العدد : ١٦٨٤٤ - الأحد ٠٥ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٤ - الأحد ٠٥ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ شوّال ١٤٤٥هـ

الاسلامي

رسالة إلى العالم في ضوء حرب الإبادة الصهيونية على أهالي غزة

بقلم: د. جمال أبو حسان

الجمعة ٢٦ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

على‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الصهيونية‭ ‬المستمرة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬على‭ ‬أهالي‭ ‬غزة‭ ‬أن‭ ‬يتجهز‭ ‬ويعي‭ ‬ما‭ ‬يأتي‭:‬

1-‭ ‬أننا‭ ‬أمة‭ ‬الإسلام‭ ‬ليست‭ ‬أمة‭ ‬الثأر،‭ ‬ولا‭ ‬قتل‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬الهوية،‭ ‬ولا‭ ‬أكل‭ ‬حقوقهم،‭ ‬بل‭ ‬نحن‭ ‬أمة‭ ‬مبادئ‭ ‬وقيم‭ ‬وأخلاق‭.‬

2‭- ‬أننا‭ ‬أمة‭ ‬الإسلام‭ ‬لا‭ ‬نسكت‭ ‬على‭ ‬ضيم،‭ ‬ولا‭ ‬نرضى‭ ‬بانتهاك‭ ‬حقوقنا،‭ ‬وسلب‭ ‬أرضنا،‭ ‬مهما‭ ‬طال‭ ‬الزمن‭.‬

3-‭ ‬أن‭ ‬الخلاف‭ ‬بيننا‭ ‬وبين‭ ‬اليهود‭ ‬لا‭ ‬لأنهم‭ ‬يهود‭ ‬ونحن‭ ‬مسلمون،‭ ‬بل‭ ‬لأنهم‭ ‬أكلوا‭ ‬حقوقنا‭ ‬وسلبوا‭ ‬أرضنا،‭ ‬وظلموا‭ ‬أهلنا‭ ‬أبشع‭ ‬الظلم‭.‬

4-‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬المعاصر‭ ‬شعب‭ ‬ظلم‭ ‬بمقدار‭ ‬ما‭ ‬ظُلم‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬فقد‭ ‬ظلمته‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬ظلما‭ ‬شديدا،‭ ‬لأنهم‭ ‬اعتقدوا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الظلم‭ ‬يقربهم‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬الظالمة‭.‬

5-‭ ‬أن‭ ‬اليهود‭ ‬قد‭ ‬فعلوا‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يخطر‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬بشر‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬أهلنا‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬لفظتهم‭ ‬فيه‭ ‬الدول‭ ‬الغربية،‭ ‬لتعيق‭ ‬إفاقة‭ ‬المارد‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬المسلمين،‭ ‬وتأخير‭ ‬تعاون‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬وتآلفها‭ ‬لتشكل‭ ‬أمة‭ ‬واحدة،‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬المقومات‭ ‬التي‭ ‬لديها‭.‬

6-‭ ‬أن‭ ‬الشعوب‭ ‬الإسلامية‭ ‬لا‭ ‬ترضى‭ ‬أبدا‭ ‬بأي‭ ‬اتفاق‭ ‬مع‭ ‬اليهود‭ ‬تلجئنا‭ ‬إليه‭ ‬قوى‭ ‬العدوان،‭ ‬وظروف‭ ‬التراجع‭ ‬التي‭ ‬فيها‭ ‬دولنا،‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬لليهود‭ ‬حق‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬ونعد‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬من‭ ‬الحبر‭ ‬على‭ ‬الورق‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬قيمة‭ ‬له‭.‬

وبناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬على‭ ‬اليهود‭ ‬حتى‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬لهم‭ ‬ولذراريهم‭ ‬اختيار‭ ‬طريقا‭ ‬من‭ ‬طريقين‭ ‬إذا‭ ‬أرادوا‭ ‬ذلك‭:‬

الطريق‭ ‬الأول‭: ‬أن‭ ‬يعودوا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬أتوا‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬لفظتهم،‭ ‬لتستغلهم‭ ‬لإقامة‭ ‬مصالحها‭ ‬الدنيوية‭ ‬غير‭ ‬النبيلة،‭ ‬وإذا‭ ‬اقتنعوا‭ ‬بهذا‭ ‬الحل‭ ‬فإن‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬أن‭ ‬تستعد‭ ‬لمطالبتنا‭ ‬إياها‭ ‬بالحقوق‭ ‬المسلوبة‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬وأن‭ ‬تدفع‭ ‬التعويضات‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أرجاء‭ ‬الدنيا،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العيش‭ ‬بسلام‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدنيا،‭ ‬وإننا‭ ‬لن‭ ‬نتخلى‭ ‬عن‭ ‬مطالبة‭ ‬اليهود‭ ‬والدول‭ ‬التي‭ ‬أعانتهم‭ ‬على‭ ‬باطلهم‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الشيء‭ ‬قليلا،‭ ‬ليعلموا‭ ‬أنه‭ ‬ما‭ ‬ضاع‭ ‬حق‭ ‬وراءه‭ ‬مطالب‭.‬

الطريق‭ ‬الثاني‭: ‬هو‭ ‬الصمود‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬العدوان،‭ ‬فإننا‭ ‬لن‭ ‬نسمح‭ ‬لليهود‭ ‬بالبقاء‭ ‬في‭ ‬أرضنا‭ ‬وسنقاتلهم‭ ‬جميعا‭ ‬كما‭ ‬يحاربوننا‭ ‬منذ‭ ‬وطأت‭ ‬اقدامهم‭ ‬ارض‭ ‬فلسطين،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يرضوا‭ ‬بالخروج‭ ‬الطوعي‭ ‬منها‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬الخيار‭ ‬الأول،‭ ‬لأن‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬بات‭ ‬اليوم‭ ‬يعي‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬فلسطين‭ ‬أرض‭ ‬المسلمين‭ ‬وليست‭ ‬لغيرهم،‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬تنطلي‭ ‬عليه‭ ‬الأكاذيب‭ ‬اليهودية‭ ‬التي‭ ‬نشرها‭ ‬وزوقها‭ ‬كذبا‭ ‬وزورا‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬خلال‭ ‬السبعين‭ ‬سنة‭ ‬الماضية،‭ ‬والعالم‭ ‬كله‭ ‬مع‭ ‬المسلمين‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬اليهود‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬كلهم‭ ‬جنود،‭ ‬وليس‭ ‬فيهم‭ ‬مدنيون‭ ‬لانهم‭ ‬قوة‭ ‬احتلال‭ ‬واستعمار‭ ‬واستيطان‭ ‬إحلالي،‭ ‬ولهذا‭ ‬فليستعد‭ ‬العالم‭ ‬لهذا‭ ‬الأمر،‭ ‬فقد‭ ‬لاح‭ ‬قربه‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬طوفان‭ ‬النصر،‭ ‬ولن‭ ‬نسمح‭ ‬للصهاينة‭  ‬الذين‭ ‬يُقتلون‭ ‬في‭ ‬أرضنا‭ ‬أن‭ ‬يدفنوا‭ ‬فيها،‭ ‬أو‭ ‬سنطالب‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لفظتهم‭ ‬إلينا‭ ‬أن‭ ‬يأخذوا‭ ‬جثثهم‭ ‬ليدفنوها‭ ‬في‭ ‬بلادهم‭.‬

هذا‭ ‬حتم‭ ‬قادم‭ ‬لأننا‭ ‬لا‭ ‬نكذّب‭ ‬ربنا‭ ‬ولا‭ ‬نكذب‭ ‬رسولنا‭ ‬فقد‭ ‬وُعدنا‭ ‬في‭ ‬كلام‭ ‬نبينا‭ ‬أن‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬عائد‭ ‬إلينا،‭ ‬فلا‭ ‬محالة‭ ‬نحن‭ ‬نعتقد‭ ‬ذلك‭ ‬ونصدقه،‭ ‬ولو‭ ‬تكالب‭ ‬علينا‭ ‬العالم‭ ‬كله،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نسترد‭ ‬أقصانا،‭ ‬وإذا‭ ‬تم‭ ‬ذلك‭ ‬فهذا‭ ‬هو‭ ‬عنوان‭ ‬تحرير‭ ‬كل‭ ‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬الصهاينة‭ ‬المحتلين‭ ‬الغاصبين،‭ ‬وتحرير‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬من‭ ‬الخور‭ ‬والضعف‭ ‬والمهانة‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬نفسها‭ ‬فيها،‭ ‬وكذلك‭ ‬هو‭ ‬تحرير‭ ‬للشعوب‭ ‬من‭ ‬عقدة‭ ‬الجبن‭ ‬والخوف‭ ‬والهلع،‭ ‬والسعي‭ ‬بهم‭ ‬نحو‭ ‬آفاق‭ ‬الحرية‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬وضعها‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬خلقة‭.‬

وقد‭ ‬وُعدنا‭ ‬اله‭ ‬تعالى‭ ‬في‭ ‬تضاعيف‭ ‬سورة‭ ‬الإسراء‭ ‬أننا‭ ‬سنحرر‭ ‬فلسطين‭ ‬وسنفعل‭ ‬الأعاجيب‭ ‬بالمحتلين‭ ‬الغزاة‭ ‬ونهدم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬بنوه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬البناء‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬فقد‭:‬

أ‌‭- ‬علا‭ ‬اليهود‭ ‬سياسيا‭.‬

ب‌‭- ‬وعلوا‭ ‬اقتصاديا‭ ‬وماليا‭.‬

ت‌‭- ‬وعلوا‭ ‬تكنولوجيا‭.‬

ث‌‭- ‬وعلوا‭ ‬في‭ ‬مكانتهم‭ ‬من‭ ‬تحفيز‭ ‬العالم‭ ‬لمصالحهم‭.‬

ج‌‭- ‬وعلوا‭ ‬بتزيين‭ ‬الأكاذيب‭ ‬للعالم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تصديقها‭.‬

ح‌‭- ‬وعلوا‭ ‬وعلوا‭.‬

وكل‭ ‬ذلك‭ ‬وغيره‭ ‬قد‭ ‬وعدنا‭ ‬الله‭ ‬بأنا‭ ‬سندمره‭ ‬فقال‭: ‬‮«‬وليتبروا‭ ‬ما‭ ‬علوا‭ ‬تتبيرا‮»‬،‭ ‬فعلى‭ ‬المجاهدين‭ ‬الصبر‭ ‬والثبات،‭ ‬وعلى‭ ‬الشعوب‭ ‬المسلمة‭ ‬ألا‭ ‬تخذل‭ ‬المجاهدين‭ ‬من‭ ‬أبنائها‭ ‬الذين‭ ‬يقارعون‭ ‬الصهاينة‭ ‬الغزاة‭ ‬المحتلين‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أرجاء‭ ‬فلسطين،‭ ‬وعلى‭ ‬الأنظمة‭ ‬العربية‭ ‬أولا‭ ‬أن‭ ‬تعي‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة،‭ ‬وتضع‭ ‬قدراتها‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬شعوبها،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الأنظمة‭ ‬إذا‭ ‬خاصمت‭ ‬شعوبها‭ ‬انتصرت‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬النهاية،‭ ‬ونحن‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬بكل‭ ‬أمتنا‭ ‬إلا‭ ‬الخير‭ ‬والمعروف‭.‬

اللهم‭ ‬هل‭ ‬بلغت؟‭ ‬اللهم‭ ‬فاشهد‭.‬

*‭ ‬‭ ‬عضو‭ ‬هيئة‭ ‬علماء‭ ‬فلسطين

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا