭ ‬عالجتها‭ ‬كانت‭ ‬حوالي‭ ‬سنة‭ ‬1984‭ ‬وكانت‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬فترة‭ ‬التدريب‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬الدمرداش‭ ‬التابع‭ ‬لجامعة‭ ‬عين‭ ‬شمس،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬حالة‭ ‬ولادة‭ ‬لامرأة‭ ‬من‭ ‬الجنسية‭ ‬المصرية‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬لدي‭ ‬مناوبة‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬أصبح‭ ‬لدي‭ ‬شعور‭ ‬بالثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬والفخر‭ ‬بكوني‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬التدريب‭ ‬وتمكنت‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بمساعدتها‭ ‬بالولادة‭.‬

‭ ‬شاركنا‭ ‬تجربة‭ ‬مع‭ ‬المرضى‭ ‬لا‭ ‬تنسى؟

كانت‭ ‬لطفلة‭ ‬لديها‭ ‬عيوب‭ ‬خلقية‭ ‬في‭ ‬مجرى‭ ‬التنفس،‭ ‬حيث‭ ‬تابعت‭ ‬معها‭ ‬الموضوع‭ ‬مدة‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬وأجريت‭ ‬لها‭ ‬عملية‭ ‬قصبة‭ ‬هوائية‭ ‬ووضعت‭ ‬لها‭ ‬أنبوبا‭ ‬لكي‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬التنفس،‭ ‬وفي‭ ‬أحد‭ ‬الأيام‭ ‬جاءت‭ ‬الى‭ ‬العيادة‭ ‬والانبوب‭ ‬خارج‭ ‬من‭ ‬مكانه‭ ‬فواجهت‭ ‬صعوبة‭ ‬شديدة‭ ‬في‭ ‬التنفس،‭ ‬والله‭ ‬الحمد،‭ ‬كنت‭ ‬موجودا‭ ‬في‭ ‬العيادة‭ ‬وتمكنت‭ ‬من‭ ‬إنقاذ‭ ‬حياتها‭ ‬عبر‭ ‬اجراء‭ ‬عملية‭ ‬عاجلة‭ ‬وقد‭ ‬تكللت‭ ‬بالنجاح‭.‬

‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬يرمز‭ ‬شعار‭ ‬مركز‭ ‬نبيل‭ ‬تمام‭ ‬الطبي؟

جلست‭ ‬مع‭ ‬شباب‭ ‬بحرينيين‭ ‬لأتمكن‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬هوية‭ ‬تشبهني‭ ‬وأخبرتهم‭ ‬بتفاصيل‭ ‬حياتي‭ ‬واستطاعوا‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الشعار‭ ‬الذي‭ ‬يرمز‭ ‬إلى‭ ‬اليدين‭ ‬المفتوحين‭ ‬حاملة‭ ‬العالم‭ ‬والدائرة‭ ‬وحرف‭ ‬النون‭ ‬بالمقلوب‭ ‬الذي‭ ‬يرمز‭ ‬الى‭ ‬اول‭ ‬حرف‭ ‬من‭ ‬اسمي‭ ‬واليدين‭ ‬ترمز‭ ‬الى‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬والعالم‭ ‬يرمز‭ ‬الى‭ ‬كيف‭ ‬يستطيع‭ ‬الانسان‭ ‬يصنع‭ ‬شيئا‭ ‬جديدا‭.‬

‭ ‬كيف‭ ‬تصف‭ ‬مشاعرك‭ ‬عندما‭ ‬علمت‭ ‬بأنك‭ ‬مصاب‭ ‬بمرض‭ ‬السرطان؟

طبعاً‭ ‬مرض‭ ‬السرطان‭ ‬هو‭ ‬مرض‭ ‬صعب،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬معناه‭ ‬أن‭ ‬يصاب‭ ‬الإنسان‭ ‬باليأس،‭ ‬لا‭ ‬أنكر‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬معرفتي‭ ‬بالأمر‭ ‬كانت‭ ‬صعبة‭ ‬علي‭ ‬وكان‭ ‬شعوري‭ ‬بين‭ ‬الإنكار‭ ‬والغضب‭ ‬والحزن،‭ ‬ولكن‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬لم‭ ‬ادع‭ ‬تلك‭ ‬المشاعر‭ ‬تسيطر‭ ‬عليّ‭ ‬وتهدم‭ ‬نفسيتي‭ ‬فحاولت‭ ‬استجماع‭ ‬قوتي‭ ‬وقررت‭ ‬مواجهة‭ ‬المرض‭ ‬وتيقنت‭ ‬بانه‭ ‬قضاء‭ ‬الله‭ ‬وقدره‭.‬

‭ ‬هل‭ ‬نمط‭ ‬حياتك‭ ‬تأثر‭ ‬بعد‭ ‬الإصابة‭ ‬بالمرض؟

نعم‭ ‬تغير‭ ‬جدا‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬الحدود،‭ ‬الموضوع‭ ‬اصبح‭ ‬كيف‭ ‬يستطيع‭ ‬الانسان‭ ‬ان‭ ‬يمارس‭ ‬حياته،‭ ‬وكيف‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬الأفكار‭ ‬والمشاعر‭ ‬ونمط‭ ‬الحياة‭ ‬والتغذية‭ ‬الجديدة‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالراحة‭ ‬النفسية،‭ ‬ومساعدة‭ ‬الناس‭ ‬ومجاميع‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة،‭ ‬وشاركت‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجاميع‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬وامريكا‭ ‬وشعرت‭ ‬انها‭ ‬مفيدة،‭ ‬ولذلك‭ ‬اردت‭ ‬تطبيقها‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وفعلا‭ ‬طبقت‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وكانت‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مجوعة‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬شخصا‭ ‬اغلبهم‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬بحكم‭ ‬انتشار‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬والبحرين،‭ ‬وايضا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬انا‭ ‬لجأت‭ ‬إلى‭ ‬موضوع‭ ‬التأمل‭ ‬الذي‭ ‬ساعدني‭ ‬جدا،‭ ‬لذلك‭ ‬تغيرت‭ ‬حياتي‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة‭.‬

‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬أتت‭ ‬فكرة‭ ‬فتح‭ ‬مركز‭ ‬يوغا؟

منذ‭ ‬إصابتي‭ ‬بمرض‭ ‬السرطان‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2010‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬اردت‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬هي‭ ‬ممارسة‭ ‬اليوغا،‭ ‬ولكني‭ ‬لجأت‭ ‬إلى‭ ‬التأمل‭ ‬ولم‭ ‬اقم‭ ‬بممارسة‭ ‬اليوغا،‭ ‬والحمدالله‭ ‬أكملت‭ ‬العلاج‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬قررت‭ ‬ان‭ ‬ابدأ‭ ‬السنة‭ ‬الجديدة‭ ‬بممارسة‭ ‬اليوغا‭ ‬وفعلاً‭ ‬بدأت‭ ‬الممارسة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنة‭ ‬كاملة‭ ‬بمقدار‭ ‬جلستين‭ ‬الى‭ ‬ثلاث‭ ‬جلسات‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬تحت‭ ‬اشراف‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬مدرب‭ ‬وفي‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬صالة،‭ ‬والحمدالله‭ ‬استشعرت‭ ‬الاستفادة‭ ‬جسديا‭ ‬ونفسيا‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬اشهر‭ ‬من‭ ‬الممارسة‭ ‬راودني‭ ‬تساؤل‭ ‬لِمَ‭ ‬لا‭ ‬أقوم‭ ‬بفتح‭ ‬مركز‭ ‬وأحاول‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬تقديم‭ ‬النصائح‭ ‬لبعض‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬يأتون‭ ‬إليّ،‭ ‬وطبعا‭ ‬ليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬الانسان‭ ‬مريضا‭ ‬لممارسة‭ ‬اليوغا‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬الأشخاص‭ ‬الأصحاء‭ ‬يمكنهم‭ ‬الممارسة‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬جميلة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬النفسي‭ ‬والجسدي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا