العدد : ١٦٨٤٢ - الجمعة ٠٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٢ - الجمعة ٠٣ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ شوّال ١٤٤٥هـ

الصفحة الأخيرة

عروسان من غزة يحتفيان بزفافهما رغم القصف والحصار

الأحد ٢١ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

كان‭ ‬الفلسطيني‭ ‬محمد‭ ‬الغندور‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬حفل‭ ‬زفاف‭ ‬كبير‭ ‬لعروسه،‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬اضطرا‭ ‬إلى‭ ‬الفرار‭ ‬من‭ ‬منزليهما،‭ ‬وتزوجا‭ ‬أخيرا‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬خيام‭ ‬حيث‭ ‬يقيمان‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬رفح‭ ‬قرب‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬مصر‭. ‬واصطحب‭ ‬الغندور‭ ‬زوجته‭ ‬شهد‭ ‬ممسكا‭ ‬يدها‭ ‬نحو‭ ‬خيمة‭ ‬مزينة‭ ‬بزينة‭ ‬بمصابيح‭ ‬ملونة‭ ‬ومرآة‭ ‬ذات‭ ‬إطار‭ ‬ذهبي‭ ‬اللون‭ ‬وحولهما‭ ‬بعض‭ ‬الأقارب‭ ‬الذين‭ ‬يصفقون‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬الفرح‭. ‬وداخل‭ ‬الخيمة‭ ‬ذات‭ ‬الزينة‭ ‬البسيطة،‭ ‬رفعت‭ ‬شهد‭ ‬يدها‭ ‬وألبسها‭ ‬الغندور‭ ‬خاتم‭ ‬الزفاف،‭ ‬وكانت‭ ‬ترتدي‭ ‬ثوبا‭ ‬أبيض‭ ‬اللون‭ ‬وحجابا‭ ‬مزينين‭ ‬بتطريزات‭ ‬حمراء‭ ‬تقليدية‭. ‬

وقال‭ ‬الغندور‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬حفل‭ ‬زفاف‭ ‬ودعوة‭ ‬أصدقائه‭ ‬وأقاربه‭ ‬مثلما‭ ‬يفعل‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭. ‬والزوجان‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬القطاع‭ ‬الساحلي‭ ‬الذي‭ ‬شهد‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬أعنف‭ ‬أعمال‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬منذ‭ ‬نشوب‭ ‬الحرب‭. ‬

وقال‭ ‬العروسان‭ ‬إن‭ ‬منزلي‭ ‬أسرتيهما‭ ‬دُمرا‭ ‬جراء‭ ‬الغارات‭ ‬الجوية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وإن‭ ‬كلتا‭ ‬العائلتين‭ ‬فقدت‭ ‬أقارب‭ ‬لهما‭ ‬في‭ ‬القصف‭. ‬

وبدلا‭ ‬من‭ ‬الحفل‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬أراده‭ ‬الغندور،‭ ‬احتفل‭ ‬هو‭ ‬وشهد‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬الأقارب‭ ‬الذين‭ ‬تمكنوا‭ ‬مثلهما‭ ‬من‭ ‬مغادرة‭ ‬مدينة‭ ‬غزة‭ ‬والفرار‭ ‬إلى‭ ‬رفح‭ ‬المتاخمة‭ ‬لمصر‭.‬

وقادت‭ ‬والدة‭ ‬شهد‭ ‬مجموعة‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬اللائي‭ ‬يزغردن‭ ‬احتفالا‭ ‬بالزواج،‭ ‬وحافظ‭ ‬أحد‭ ‬الأشخاص‭ ‬على‭ ‬بطاريات‭ ‬لمشغل‭ ‬موسيقى‭ ‬صغير‭ ‬محمول‭. ‬

وفي‭ ‬وليمة‭ ‬الزفاف‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الذي‭ ‬تحذر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬متجه‭ ‬نحو‭ ‬المجاعة،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لدى‭ ‬الزوجين‭ ‬سوى‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬الوجبات‭ ‬الخفيفة‭ ‬في‭ ‬عبوات‭ ‬بلاستيكية‭ ‬والموضوعة‭ ‬لهما‭ ‬بعناية‭ ‬داخل‭ ‬الخيمة‭. ‬

ومع‭ ‬شروع‭ ‬الحاضرين‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬الزفاف‭ ‬الصغير‭ ‬في‭ ‬التصفيق‭ ‬والرقص،‭ ‬كان‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬حولهم‭ ‬يقومون‭ ‬بأعمالهم‭ ‬اليومية‭ ‬بين‭ ‬صفوف‭ ‬الخيام‭ ‬الممتدة‭ ‬على‭ ‬الرمال،‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬الطعام‭ ‬أو‭ ‬يعلّقون‭ ‬ملابسهم‭ ‬المغسولة‭. ‬

وابتسمت‭ ‬فتاة‭ ‬صغيرة‭ ‬ترتدي‭ ‬فستانا‭ ‬باللونين‭ ‬الأبيض‭ ‬والوردي‭ ‬ابتسامة‭ ‬عريضة‭ ‬عندما‭ ‬بدأ‭ ‬التصفيق‭ ‬وانضمت‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬أطفال‭ ‬آخرين‭ ‬يرقصون‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬غروب‭ ‬الشمس‭ ‬على‭ ‬الخيام‭ ‬قرب‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا