العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

الاسلامي

نحو القيام بواجب إغاثة إخواننا الصامدين في غزة

الجمعة ١٦ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

إن‭ ‬كلمة‭: ‬‮«‬مأساة‮»‬‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تعبر‭ ‬عما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬لكنني‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬أجد‭ ‬كلمة‭ ‬هي‭ ‬أشد‭ ‬أسى‭ ‬منها‭! ‬فهل‭ ‬أقول‭: ‬‮«‬كارثة»؟‭ ‬أأقول‭: ‬‮«‬طامة‮»‬؟‭ ‬أأقول‭: ‬‮«‬فاجعة»؟‭... ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات‭ ‬أفظع‭ ‬وأشنع‭ ‬وأخطر،‭ ‬ووالله‭ ‬لو‭ ‬اجتمعت‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الألفاظ‭ ‬ومعها‭ ‬أضعاف‭ ‬أضعافها‭ ‬من‭ ‬الجمل‭ ‬والتعبيرات‭ ‬لما‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تصف‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬غزة؛‭ ‬وكيف‭ ‬تصف‭ ‬الكلمات‭ ‬حقدًا‭ ‬أسودًا‭ ‬وكراهية‭ ‬حمقاء‭ ‬وبُغضًا‭ ‬مقيتًا‭ ‬يتقاطر‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬ويُقذَف‭ ‬من‭ ‬الدبابات‭ ‬ويُرمى‭ ‬من‭ ‬المدافع؟‭!‬

وكيف‭ ‬تصف‭ ‬الكلمات‭ ‬رعبًا‭ ‬يستولي‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬طفل‭ ‬صغير‭ ‬كلما‭ ‬صك‭ ‬سمعه‭ ‬صوت‭ ‬قذيفة‭ ‬أو‭ ‬سمع‭ ‬دبيب‭ ‬مجنزرة‭ ‬أو‭ ‬خطف‭ ‬بصره‭ ‬انفجار‭ ‬قريب‭ ‬منه؟‭! ‬أي‭ ‬كلمات‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تصف‭ ‬فجيعة‭ ‬أم‭ ‬نامت‭ ‬وقد‭ ‬التقم‭ ‬رضيعها‭ ‬صدرها‭ ‬فقُذِف‭ ‬بيتها‭ ‬بصاروخ‭ ‬فاسودت‭ ‬الدنيا‭ ‬أمام‭ ‬عينيها‭ ‬وما‭ ‬استيقظت‭ ‬إلا‭ ‬وأنفاس‭ ‬وليدها‭ ‬خامدة،‭ ‬وهي‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‭ ‬قد‭ ‬دُفنت‭ ‬حية،‭ ‬لا‭ ‬تسمع‭ ‬ولا‭ ‬ترى؟‭!‬

إن‭ ‬كل‭ ‬كلمات‭ ‬الدنيا‭ ‬وجميع‭ ‬لغاتها‭ ‬ومجموع‭ ‬ألسنتها‭ ‬يعجز‭ ‬أن‭ ‬ينقل‭ ‬إليك‭ ‬شعور‭ ‬أب‭ ‬ترك‭ ‬أولاده‭ ‬يتضورون‭ ‬من‭ ‬الجوع‭ ‬وخرج‭ ‬من‭ ‬بيته‭ ‬يجلب‭ ‬الطعام‭ ‬فلا‭ ‬يجد،‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬الماء‭ ‬فلا‭ ‬يجد،‭ ‬يسأل‭ ‬عن‭ ‬الدواء‭ ‬فلا‭ ‬يجد،‭ ‬فلما‭ ‬حنَّ‭ ‬له‭ ‬قلب‭ ‬أحدهم‭ ‬فاقتسم‭ ‬معه‭ ‬القليل‭ ‬الذي‭ ‬يملكه‭ ‬من‭ ‬الطعام،‭ ‬وعاد‭ ‬الأب‭ ‬ليطعم‭ ‬أولاده،‭ ‬إذا‭ ‬به‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬من‭ ‬بيته‭ ‬إلا‭ ‬هدمًا‭ ‬وأحجارًا؛‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬إلا‭ ‬حطامًا‭ ‬وأنقاضًا‭! ‬فيُلقي‭ ‬ما‭ ‬بيده‭ ‬وينبش‭ ‬الحطام‭ ‬بأظافره‭ ‬علَّه‭ ‬يجد‭ ‬أحد‭ ‬بناته‭ ‬أو‭ ‬أبنائه‭ ‬حيًا؟‭!‬

إن‭ ‬الذهول‭ ‬والأسى‭ ‬والحزن‭ ‬هناك‭ ‬هو‭ ‬الشيء‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬بقي‭ ‬حيًا‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭! ‬إن‭ ‬من‭ ‬مات‭ ‬هناك‭ ‬فقد‭ ‬نجا،‭ ‬ومن‭ ‬نجا‭ ‬فقد‭ ‬مات‭! ‬إن‭ ‬من‭ ‬خرج‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬ركام‭ ‬دار‭ ‬قد‭ ‬هُدمت‭ ‬يدرك‭ ‬تمامًا‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬يقتل‭ ‬في‭ ‬قذف‭ ‬آخر‭ ‬غدًا‭ ‬أو‭ ‬بعد‭ ‬غد‭! ‬لسان‭ ‬حالهم‭:‬

إني‭ ‬أهان‭ ‬وأُستباح‭ ‬***‭ ‬لا‭ ‬أمتلك‭ ‬إلا‭ ‬الصياح

أنا‭ ‬ميت‭ ‬عند‭ ‬المساء‭ ‬***‭ ‬وميت‭ ‬عند‭ ‬الصباح

إنك‭ ‬لن‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تتخيل‭ ‬حجم‭ ‬ما‭ ‬حل‭ ‬بأهل‭ ‬غزة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬معهم‭ ‬وسط‭ ‬التجويع‭ ‬والترويع‭ ‬والغشم،‭ ‬السماء‭ ‬هناك‭ ‬تُمطر‭ ‬موتًا،‭ ‬والمدافع‭ ‬تقذف‭ ‬حرقًا،‭ ‬والبحار‭ ‬تُخرج‭ ‬نارًا‭ ‬من‭ ‬حاملات‭ ‬الطائرات،‭ ‬والدبابات‭ ‬تأتي‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬بقي‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬الحياة‭! ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬يأتك‭ ‬الموت‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬أتاك‭ ‬من‭ ‬البحر،‭ ‬وإن‭ ‬أخطأك‭ ‬البحر‭ ‬جاءك‭ ‬من‭ ‬السماء،‭ ‬وإن‭ ‬أخطأك‭ ‬رشق‭ ‬السماء‭ ‬مُتَّ‭ ‬من‭ ‬الحصا‭ ‬والجوع‭ ‬والعطش‭ ‬ونقص‭ ‬الدواء‭!!‬

والعجيب‭ ‬العجيب‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬اخوتنا‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬صامدين‭ ‬صابرين‭ ‬ثابتين‭ ‬محتسبين‭ ‬غير‭ ‬متزلزلين‭ ‬ولا‭ ‬ناكصين،‭ ‬راضين‭ ‬غير‭ ‬جازعين،‭ ‬مُسَلِّمين‭ ‬غير‭ ‬معترضين‭! ‬إن‭ ‬المرء‭ - ‬والله‭ -‬ليشعر‭ ‬بالحياء‭ ‬أمام‭ ‬رجل‭ ‬يُخرجوه‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬الركام‭ ‬وقد‭ ‬مات‭ ‬جميع‭ ‬أهله‭ ‬وهو‭ ‬يهتف‭: ‬‮«‬لله‭ ‬ما‭ ‬أخذ،‭ ‬وله‭ ‬ما‭ ‬أعطى،‭ ‬وكل‭ ‬شيء‭ ‬عنده‭ ‬بمقدار،‭ ‬وإني‭ ‬صابر‭ ‬محتسب‮»‬‭! ‬

الذهول‭ ‬يجتاحك‭ ‬أمام‭ ‬أم‭ ‬مات‭ ‬ولدها‭ ‬أمام‭ ‬عينها‭ ‬وهي‭ ‬تهتف‭: ‬‮«‬فداء‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬ترخص‭ ‬دماء‭ ‬أولادنا‮»‬‭! ‬أمام‭ ‬طفل‭ ‬وسط‭ ‬الدمار‭ ‬شريدًا‭ ‬وحيدًا‭ ‬لكنه‭ ‬شامخ‭ ‬كالطود‭ ‬يتمنى‭ ‬لو‭ ‬يكبر‭ ‬فيجاهد‭ ‬الصهاينة‭ ‬المعتدين‭!‬

لكنهم‭ ‬قوم‭ ‬تربوا‭ ‬على‭ ‬قول‭ ‬الله‭ -‬عز‭ ‬وجل‭-: ‬‮«‬أَمْ‭ ‬حَسِبْتُمْ‭ ‬أَنْ‭ ‬تَدْخُلُوا‭ ‬الْجَنَّةَ‭ ‬وَلَمَّا‭ ‬يَأْتِكُمْ‭ ‬مَثَلُ‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬خَلَوْا‭ ‬مِنْ‭ ‬قَبْلِكُمْ‭ ‬مَسَّتْهُمُ‭ ‬الْبَأْسَاءُ‭ ‬وَالضَّرَّاءُ‭ ‬وَزُلْزِلُوا‭ ‬حَتَّى‭ ‬يَقُولَ‭ ‬الرَّسُولُ‭ ‬وَالَّذِينَ‭ ‬آمَنُوا‭ ‬مَعَهُ‭ ‬مَتَى‭ ‬نَصْرُ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬أَلَا‭ ‬إِنَّ‭ ‬نَصْرَ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬قَرِيبٌ‮»‬‭ (‬البقرة‭: ‬214‭)‬،‭  ‬أنهم‭ ‬قوم‭ ‬عاشوا‭ ‬بقلوبهم‭ ‬ووجدانهم‭ ‬مع‭ ‬الصحابة‭ ‬يوم‭ ‬الأحزاب‭: ‬‮«‬إِذْ‭ ‬جَاءُوكُمْ‭ ‬مِنْ‭ ‬فَوْقِكُمْ‭ ‬وَمِنْ‭ ‬أَسْفَلَ‭ ‬مِنْكُمْ‭ ‬وَإِذْ‭ ‬زَاغَتِ‭ ‬الْأَبْصَارُ‭ ‬وَبَلَغَتِ‭ ‬الْقُلُوبُ‭ ‬الْحَنَاجِرَ‭ ‬وَتَظُنُّونَ‭ ‬بِاللَّهِ‭ ‬الظُّنُونَا‭ * ‬هُنَالِكَ‭ ‬ابْتُلِيَ‭ ‬الْمُؤْمِنُونَ‭ ‬وَزُلْزِلُوا‭ ‬زِلْزَالًا‭ ‬شَدِيدًا‮»‬‭ (‬الأحزاب‭: ‬10‭-‬11‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬رأوا‭ ‬لمن‭ ‬كان‭ ‬النصر‭ ‬والغلبة‭ ‬والظفر‭.‬

لكن‭ ‬هناك‭ ‬سؤال‭ ‬يقول‭: ‬لماذا‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الوحشية‭ ‬والهمجية‭ ‬من‭ ‬الصهاينة‭ ‬الغزاة‭ ‬المحتلين‭ ‬تجاه‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬غزة؟‭! ‬وإنني‭ ‬لا‭ ‬أجد‭ ‬محلًا‭ ‬لهذا‭ ‬السؤال‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كشف‭ ‬لنا‭ ‬الله‭ - ‬عز‭ ‬وجل‭ - ‬طبعهم‭ ‬قائلًا‭: ‬‮«‬لَا‭ ‬يَرْقُبُونَ‭ ‬فِي‭ ‬مُؤْمِنٍ‭ ‬إِلًّا‭ ‬وَلَا‭ ‬ذِمَّةً‭ ‬وَأُولَئِكَ‭ ‬هُمُ‭ ‬الْمُعْتَدُونَ‮»‬‭ (‬التوبة‭: ‬10‭)‬،‭ ‬وقائلًا‭: ‬‮«‬إِنْ‭ ‬يَثْقَفُوكُمْ‭ ‬يَكُونُوا‭ ‬لَكُمْ‭ ‬أَعْدَاءً‭ ‬وَيَبْسُطُوا‭ ‬إِلَيْكُمْ‭ ‬أَيْدِيَهُمْ‭ ‬وَأَلْسِنَتَهُمْ‭ ‬بِالسُّوءِ‭ ‬وَوَدُّوا‭ ‬لَوْ‭ ‬تَكْفُرُونَ‮»‬‭ (‬الممتحنة‭: ‬2‭).‬

ثم‭ ‬يعود‭ ‬السائل‭ ‬يسأل‭: ‬وما‭ ‬هدفهم‭ ‬من‭ ‬وحشيتهم‭ ‬وهمجيتهم‭ ‬وتقتيلهم‭ ‬هذا؟‭! ‬والإجابة‭ ‬تقول‭: ‬‮«‬وَلَا‭ ‬يَزَالُونَ‭ ‬يُقَاتِلُونَكُمْ‭ ‬حَتَّى‭ ‬يَرُدُّوكُمْ‭ ‬عَنْ‭ ‬دِينِكُمْ‭ ‬إِنِ‭ ‬اسْتَطَاعُوا‮»‬‭ (‬البقرة‭: ‬217‭)‬،‭ ‬هدفهم‭: ‬أن‭ ‬يستأصلوا‭ ‬الإسلام‭ ‬والمسلمين‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض،‭ ‬ويخلوا‭ ‬منهم‭ ‬فلسطين‭ ‬كلها،‭ ‬لتكون‭ ‬نواة‭ ‬ومنطلقًا‭ ‬لتكوين‭ ‬دولتهم‭ ‬العظمى؛‭ ‬من‭ ‬النيل‭ ‬إلى‭ ‬الفرات‭!‬

هدفهم‭: ‬أن‭ ‬يروا‭ ‬الأرض‭ ‬يبابًا‭ ‬خرابًا‭ ‬قد‭ ‬اشتعلت‭ ‬حروبًا‭: ‬‮«‬كُلَّمَا‭ ‬أَوْقَدُوا‭ ‬نَارًا‭ ‬لِلْحَرْبِ‭ ‬أَطْفَأَهَا‭ ‬اللَّهُ‭ ‬وَيَسْعَوْنَ‭ ‬فِي‭ ‬الْأَرْضِ‭ ‬فَسَادًا‭ ‬وَاللَّهُ‭ ‬لَا‭ ‬يُحِبُّ‭ ‬الْمُفْسِدِينَ‮»‬‭ (‬المائدة‭: ‬64‭)...‬

لكن‭ ‬هل‭ ‬نتركهم‭ ‬وما‭ ‬يريدون؟‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬واجبات‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬تجاه‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬العزة؟

وأقول‭: ‬واجبات‭ ‬كل‭ ‬مسلم‭ ‬حسب‭ ‬طاقته‭ ‬ووسعه‭ ‬ومكانه‭ ‬وقدرته،‭ ‬لكننا‭ ‬جميعًا‭ ‬نستطيع‭ ‬الدعاء‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬يثبت‭ ‬الله‭ ‬أقدامهم‭ ‬وأن‭ ‬يربط‭ ‬على‭ ‬قلوبهم‭ ‬وأن‭ ‬يسدد‭ ‬رميهم‭ ‬وأن‭ ‬ينصرهم‭ ‬على‭ ‬عدونا‭ ‬وعدوهم‭... ‬‮«‬وأعجز‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬عجز‭ ‬عن‭ ‬الدعاء‮»‬‭ (‬رواه‭ ‬ابن‭ ‬حبان،‭ ‬وصححه‭ ‬الألباني‭).‬

وثاني‭ ‬الواجبات‭: ‬ألا‭ ‬نُقَدِّم‭ ‬لعدونا‭ ‬ثمن‭ ‬الرصاصات‭ ‬التي‭ ‬يقتل‭ ‬بها‭ ‬إخواننا‭ ‬في‭ ‬غزة؛‭ ‬بل‭ ‬لنقاطع‭ ‬جميع‭ ‬بضائعهم‭ ‬وجميع‭ ‬بضائع‭ ‬من‭ ‬عاونهم‭.‬

وثالثها‭: ‬أن‭ ‬نُعَرِّف‭ ‬الناس‭ ‬بالقضية؛‭ ‬فنعينهم‭ ‬أن‭ ‬يُفرِّقوا‭ ‬بين‭ ‬الظالم‭ ‬والمظلوم،‭ ‬وبين‭ ‬الجلاد‭ ‬والضحية،‭ ‬وبين‭ ‬الغاصب‭ ‬الذي‭ ‬اغتصب‭ ‬الأرض‭ ‬وانتهك‭ ‬العرض‭ ‬وبين‭ ‬المقاوم‭ ‬الذي‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬أرضه‭ ‬وعرضه‭...‬

ورابعها‭: ‬أن‭ ‬نتبرع‭ ‬بما‭ ‬استطعنا‭ ‬من‭ ‬مال‭ ‬فنضعه‭ ‬في‭ ‬أيدٍ‭ ‬أمينة‭ ‬توصله‭ ‬إليهم،‭ ‬وكذا‭ ‬أن‭ ‬يتطوع‭ ‬الأطباء‭ ‬ليداووا‭ ‬الجرحى،‭ ‬والمهندسين‭ ‬ليعمروا‭ ‬الخراب‭ ‬الذي‭ ‬حل‭ ‬بها،‭ ‬ثم‭ ‬يتطوع‭ ‬كلٌ‭ ‬بما‭ ‬يتقنه‭...‬

ثم‭ ‬لا‭ ‬تنقطع‭ ‬واجباتنا‭ ‬نحو‭ ‬إخواننا؛‭ ‬فكل‭ ‬منا‭ ‬يعلم‭ ‬ما‭ ‬يستطيع‭ ‬تقديمهم‭ ‬إليهم،‭ ‬وما‭ ‬هذه‭ ‬إلا‭ ‬مجرد‭ ‬أمثلة،‭ ‬وستجد‭ - ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ - ‬نمتلك‭ ‬الإرادة‭ ‬للقيام‭  ‬بواجبات‭ ‬الأمة‭ ‬نحو‭ ‬إخواننا‭ ‬الصامدين‭ ‬الصابرين‭ ‬المثابرين‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬ولاشك‭ ‬اننا‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التفصيل‭ ‬والتأصيل‭ ‬للقضية‭ ‬والتأريخ‭ ‬لها‭ ‬وخصوصا‭ ‬لأجيالنا‭ ‬الصاعدة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعرف‭ ‬تاريخ‭ ‬الصراع‭ ‬العربي‭ ‬الصهيوني‭ ‬جيدا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا