في ميدان الشطرنج، حيث العقل يتجلى في أبهى صوره، تبرز المهندسة نجلاء أحمد، بطلة البحرين والأولى في لعبة الشطرنج البحرين لعام 2024 في هذه الرياضة الذهنية العريقة. رحلتها لم تكن مفروشة بالورود، بل كانت دربًا مليئًا بالتحديات والإنجازات التي تحكي قصة إصرار لا يعرف الهوادة.
من الطموح الجامعي إلى الساحات الدولية، تحدثت نجلاء عن بداياتها في عالم الشطرنج، وكيف فتحت لها أكاديمية البحرين للشطرنج الأبواب على مصراعيها لتتعلم اللعبة وتتقنها تحت إشراف الأستاذ الدولي محمد تيسير. «منذ طفولتي كنت أفتن بتلك الرقعة، وعندما وجدت الفرصة في الجامعة، لم أتردد لحظة واحدة»، تقول نجلاء بنبرة ملؤها الحماس.
لم تقف نجلاء عند هذا الحد، فقد شاركت في العديد من البطولات المحلية والدولية، محققة إنجازات تحسب لها ولبلدها البحرين. تحدثت عن تأهلها لبطولة العرب في 2021 ومشاركتها في أولمبياد العالم للشطرنج في 2022 بالهند، حيث كانت جزءًا من منتخب البحرين للنساء. ولكن الإنجاز الذي غير مجرى مسيرتها كان في بطولة الملك محمد السادس بالمغرب، حيث حققت ستة انتصارات متتالية، وأظهرت براعة فائقة في التغلب على خصوم ذو تصانيف دولية عالية.
بلغ شغفها ذروته عندما توجت بلقب بطلة البحرين في 2024، وهو إنجاز يتحدث عن نفسه. «لم يكن الفوز باللقب هو الإنجاز الوحيد بالنسبة لي، بل كانت المنافسة والفوز على لاعبين مخضرمين في البحرين، والتي جعلتني أحتل أحد أول 5 مراكز في المملكة، ما أثلج صدري»، تقول نجلاء بكل فخر.
في هذا الصدد، تشير المهندسة نجلاء أحمد، البطلة البحرينية في الشطرنج، إلى أهمية الدعم الذي تلقته من الاتحاد البحريني للشطرنج، بقيادة الدكتور خالد برهان العوضي، الذي كان له دور كبير في تشجيع ودعم النساء في هذا المجال. تقول نجلاء: «الدعم الذي وجدته من الاتحاد كان حاسماً في رحلتي. لقد شجعوني على الاستمرار والتطور، وكانوا دائماً يؤمنون بقدراتي. الرؤية الثاقبة والدعم المتواصل من الاتحاد ساعداني على تجاوز العقبات وتحقيق أهدافي».
أما المهندس إبراهيم البورشيد، أمين السر العام للاتحاد، فقد أشاد بإنجازات نجلاء ودورها في رفع اسم البحرين عالياً في مجال الشطرنج. يقول البورشيد: «إنجازات المهندسة نجلاء لا تمثل فقط نجاحاً شخصياً لها، بل هي أيضاً دليل على القدرات الكبيرة التي تمتلكها المرأة البحرينية في هذا المجال. نجلاء هي مثال يحتذى به لجميع الرياضيات في البحرين، ونحن فخورون بما حققته».
من جانبها، تعكس قصة نجلاء أحمد الشغف والإصرار اللذين يمكن أن يحولا الحلم إلى واقع ملموس. بدأت رحلتها مع الشطرنج من الصفر في الجامعة، وبفضل عزيمتها وجهدها الدؤوب، تمكنت من تحقيق أهدافها الطموحة وتجاوز التحديات. كما تُظهر قصتها الأهمية الكبيرة للدعم المؤسسي والمجتمعي في تطوير الرياضة وتشجيع المزيد من النساء على المشاركة في مجالات تقليدياً ما كانت مقتصرة على الرجال.
بالنظر إلى المستقبل، تأمل نجلاء أحمد في الاستمرار بتحقيق النجاحات ورفع راية البحرين عالياً في مختلف المحافل الدولية. كما تسعى إلى أن تكون مصدر إلهام للشابات البحرينيات، مؤكدة أن الشطرنج ليس مجرد لعبة، بل هو رياضة تحفز الذهن وتطور القدرات الاستراتيجية والتحليلية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك