الوجيه خالد كانو: نحرص على تواصل الأجيال لضمان الاستمرارية
البحرين تتطور بشكل لافت.. ونتابع النهضة في السعودية
فوزي كانو يكشف عن الخطط المستقبلية لشركة كانو
نستعين بالشباب البحريني في شركاتنا بالسعودية والإمارات
أنور عبدالرحمن: الشركات العائلية ركيزة أساسية لنمو الاقتصاد
نبيل كانو:«بــاس» تـــدرس تـصـديـر خبراتها إلى خارج البحرين
تحظى عائلة يوسف بن أحمد كانو بتاريخ عريق ممتد منذ أكثر من 130 سنة على الصعيد التجاري والخيري والاجتماعي في مملكة البحرين، لذا يشكل مجلس عائلة كانو بالماحوز نقطة التقاء مهمة لكل من يرغب في التعرف على خصال المجتمع البحريني الأصيلة خلال شهر رمضان الفضيل، الذي يتزين بالمجالس الرمضانية التي تعتبر ميزة اجتماعية يتوارثها البحرينيون جيلا بعد جيل.
لهذا تحرص «أخبار الخليج» على زيارة مجلس عائلة كانو الذي يتوافد عليه الكثير من الزوار من رجالات المال والأعمال والسياسيين والسفراء وممثلي البعثات العربية والأجنبية لدى مملكة البحرين، الذين يجدون في هذا المجلس ضالتهم للتقارب مع أبناء المجتمع البحريني والتعرف على عاداته وتقاليده.
وتحافظ عائلة كانو على هذا الإرث الممتد عبر أجيالها المختلفة، فتجد جيل الشباب في العائلة في صدارة مستقبلي رواد المجلس.
ويؤكد الأستاذ أنور عبدالرحمن رئيس التحرير أهمية المجالس البحرينية العريقة التي تعتبر مدرسة تتفاعل فيها مختلف الأجيال من خلال التواصل المباشر مع رجالات السياسة والاقتصاد والدبلوماسية، منوها إلى أن المجالس تعتبر منابر لتبادل الرأي حول مختلف القضايا التي تشغل الشارع البحريني.
وحول دور الشركات العائلية في الاقتصاد البحريني والخليجي أوضح عبدالرحمن أن الشركات العائلية حول العالم تمثل العمود الفقري للقطاع الخاص، إذ تشكل نحو 85% من الشركات المسجلة، وتسهم بنحو 70% من إجمالي الناتج العالمي، وفي منطقة الشرق الأوسط تشكل 80% من القطاع الخاص، وفي دول الخليج تعد ركيزة أساسية من ركائز نمو الاقتصاد غير النفطي.
وقبل أيام أدرجت مجلة «فوربس» الشروق الأوسط 4 شركات عائلية ضمن قائمتها السنوية لـ«أقوى 100 شركة عائلية عربية» لعام 2024، وهو أمر يجب التوقف عنده كثيرا، وخاصة عندما ننظر إلى شركة كانو التي تحافظ على مكانتها جيلا بعد جيل، بل تحرص على تعزيز حضورها في المجتمع ليس على المستوى التجاري والاقتصادي فحسب، ولكن على المستوى الخيري والإنساني والثقافي، منوها بخطوة إنشاء متحف عائلة كانو في المنامة.
البحرين تتطور
حملنا هذا التساؤل إلى الوجيه خالد كانو رئيس مجلس إدارة مجموعة يوسف بن أحمد كانو، حول الشركات العائلية ودورها في البحرين والخليج، فأكد أن الشركات العائلية لعبت أدوارا مهمة في اقتصادات المنطقة، مشيدا بما شهدته مملكة البحرين من تطورات ملحوظة على مدار السنوات الماضية في شتى المجالات، في ظل نهضة ملموسة على مستوى الطرق والنهضة العمرانية اللافتة، كما أشار إلى أهمية ما تحقق في المملكة العربية السعودية الشقيقة من تغييرات مهمة خلال السنوات العشر الماضية على جميع الأصعدة، معبرا عن تطلعه إلى أن تستفيد منه اقتصادات دول الجوار.
وتابع: نحن كمجموعة كانو نحرص على انخراط الأجيال الجديدة من العائلة في إدارات الشركة المختلفة من أجل ضمان التواصل فيما بينهم، وهو أحد أسباب استمرارية الشركات العائلية، مشيرا إلى أن اهتمامات الأجيال الجديدة تتغير، وأساليب إدارتهم للأعمال تتطور، وخاصة في الفترة التي أعقبت جائحة كورونا التي فرضت زيادة الاعتماد على التحول الرقمي في إدارة الأعمال.
وأكد الوجيه خالد كانو أن المجموعة لديها استثمارات في مختلف دول الخليج العربي كالسعودية والإمارات، وهذه الاستثمارات تحتاج إلى طاقات الشباب البحريني، مؤكدا أنه لا يمكن الاستغناء عن الكوادر الوطنية المؤهلة داخل المجموعة.
وأعرب عن تطلعه إلى أن يحرص الشباب على الوجود في المجالس الرمضانية للاستفادة من التواصل مع أصحاب الخبرات وأجيال الرواد، مؤكدا الحرص على نقل العادات والتقاليد البحرينية الأصيلة إلى الأجيال المتعاقبة.
وحرص الوجيه خالد كانو على توجيه رسالة إلى الشباب البحريني، داعيا إياهم إلى استمرار التطوير والتأهيل.
متحف عائلة كانو
وبشأن متحف عائلة كانو في المنامة، قال الوجيه خالد كانو إن هذا المتحف سيكون معلما مميزا في قلب المنامة، وحرصنا على أن يتم المحافظة على المبنى العريق للشركة بصورته الأصيلة مع تطوير المبنى الداخلي، الذي سيسجل تاريخ الشركة والبحرين.
وبيّن كانو أن إنشاء هذا المتحف يعتبر وسيلة مثالية لتوثيق تاريخ مجموعة يوسف بن أحمد كانو في مملكة البحرين ومنطقة الخليج العربي على مدى أكثر من 130 عامًا، بالإضافة إلى استعراض القيم العائلية التي نواصل الالتزام بها، مشيرًا إلى أنه لطالما كان هذا المشروع من الأفكار والخطط التي تطلعت المجموعة إلى تنفيذها، إذ إنه يحتفي بجهود الآباء والأجداد في تحقيق هذا التاريخ الحافل للمجموعة.
ونوّه بتعاون الجهات المعنية مع الشركة في إقامة المتحف الذي يعد قيمة مضافة للمنطقة القديمة بالمنامة، وسيتحول إلى مَعْلَم مهم للزيارة.
فوزي كانو: الشركات العائلية لن تموت
بدوره، تحدث الوجيه فوزي كانو نائب رئيس مجلس إدارة شركة يوسف بن أحمد كانو مع «أخبار الخليج» عن مستقبل الشركات العائلية، مؤكدا أن الشركات العائلية تواجه تحديات كبرى في المرحلة الحالية في ظل تراجع اهتمام الأجيال الجديدة مقارنة بالأجيال الأكبر، ومع ذلك فإن الأجيال الجديدة لديهم نمط مختلف في الإدارة.
وقال إن الشركات العائلية «لن تموت»، وسوف تواصل مسيرتها، ونحن في شركة كانو وصلنا إلى الجيل السادس حاليا، وهو دليل على النجاح في الاستمرارية، ولكن يبقى السؤال: ماذا عن المستقبل؟
وأضاف أن أبرز التحديات التي تواجه أي شركة عائلية تتمثل في تنامي حجم العائلة وزيادة أعداد المساهمين، وهو ما قد يخلق صعوبة في التفاهم والتوصل إلى القرارات المناسبة، ومن جانبنا حاولنا تجاوز هذا التحدي من خلال تأسيس شركة مساهمة مقفلة برئاسة خالد كانو، وهو ما أسهم في تطوير آليات وضوابط استمرارية الشركة، من خلال الاستعانة بشركة استشارية عالمية طرحت علينا بدائل مختلفة، وتم اختيار البديل المناسب لنا.
وأضاف فوزي كانو أن استثمارات عائلة كانو ممتدة في البحرين والدول الخليجية الأخرى، لذا حرصنا على تنظيم أعمال الشركة بما يضمن حقوق العاملين بها.
وكشف عن الخطط المستقبلية للشركة التي تدرس التحول إلى شركة مساهمة عامة وهي خطوة تتطلب تثقيف المساهمين، وكذلك تتطلب 5 سنوات حتى تكون شركة قوية، لافتا إلى أن هناك اتفاقا مبدئيا على هذا الأمر، ولكن ليست هناك خطوات تنفيذية في هذا الإطار.
وأشار فوزي كانو إلى أن التحول إلى شركة مساهمة عامة يحمل نوعا من المكاسب تتمثل في تداول أسهم الشركة وارتفاع قيمتها، ولكن هناك تخوفات لدى البعض من هذه الخطوة.
وتطرق إلى أن الجيل الجديد بالشركة أثبت نجاحه في إدارة مختلف أقسام الشركة، ويتميز بالمرونة والانفتاح والشغف لمواكبة كل ما هو حديث متطور، ويستوعبون التكنولوجيا بشكل أسرع من الجيل الذي سبقهم، كما لديهم إدارة قوية ومحترفة، لافتا إلى أن عملية التقييم بالشركة تجري بصورة سنوية، بالإضافة إلى أنه تجري عملية تبادل في الإدارات من أجل إكساب الجيل الجديد من العائلة مختلف الخبرات اللازمة للإدارة.
وأكد نائب رئيس مجلس إدارة شركة يوسف بن أحمد كانو أن الشركة نجحت في تجاوز التحديات من خلال الخطوات التي تضمن إفساح المجال أمام الأجيال الجديدة من العائلة مع الاستفادة من خبرة الرواد.
وبشأن الاعتماد على الكوادر البحرينية، قال فوزي كانو إنه منذ التحاقه بالشركة في عام 1976 هناك حرص على وجود الكوادر البحرينية في مختلف قطاعات الشركة، مع استقطاب الأجانب من أجل إكساب العنصر الوطني الخبرات اللازمة، مضيفا أن الشركة لديها مركز تدريب تعتمد فيه على تأهيل الشباب البحريني وكذلك الشباب الخليجي، معتبرا أن هذه خطوة تخدم مصلحة الوطن.
وأشار إلى أن الإدارة التنفيذية بشركة كانو تعتمد على الكوادر الوطنية البحرينية، كما أنه يتم الاستعانة بالشباب البحريني في شركات كانو بالسعودية والإمارات.
وتطرق نائب رئيس مجلس إدارة شركة يوسف بن أحمد كانو إلى أهمية تطوير مخرجات التعليم لتتناسب مع احتياجات سوق العمل، مشددا على ضرورة امتلاك الخريجين الجدد مهارات التحدث باللغة الإنجليزية.
نبيل كانو يكشف عن خطط «باس» المستقبلية
من جانبه، أكد نبيل خالد كانو رئيس مجلس إدارة شركة خدمات مطار البحرين «باس» أننا نحرص في الشركة على سلامة جميع المسافرين، وأن نوفر خدماتنا لجميع الطائرات التي تصل إلى مملكة البحرين بأعلى معايير الجودة.
وكشف عن حرص «باس» في المرحلة الحالية على تصدير خبراتها إلى الدول المجاورة وإلى المطارات الصغيرة التي تحتاج إلى خبرات شركات التموين الأرضية، التي تلعب دورا إيجابيا في تطوير هذه المطارات.
كما كشف نبيل كانو عن تطلع شركة «باس» إلى الاستثمار في المطارات الصغيرة، من أجل تعزيز الخبرة المتراكمة لدينا وتصديرها إلى خارج البحرين، لافتا إلى أنه يجري الاستعانة بالخبراء الاستشاريين الذين يعدون الدراسات اللازمة لهذه الاستثمارات، التي تستهدف دول الجوار كالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، تلك الدول التي لديها فرصٌ واعدة تساعدنا في أداء دور مهم في تطوير المطارات.
وأوضح نبيل كانو أن السعودية هي الشقيقة الكبرى لدول الخليج، ولديها عدد من المطارات الصغيرة، كما أن لديها الرغبة في استقطاب الخبرات الخارجية لتطوير هذه المطارات، ونحن مستعدون للمشاركة في هذا التطوير.
وبشأن اعتماد «باس» على الكوادر الوطنية قال رئيس مجلس إدارة شركة خدمات مطار البحرين «باس» إن نسبة البحرنة في شركة «باس» تصل إلى 82%، مؤكدا أن البحرنة من الأولويات التي تركز عليها الشركة، من خلال حرصها على تطوير كل شاب وشابة بحرينيين للعمل في هذا المجال، وأن يستفيدوا من الخبرات المكتسبة خلال فترة عملهم في الشركة.
وشدد نبيل كانو على ثقته الكبيرة في الكادر البحريني بالشركة، مشيرا إلى أن الاجتهاد والإخلاص هو أحد المعايير المقدرة داخل الشركة من خلال توفير فرص التطوير والتدريب اللازمة للعاملين بها.
من جهة ثانية وحول مستقبل الشركات العائلية، أوضح نبيل خالد كانو أن غياب الحوكمة عن أي شركة عائلية يهدد استمرارية هذه الشركة، مع ضرورة الاهتمام بالأجيال الجديدة، ووضع الضوابط اللازمة للعمل، وكيفية اختيار أفراد العائلة المناسبين لمواقع العمل المختلفة.
وشدد على أن الضوابط والحوكمة والنظرة المستقبلية هي شروط أساسية لضمان نجاح الشركات العائلية.
العلوي يؤكد أهمية السياحة الرياضية
من بين ضيوف المجلس العامر التقينا بالكابتن وليد العلوي رئيس مجلس إدارة النادي الملكي للجولف، الذي تحدث لنا عن النجاح الذي حققته المملكة في استضافة إحدى بطولات جولة دي بي وورلد في عام 2024، الذي أسهم في تسليط الضوء على المشهد الرياضي في البحرين وعزز ترسيخ مكانة النادي الملكي للجولف كوجهة جولف رائدة في المنطقة، إذ بات النادي يستقبل كبار لاعبي الجولف في العالم.
وأوضح أن النجاح الذي تحقق في النسخة الأولى من البطولة، وتشريف حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم لها، يلقي مسؤولية كبيرة على القائمين عليها للتحضير للنسخة القادمة، ويحرص لاعبو الجولف الدوليون على الحضور إلى المملكة تأكيدا لجودة الإمكانيات المتوافرة بالمملكة.
وقال العلوي إن السياحة من القطاعات المهمة التي تعوّل عليها مملكة البحرين، وتعتبر الرياضة من المجالات المعززة للقطاع السياحي، مؤكدا الحرص على استقطاب الفعاليات والأحداث الرياضية الكبرى، وهو ما ينعكس إيجابا على النشاط السياحي بالمملكة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك