هل مازالت المشاريع العقارية مجدية بعد رفع أسعار الفائدة؟ وهل تعتبر فكرة شراء شقة أو عقار بقرض من البنك ثم تأجيره مع دفع الأقساط عشرين سنة أو أكثر، فكرة صائبة؟
تساؤلات يناقشها مستشار تطوير الأعمال عماد منشي في قناته، وفي هذا يقول: يعتمد الأمر هنا على نوع المشاريع العقارية التي تريد شراءها.
واجمالا يعتبر الاستثمار العقاري مجديا دائما، بل هناك عقارات عمرها أكثر من أربعة عقود مازالت تدر دخلا كبيرا على ملاكها. وبالتالي الاستثمار العقاري مجدٍ ونافع في كل الأوقات، بل اننا في أفضل وقت للدخول في الاستثمار العقاري.
وينسحب الامر الى حد كبير على التطوير العقاري، فهو لا يموت لأن هناك حاجة مستمرة إلى تطوير عقارات جديدة، ولكن ما يحدث هو تغير المنتجات العقارية وطبيعتها ومساحاتها بحسب الظروف. فمثلا في الوقت الحالي لا يعتبر الوقت هو الأنسب لتطوير فلل وبيوت كبيرة او شقق واسعة. لسبب بسيط هو ان القدرة الشرائية عند الكثير من الباحثين عن مسكن قد تقلصت بشكل ملحوظ لأسباب منها رفع أسعار الفائدة.
وبالتالي من الأفضل في المرحلة الراهنة التركيز على الشقق الأصغر والبيوت ذات المساحات الاصغر، فهي المطلوبة حاليا في سوق العقار بالمنطقة ويمكن من خلالها تحقيق مكاسب معقولة، كما تتميز بإمكانية بيعها بشكل أسهل وأسرع من الأكبر.
وحتى لو كنت تستهدف فئة المستثمرين، فإن الشقق ذات الغرفة او الغرفين او الثلاث هي الأكثر رواجا في هذه الفترة، لان المستثمر يكون أكثر قدرة على تأجيرها.
أما بالنسبة للفلل فربما من الأفضل حاليا التركيز على الفلل ذات الدور الواحد لأن هناك معروضا لا بأس به من الفلل الكبيرة والمتعددة الأدوار، ومع تقلص القدرة الشرائية يشهد سوق هذا النوع من الفلل نوعا من الهدوء.
ويضيف منشي: هناك نوع آخر من الاستثمار العقاري المناسب والرائج في هذه المرحلة وهو المحلات التجارية الى جانب الشقق. فهي من الاستثمارات المناسبة جدا في هذه المرحلة. ويمكن هنا تسليم الإدارة الى شركة متخصصة والحصول على عوائد مناسبة جدا.
يضاف الى ذلك المشاريع العقارية الترفيهية، فهي من المشاريع الاستثمارية المناسبة دائما حتى في هذه المرحلة. وبالتالي هناك خيارات متعددة للاستثمار العقاري في هذه المرحلة، ولكن يجب ان تكون مدروسة وان ينتقى الملائم منها.
وينتقل مستشار تطوير الاعمال عماد منشي الى محور آخر هو هل يعتبر شراء شقة وتأجيرها كنوع من الاستثمار فكرة صائبة؟
وحول ذلك يقول: إذا كان الايجار هنا اعلى من قسط البنك فهذا يعتبر ذكاء في الاستثمار العقاري، ولكن إذا كان الايجار اقل من القسط فهذا عكس الذكاء!
فمجرد شراء العقار ليس كنزا كما يعتقد البعض. فإذا كان قسط البنك اعلى من الايجار الذي تحصل عليه فإن ذلك يعني ان تدفع الفارق من دخلك الخاص، وهذا ما يكون على حساب مصاريف أخرى، لاسيما إذا كانت الأقساط طويلة المدى وتصل الى عشرين أو خمس وعشرين سنة مثلا. لان هذا الوضع يعني ان تخدع نفسك بانك مالك عقار، لأن مالك العقار الحقيقي هو من يسكنه او يستفيد منه ماديا، أما ان تبقى عشرين سنة تدفع من دخلك الخاص لدفع الأقساط للبنك. مع العلم بأنك لا تضمن أن تتضاعف قيمة العقار بعد خمس وعشرين سنة.
هذا لا يعني عدم الاستثمار في العقار، ولكن ابحث عن فرص او مناطق او عقارات يكون القسط فيها اقل من الايجار، والا تعتبر خاسرا وليس كاسبا في هذا الاستثمار. وبالمقابل متى ما شعرت ان الفرصة والإمكانيات متاحة لديك لشراء عقار، فبادر بذلك ولا تتردد او تؤجل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك