رمضان شهر القرآن الكريم؛ تنزلاً وتلاوةً وتدبرًا. ومن الكتب المفيدة في معايشة كتاب الله في هذا الشهر الكريم كتاب الباحث عصام جمعة «رمضان في رحاب القرآن»؛ والذي ضم باقة متنوعة من الموضوعات؛ شملت خاطرة قرآنية مناسبة للجزء اليومي، وبعضها مناسب لأحداث رمضان، وفي نهايتها واجب عملي.. إضافة إلى درس تجويد، وفقرة سهلة ميسرة من علوم القرآن، وثلاثين نصيحة لحفظ القرآن.
وأشار المؤلف إلى أنه جمع في كتابه من الأحاديث أصحها، ومن المواعظ أرقها، ومن اللطائف أفضلها.. موضحًا أن صحبة القرآن الكريم من أعظم وسائل زيادة الإيمان وتطهير القلوب وإصلاح العيوب. وبما أننا مقبلون على شهر رمضان، وهو شهر القرآن، كان هذا الكتاب؛ ليكون زادا كريمًا في هذا الشهر الكريم على امتداد أيامه ولياليه.
وإذا كانت كتب كثيرة تحاول تقديم زاد إيماني وتربوي مناسب لشهر رمضان، لاسيما للدعاة يستعينون به في مساجدهم؛ فهذا الكتاب، كما طالعتُه، يتسم بسهولة التناول، وتنوع الموضوعات، مع ربطها بالقرآن الكريم.
ومن ثم، احتوى الكتاب على: 1-ثلاثين خاطرة قرآنية، تنتهي بواجب عملي يومي. 2-ثلاثين درس تجويد. 3-ثلاثين فقرة من علوم القرآن سهلة وميسرة. 4-ثلاثين نصيحة لحفظ القرآن الكريم.
وقد سماه المؤلف «رمضان في رحاب القرآن»؛ لأن فكرة الكتاب تدور حول تقوية صلة المسلم بكتاب الله عز وجل؛ قراءةً وحفظًا وفهمًا وتدبرًا، وعملاً بأحكامه في شهر القرآن.
ولعل من المفيد أن نتصفح عناوين الخواطر التي ضمّها الكتاب، لنتعرف من خلالها على الخريطة الإيمانية والمعرفية القرآنية كما أوضحها المؤلف.
وأما الخواطر، والتي ارتكزت كل خاطرة منها على آية قرآنية، فهي: «الصوم والإخلاص. التوبة النصوح. لماذا نصوم. أفضل الصدقة. أجر بغير حساب. صوم اللسان. الله يراك. الإسراف في رمضان. شهر الانتصارات. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. حقوق الأخوة. لا تيأس. الظلم ظلمات. العدل في الإسلام. طلاب الدنيا وطلاب الآخرة. اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم. افعلوا الخير لعلكم تفلحون.
رمضان وإرادة التغيير. البر وصلة الرحم. آداب الاعتكاف. دقائق الليل غالية. كيف تخشع في الصلاة. كيف تتدبر القرآن. الذكر جنة الدنيا. سهام الليل. ليلة القدر. هكذا كان العتاب. من وسائل الثبات بعد رمضان. العيد غدًا».
وهذه «الخواطر»، كما رأينا، تتفاعل مع القرآن الكريم في المستوى الإيماني والأخلاقي والاجتماعي؛ بحيث لا نقف عند مرحلة الخشوع بآيات الله تعالى فحسب، وإنما نترجمها إلى واقع عملي؛ فعلاً للخيرات، وصدقةً بالمال، وأداءً للحقوق، وإصلاحًا لذات البين، وصلةً للرحم.. كما نبَّهتْ «الخواطرُ» إلى أن رمضان شهر التغيير، وأن من المهم أن نستمر بعده فيما تعلمناه منه، من طاعات وأخلاق وآداب.
نصائح لحفظ القرآن
وأما في هذه الفقرة اليومية، فقدم المؤلف عدة نصائح على مدار الشهر؛ منها: - إخلاص النية في الحفظ. - تصحيح النطق والقراءة. - ابدأ من السورة التي تحبها أكثر. -تحديد نسبة الحفظ اليومي. - لا تجاوز مقررك اليومي حتى تحفظه جيدًا. - حافظ على رسم واحد لمصحف حفظك. - الفهم طريق الحفظ. - الربط بين أول السورة وآخرها. - التسميع الدائم. - المتابعة الدائمة. - احرص على ترتيل القرآن وتجويده. - استثمر طاقة الصيام في الحفظ. - لتكن أخلاقك القرآن.
كيف تبرمج عقلك لتكون مبدعا في حفظ القرآن؟
كمثال على نصائح المؤلف في حفظ القرآن الكريم، فقد قال في كتابه «رمضان في رحاب القرآن» تحت عنوان: «كيف تبرمج عقلك لتكون مبدعًا في حفظ القرآن؟»: من يرغب في حفظ القرآن لابد من برمجة عقله،
وذلك في عدة نقاط: حدد ما تريد حفظه. اجعل أهدافًا لحفظك القرآن، على الأقل ثلاثة. ضع تصورًا داخليًّا لأهدافك، وتخليها كما لو أنها تتحقق. احلم بأحلام جديدة (كحفظ المزيد من الأجزاء)، واجعلها حقيقة، عن طريق تكرار رؤيتها وسماعها، والشعور كأنها تحققت.
ثق بالله الذي منحك عقلك المبدع، والقدرة على تحقيق أهدافك. ركز ذهنك على ما تريد (وهو حفظ سورة البقرة مثلاً)، وليس على تفاصيل عمل ما تريد.
فكر في عدد من نتائج وثمار حفظك لكتاب الله. عش المشاعر والأحاسيس التي يعيشها حافظ القرآن، وتخيل نفسك وأنت تنعم بنعمة حفظ القرآن، أو وأنت تتلوه في المحراب إمامًا في صلاة التراويح. أعد قراءة هذه الخطوات، واجعلها أمامك، واقرأها كلما احتجت إليها.
* باحث وكاتب إسلامي
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك