العدد : ١٦٨٤٤ - الأحد ٠٥ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٤ - الأحد ٠٥ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ شوّال ١٤٤٥هـ

الاسلامي

واجب المسلمين في نصرة أهل غزة وفلسطين بين القدرة والتقصير

الجمعة ١٩ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

يتابع‭ ‬المسلمون‭ ‬في‭ ‬مشارق‭ ‬الأرض‭ ‬ومغاربها‭ ‬وقائع‭ ‬العدوان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الهمجي‭ ‬المتواصل‭ ‬على‭ ‬أهلنا‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬الابية‭ ‬وما‭ ‬تشهده‭ ‬حاليًا‭ ‬من‭ ‬أحداث‭ ‬قتل‭ ‬وعنف‭ ‬متعمد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ردًا‭ ‬على‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬الذي‭ ‬اندلع‭ ‬يوم‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬ونتج‭ ‬عنه‭ ‬موجة‭ ‬من‭ ‬القصف‭ ‬العنيف‭ ‬لأماكن‭ ‬تجمع‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬وفاة‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الشهداء‭ ‬معظمهم‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والشيوخ‭. ‬فهل‭ ‬قام‭ ‬المسلمون‭ ‬الذين‭ ‬يتجاوز‭ ‬تعدادهم‭ ‬المليار‭ ‬إنسان‭ ‬بواجبهم‭ ‬الشرعي‭ ‬في‭ ‬نصرة‭ ‬إخوانهم‭ ‬الصامدين‭ ‬في‭ ‬ارض‭ ‬الرباط‭ ‬فلسطين‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬غزة‭ ‬الأبية؟

أيها‭ ‬المسلمون‭ ‬الموحدون‭ ‬الساجدون‭ ‬الحامدون،‭ ‬قد‭ ‬تجتمعون‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬جمعة‭ ‬بأمان‭ ‬وسلام‭ ‬في‭ ‬مساجد‭ ‬الله‭ ‬لنعبده‭ ‬آمنين‭ ‬مطمئنين،‭ ‬بينما‭ ‬هناك‭ ‬إخوة‭ ‬لنا‭ ‬صامدون‭ ‬نراهم‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬لا‭ ‬مأوى‭ ‬لهم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قُصفت‭ ‬بيوتهم،‭ ‬فقدوا‭ ‬شتى‭ ‬مظاهر‭ ‬الحياة‭ ‬ظلمًا‭ ‬وقهرًا‭ ‬وعدوانًا،‭ ‬أصبحوا‭ ‬بلا‭ ‬منازل‭ ‬ولا‭ ‬أبناء‭ ‬ولا‭ ‬أمان‭ ‬ولا‭ ‬حقوق،‭ ‬بلا‭ ‬ذنب‭ ‬لهم‭.‬

لم‭ ‬يحزنهم‭ ‬فقد‭ ‬منازلهم‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يميتهم‭ ‬كل‭ ‬ثانية‭ ‬شعور‭ ‬الألم‭ ‬والحزن‭ ‬لفقدهم‭ ‬أعز‭ ‬من‭ ‬كانوا‭ ‬يعيشون‭ ‬من‭ ‬أجلهم،‭ ‬ففي‭ ‬طرقات‭ ‬فلسطين‭ ‬رائحة‭ ‬الدم‭ ‬تتطايرها‭ ‬الرياح،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬شبر‭ ‬طفل‭ ‬قُتل،‭ ‬وامرأة‭ ‬ثكلى،‭ ‬وزوج‭ ‬فاقد‭ ‬لأسرته،‭ ‬وأولاد‭ ‬بلا‭ ‬أمهات،‭ ‬ونساء‭ ‬بلا‭ ‬أزواج،‭ ‬بل‭ ‬وعائلات‭ ‬كاملة‭ ‬لم‭ ‬يبقى‭ ‬من‭ ‬يُبكيها‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬قصف‭ ‬وحصار‭ ‬هو‭ ‬جريمة‭ ‬حرب،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تمر‭ ‬مرور‭ ‬الكرام‭.. ‬إن‭ ‬أبناء‭ ‬غزة‭ ‬ضحايا‭ ‬للظلم‭ ‬والعدوان،‭ ‬وهم‭ ‬يستحقون‭ ‬منا‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭.‬

كيف‭ ‬ستطيب‭ ‬لنا‭ ‬الحياة‭ ‬وبين‭ ‬المسلمين‭ ‬من‭ ‬يُعذب‭ ‬ويُقّتل‭ ‬ويسجن‭ ‬ويقهر‭ ‬ويُغدر‭ ‬به؟،‭ ‬كيف‭ ‬سنواجه‭ ‬الله‭ ‬ونحن‭ ‬نسير‭ ‬في‭ ‬دروب‭ ‬الحياة‭ ‬نستمتع‭ ‬تارة‭ ‬ونكل‭ ‬ونمل‭ ‬أخرى‭ ‬ونتناسى‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬يجاهدون‭ ‬بأرواحهم‭ ‬وأولادهم‭ ‬ونسائهم‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يملكون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وطنهم‭ ‬المسلوب؟،‭ ‬كيف‭ ‬سنقف‭ ‬أمام‭ ‬الله‭ ‬وقد‭ ‬تركنا‭ ‬إخواننا‭ ‬تأكلهم‭ ‬الذئاب،‭ ‬وقد‭ ‬علمنا‭ ‬أن‭ ‬للذئاب‭ ‬مكرٌ‭ ‬لا‭ ‬يُؤمن‭ ‬وعهد‭ ‬لا‭ ‬يؤتمن؟‭!‬

‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬تحت‭ ‬الحصار‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬2‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬أصبحت‭ ‬أعدادهم‭ ‬تقل‭ ‬يوميًا‭ ‬بالقتل‭ ‬والقصف،‭ ‬أصبح‭ ‬الأحياء‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬حكم‭ ‬الأموات،‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬غذاء‭ ‬ودواء‭ ‬ومياه‭ ‬نظيفة‭ ‬وكهرباء،‭ ‬بل‭ ‬ويفقدون‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬كله‭ ‬أرواحهم‭ ‬بلا‭ ‬ذنب‭.‬

وتعرضت‭ ‬غزة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬حربًا‭ ‬إسرائيلية‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2000،‭ ‬وقتل‭ ‬خلالها‭ ‬آلاف‭ ‬المدنيين‭ ‬وتدمير‭ ‬المنازل‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬تعلم‭ ‬غزة‭ ‬مصيرها‭ ‬ومآلها‭ ‬ومتى‭ ‬الخلاص‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العدو‭ ‬الهمجي‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬قدرًا‭ ‬محتومًا‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬منه‭.‬

أيها‭ ‬المسلمون،‭ ‬إن‭ ‬نصرة‭ ‬غزة‭ ‬واجب‭ ‬ديني‭ ‬وأخلاقي‭ ‬لابد‭ ‬منه،‭ ‬وقد‭ ‬قال‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬‮«‬المؤمن‭ ‬للمؤمن‭ ‬كالبنيان‭ ‬يشد‭ ‬بعضه‭ ‬بعضًا‮»‬‭ ‬وشبك‭ ‬بين‭ ‬أصابعه،‭ ‬ويقول‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬‮«‬من‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬أخيه‭ ‬كان‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬حاجته‮»‬‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬‮«‬والله‭ ‬في‭ ‬عون‭ ‬العبد‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬العبد‭ ‬في‭ ‬عون‭ ‬أخيه‮»‬،‭ ‬فأي‭ ‬عون‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نقدمه‭ ‬لغزة‭ ‬المحاصرة؟

إخوة‭ ‬الإسلام،‭ ‬ليس‭ ‬بيدنا‭ ‬سلاح‭ ‬لنقاتل،‭ ‬ولا‭ ‬يمكننا‭ ‬دخول‭ ‬فلسطين‭ ‬لنجاهد‭ ‬بسبب‭ ‬الحسابات‭ ‬الدولية‭ ‬والحدود‭ ‬المغلقة،‭ ‬لكننا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نجاهد‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يمكِّننا‭ ‬الله‭ ‬منه،‭ ‬نجاهد‭ ‬بالدعاء‭ ‬دومًا‭ ‬وأبدًا‭ ‬حتى‭ ‬يقضي‭ ‬الله‭ ‬أمرًا‭ ‬كان‭ ‬مفعولا،‭ ‬ونمتنع‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬الأعداء‭ ‬ومن‭ ‬يناصرهم،‭ ‬فلا‭ ‬حاجة‭ ‬لنا‭ ‬بمنتجاتهم‭ ‬التي‭ ‬أغرقت‭ ‬أسواقنا‭ ‬وقوت‭ ‬شوكتهم‭ ‬علينا،‭ ‬ونجاهد‭ ‬بإمدادات‭ ‬الطعام‭ ‬والوقود‭ ‬للقطاع‭ ‬المحاصر‭ ‬لتعود‭ ‬بعض‭ ‬أساسيات‭ ‬الحياة‭ ‬لأهالينا‭ ‬المنكوبين‭.‬

إننا‭ ‬ندعو‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬أن‭ ‬ينصر‭ ‬إخواننا‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وأن‭ ‬يرفع‭ ‬عنهم‭ ‬البلاء،‭ ‬وأن‭ ‬يوحد‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬على‭ ‬نصرتهم‭ ‬وشد‭ ‬الرحال‭ ‬لدعمهم‭ ‬ومؤازرتهم‭ ‬وأن‭ ‬ينتفضوا‭ ‬جميعًا‭ ‬ضد‭ ‬عدو‭ ‬الله‭ ‬وعدوهم‭ ‬وعدونا،‭ ‬فما‭ ‬دام‭ ‬العرب‭ ‬متشرذمين‭ ‬فلا‭ ‬نصر‭ ‬ولا‭ ‬خلاص‭ ‬لفلسطين،‭ ‬وكما‭ ‬اتحدوا‭ ‬في‭ ‬نصر‭ ‬أكتوبر‭ ‬واستخدموا‭ ‬سلاح‭ ‬النفط‭ ‬والوحدة‭ ‬العربية‭ ‬فكانت‭ ‬الفاجعة‭ ‬للأعداء‭ ‬هذه‭ ‬تجربة‭ ‬ليست‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الأذهان‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬تاريخنا‭ ‬المعاصر‭ ‬وراينا‭ ‬ثمارها‭ ‬الهائلة،‭ ‬وقد‭ ‬شهدنا‭ ‬أمامنا‭ ‬الفرصة‭ ‬التي‭ ‬نهضت‭ ‬مع‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬لنكرر‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تحدثه‭ ‬القوة‭ ‬العربية‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬العدوان‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬قوته‭.‬

‭ ‬وقد‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬‮«‬وَأَعِدُّوا‭ ‬لَهُم‭ ‬مَّا‭ ‬اسْتَطَعْتُم‭ ‬مِّن‭ ‬قُوَّةٍ‭ ‬وَمِن‭ ‬رِّبَاطِ‭ ‬الْخَيْلِ‭ ‬تُرْهِبُونَ‭ ‬بِهِ‭ ‬عَدُوَّ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬وَعَدُوَّكُمْ‭ ‬وَآخَرِينَ‭ ‬مِن‭ ‬دُونِهِمْ‭ ‬لَا‭ ‬تَعْلَمُونَهُمُ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬يَعْلَمُهُمْ‭ ‬وَمَا‭ ‬تُنفِقُوا‭ ‬مِن‭ ‬شَيْءٍ‭ ‬فِي‭ ‬سَبِيلِ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬يُوَفَّ‭ ‬إِلَيْكُمْ‭ ‬وَأَنتُمْ‭ ‬لَا‭ ‬تُظْلَمُونَ‮»‬‭.‬

إن‭ ‬فلسطين‭ ‬هي‭ ‬أرض‭ ‬مقدسة،‭ ‬وهي‭ ‬أولى‭ ‬القبلتين‭ ‬وثالث‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين،‭ ‬وهي‭ ‬أرض‭ ‬الأنبياء‭ ‬والمرسلين،‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬فلسطين،‭ ‬وقد‭ ‬تعرض‭ ‬لأشد‭ ‬الجرائم‭ ‬وأكثرها‭ ‬بشاعة‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ،‭ ‬فمنذ‭ ‬عام‭ ‬1967،‭ ‬يعيش‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬تحت‭ ‬الحصار‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬الذي‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬معاناة‭ ‬إنسانية‭ ‬كبيرة‭.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬تعرض‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬لحرب‭ ‬وحشية‭ ‬شنها‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬واليوم،‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬غزة‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬تتجدد‭ ‬بعد‭ ‬طوفان‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬ينجح‭ ‬وأن‭ ‬يحقق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬النتائج‭ ‬المذهلة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الصراع‭ ‬العربي‭ ‬الصهيوني‭ ‬لولا‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬قوة‭ ‬عربية‭ ‬متحدة‭ ‬ومتكاملة‭ ‬وهو‭ ‬امر‭ ‬يؤسف‭ ‬له‭ ‬وواقع‭ ‬يجب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تغييره‭ ‬فإمكانيات‭ ‬هذه‭ ‬الامة‭ ‬هائلة‭ ‬ولا‭ ‬ينقصها‭ ‬سوي‭ ‬التوظيف‭ ‬الجيد‭ ‬والاستثمار‭ ‬الناجز‭ ‬والفعال‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬خدمة‭ ‬قضايا‭ ‬الامة‭ ‬ونصرة‭ ‬نضالنا‭ ‬المشروع‭ ‬لتحرير‭ ‬اراضينا‭ ‬المحتلة‭ ‬ومقدساتنا‭ ‬السليبة‭ ‬والمهددة‭ ‬بالتهويد‭ ‬وفي‭ ‬طليعتها‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬المبارك‭.‬

ان‭ ‬غزة‭ ‬الأبية‭ ‬تعاني‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬من‭ ‬الدمار‭ ‬والبطالة‭ ‬والفقر‭ ‬والفقد‭ ‬والموت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لحظة،‭ ‬وهذا‭ ‬كله‭ ‬بسبب‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الغاشم،‭ ‬الذي‭ ‬يرفض‭ ‬حق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬بحرية‭ ‬وكرامة‭.‬

‭ ‬ان‭ ‬نصرة‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬هي‭ ‬نصرة‭ ‬للحق‭ ‬والعدل،‭ ‬وهي‭ ‬نصرة‭ ‬للمقدسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬بل‭ ‬ونصرة‭ ‬لدين‭ ‬الحق‭ ‬وكلمة‭ ‬الحق،‭ ‬فقد‭ ‬قال‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭: ‬‮«‬ولينصرن‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬ينصره‮»‬‭ ‬فالنصر‭ ‬بأيدينا‭ ‬أسبابه‭ ‬وبيد‭ ‬الله‭ ‬تحققه،‭ ‬قال‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬‮«‬لو‭ ‬أنكم‭ ‬تتوكلون‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬حق‭ ‬توكله‭ ‬لرزقكم‭ ‬كما‭ ‬يرزق‭ ‬الطير،‭ ‬تغدو‭ ‬خماصًا‭ ‬وتروح‭ ‬بطانًا‮»‬‭.‬

‭ ‬فالتوكل‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬ضرورة‭ ‬للنصر‭ ‬ولن‭ ‬يأتي‭ ‬التوكل‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬إلا‭ ‬بالعدة‭ ‬والتخطيط‭ ‬ودراسة‭ ‬قوة‭ ‬العدو‭ ‬لإضعافه‭ ‬والنيل‭ ‬منه‭ ‬كما‭ ‬نال‭ ‬من‭ ‬أطفالنا‭ ‬ونسائنا‭ ‬وشبابنا‭ ‬وشيوخنا‭.‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬غزة‭ ‬أبية‭ ‬لا‭ ‬تستسلم،‭ ‬ولن‭ ‬تستسلم،‭ ‬ولن‭ ‬تسلم‭ ‬أراضيها‭ ‬للعدو‭ ‬المغتصب‭ ‬الظالم‭ ‬المتكبر،‭ ‬لكنها‭ ‬أيضًا‭ ‬تحتاج‭ ‬لدعم‭ ‬عربي‭ ‬واسلامي‭ ‬قوي‭ ‬ومؤثر،‭ ‬فلا‭ ‬نقف‭ ‬مكتوفي‭ ‬الأيدي‭ ‬مكممي‭ ‬الفم،‭ ‬فالله‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الأقصى‭ ‬الجريح،‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمون‭ ‬يقولون‭ ‬لا،‭ ‬فلن‭ ‬تستطيع‭ ‬قوة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬أن‭ ‬تسلبنا‭ ‬قبلتنا‭ ‬الأولى،‭ ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬أن‭ ‬العدو‭ ‬يتربص‭ ‬بأهالينا‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ليسلبهم‭ ‬أرضهم‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬سيناء،‭ ‬ونقولها‭ ‬وبصوت‭ ‬مرتفع‭ ‬لا‭ ‬يخالطه‭ ‬رجفة،‭ ‬لن‭ ‬تستطيعوا‭ ‬محو‭ ‬التاريخ‭ ‬ولن‭ ‬تقتطعوا‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬فلسطين‭ ‬ولن‭ ‬تطأ‭ ‬أرجلكم‭ ‬سيناء‭ ‬مجددًا‭ ‬في‭ ‬اطارا‭ ‬مخططاتكم‭ ‬الاستعمارية‭ ‬التوسعية‭ ‬الرامية‭ ‬الى‭ ‬تهجير‭ ‬أهالي‭ ‬غزة‭ ‬خارجها‭ ‬ودفعهم‭ ‬قسرا‭ ‬الى‭ ‬النزوح‭ ‬الى‭ ‬الأراضي‭ ‬المصرية‭.‬

فلا‭ ‬تنسوا‭ ‬أبدًا‭ ‬أن‭ ‬دعاءكم‭ ‬نجاتكم‭ ‬ونجاتهم،‭ ‬لا‭ ‬تغفلوا‭ ‬عن‭ ‬التضرع‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬بالنصر‭ ‬والخلاص،‭ ‬فقد‭ ‬جاء‭ ‬الوقت‭ ‬لنثبت‭ ‬أننا‭ ‬مخلصين‭ ‬لإخواننا‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وفلسطين‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬استطعنا،‭ ‬فلن‭ ‬تذهب‭ ‬أقواتنا‭ ‬لدعم‭ ‬من‭ ‬يشترون‭ ‬ويصنعون‭ ‬القنابل‭ ‬والأسلحة‭ ‬لقتل‭ ‬إخواننا،‭ ‬توبوا‭ ‬الى‭ ‬الله‭ ‬واعقدوا‭ ‬النية‭ ‬على‭ ‬الجهاد‭ ‬بالدعاء‭ ‬وبالمال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نصرة‭ ‬فلسطين‭.‬

أيها‭ ‬المسلمون،‭ ‬إننا‭ ‬نأمل‭ ‬جميعًا‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬انتصار‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬قريبًا،‭ ‬وأن‭ ‬يرفع‭ ‬الله‭ ‬عنهم‭ ‬الغمة،‭ ‬وأن‭ ‬يمن‭ ‬عليهم‭ ‬بالحرية‭ ‬والاستقلال،‭ ‬فاللهم‭ ‬انصر‭ ‬أهل‭ ‬غزة،‭ ‬وارفع‭ ‬عنهم‭ ‬الغمة،‭ ‬وانصرهم‭ ‬على‭ ‬عدوهم‭ ‬يا‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭.‬

اللهم‭ ‬انصر‭ ‬أهل‭ ‬غزة،‭ ‬واحفظهم‭ ‬من‭ ‬شر‭ ‬أعدائهم،‭ ‬اللهم‭ ‬اجمع‭ ‬كلمتهم،‭ ‬ووحد‭ ‬صفهم،‭ ‬اللهم‭ ‬ارحم‭ ‬شهداءهم،‭ ‬وابرئ‭ ‬جرحاهم،‭ ‬واشف‭ ‬مرضاهم،‭ ‬اللهم‭ ‬اجعل‭ ‬غزة‭ ‬أرضًا‭ ‬مباركة،‭ ‬وأهلها‭ ‬أمة‭ ‬آمنة‭ ‬قوية‭. ‬آمين،‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا