العدد : ١٦٩٨٥ - الاثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٥ - الاثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

خمسة وخمسون عاماً من الدبلوماسية البحرينية المتزنة الداعمة للسلام والازدهار

الأحد ١٤ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

تمكنت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ترسم‭ ‬لها‭ ‬نهجاً‭ ‬ثابتاً‭ ‬لا‭ ‬يحيد،‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬أن‭ ‬تُخطئه‭ ‬المواقف‭ ‬أو‭ ‬تتعدد‭ ‬معه‭ ‬الاحتمالات‭ ‬والتأويلات،‭ ‬ونجحت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬55‭ ‬عاماً،‭ ‬منذ‭ ‬نشأتها‭ ‬عام‭ ‬1969،‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الصوت‭ ‬الرسمي‭ ‬الواضح‭ ‬والمتزّن‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬الذي‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬مواقفها‭ ‬الخارجية‭ ‬وقراراتها‭ ‬وإرادتها‭ ‬الحُرة،‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المحافل‭ ‬والمنابر‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬والأداة‭ ‬الفاعلة‭ ‬لتوطيد‭ ‬علاقات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة،‭ ‬وحماية‭ ‬مصالح‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬وتعزيز‭ ‬مكانة‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭.‬

ويعتبر‭ ‬يوم‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬يناير،‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬تحتفي‭ ‬فيه‭ ‬المملكة‭ ‬بالدبلوماسية‭ ‬البحرينية،‭ ‬تكريماً‭ ‬وتقديراً‭ ‬لجهودها‭ ‬ودورها‭ ‬الوطني‭ ‬والحضاري‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬امتداد‭ ‬لتاريخها‭ ‬العروبي‭ ‬العريق‭ ‬والذي‭ ‬حافظت‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬العصور‭ ‬وصولاً‭ ‬للمشاركة‭ ‬الأصيلة‭ ‬في‭ ‬استكمال‭ ‬المسيرة‭ ‬التنموية‭ ‬الشاملة‭ ‬للمملكة‭ ‬بقيادة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬الذي‭ ‬أصدر‭ ‬مرسوماً‭ ‬ملكياً‭ ‬بتخصيص‭ ‬يوم‭ ‬14‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬يوماً‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭.‬

تاريخ‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬عقود

يعود‭ ‬تاريخ‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬إلى‭ ‬أواخر‭ ‬العام‭ ‬1969‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأسيس‭ ‬ما‭ ‬سُمي‭ ‬بـ«مكتب‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬أو‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‮»‬،‭ ‬وكان‭ ‬يترأسه‭ ‬آنذاك‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬عراب‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية،‭ ‬الذي‭ ‬تحول‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬نواة‭ ‬لتأسيس‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬البحرينية‭ ‬مع‭ ‬تشكيل‭ ‬أول‭ ‬حكومة‭ ‬للبحرين‭ ‬عام‭ ‬1971،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تولي‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬حقيبة‭ ‬الخارجية‭ ‬كأول‭ ‬وزير،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬منذ‭ ‬أغسطس‭ ‬عام‭ ‬1971‭ ‬وحتى‭ ‬سبتمبر‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬ويعود‭ ‬له‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬الأسس‭ ‬الثابتة‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬وسياسة‭ ‬البحرين‭ ‬الخارجية‭ ‬وعلاقاتها‭ ‬بدول‭ ‬العالم‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية،‭ ‬ولذلك‭ ‬استحق‭ ‬وبجدارة‭ ‬أن‭ ‬يحمل‭ ‬لقب‭ ‬أقدم‭ ‬وزير‭ ‬للخارجية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬34‭ ‬عاماً‭ ‬أمضاها‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬بكل‭ ‬كفاءة‭ ‬وحكمة‭ ‬ومهنية‭.‬

وفي‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬المهمة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬الانتقالي‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي،‭ ‬رأت‭ ‬القيادة‭ ‬أهمية‭ ‬تعيين‭ ‬أول‭ ‬سفراء‭ ‬للبحرين‭ ‬في‭ ‬أهم‭ ‬العواصم‭ ‬الدولية‭ ‬والعربية‭ ‬بما‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬تاريخها‭ ‬وحضارتها‭ ‬وثقافتها‭ ‬وبما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬فتمَّ‭ ‬تعيين‭ ‬السفير‭ ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬دعيج‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ -‬رحمه‭ ‬الله‭- ‬كأول‭ ‬سفير‭ ‬بحريني‭ ‬لدى‭ ‬بريطانيا،‭ ‬حيث‭ ‬لعب‭ ‬دوراً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬أسس‭ ‬صلبة‭ ‬للعلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وتعزيزها‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة‭.‬

كما‭ ‬تم‭ ‬تعيين‭ ‬السفير‭ ‬الأديب‭ ‬تقي‭ ‬البحارنة‭ ‬كأول‭ ‬سفير‭ ‬للبحرين‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬وكان‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬بارز‭ ‬وملموس‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬وأيضاً‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬الحراك‭ ‬الثقافي‭ ‬والأدبي‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬تنسيق‭ ‬المواقف‭ ‬السياسية‭ ‬الثنائية‭ ‬تجاه‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬خاصة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

وعُين‭ ‬كذلك‭ ‬السفير‭ ‬الدكتور‭ ‬سلمان‭ ‬الصفَّار‭ ‬كأول‭ ‬مندوب‭ ‬دائم‭ ‬للبحرين‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بنيويورك،‭ ‬وكان‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬هيئة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتأكيد‭ ‬مواقف‭ ‬البحرين‭ ‬الخاصة‭ ‬باحترام‭ ‬مبادئها‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭.‬

وفي‭ ‬سبتمبر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬تولى‭ ‬حقيبة‭ ‬الخارجية‭ ‬خلفاً‭ ‬لسمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬الذي‭ ‬استكمل‭ ‬مسيرة‭ ‬النهج‭ ‬الحكيم‭ ‬العقلاني‭ ‬الذي‭ ‬خطّه‭ ‬عراب‭ ‬وشيخ‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك،‭ ‬مضيفاً‭ ‬عليها‭ ‬سياسة‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬مرتكزات‭ ‬وهي‭ ‬ثقافة‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬وقيمة‭ ‬موروثه‭ ‬الحضاري،‭ ‬والتوازن‭ ‬الدقيق‭ ‬بين‭ ‬السياسة‭ ‬الداخلية‭ ‬والسياسة‭ ‬الخارجية‭.‬

ولتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عمل‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬متدرجة‭ ‬لبناء‭ ‬الهيكل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬رأى‭ ‬أن‭ ‬تمتزج‭ ‬فيه‭ ‬الخبرة‭ ‬المتراكمة‭ ‬الأصيلة‭ ‬مع‭ ‬إرادة‭ ‬وعزيمة‭ ‬الشباب،‭ ‬لبناء‭ ‬قاعدة‭ ‬قوية‭ ‬من‭ ‬الفكر‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬والسياسي‭ ‬المتجدد‭ ‬والدبلوماسيين‭ ‬الجدد‭ ‬المؤهلين‭ ‬والمدربين‭ ‬علمياً‭ ‬وأكاديمياً‭.‬

واستمر‭ ‬نهج‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬الثابت‭ ‬ذو‭ ‬الرؤية‭ ‬المتوازنة‭ ‬مع‭ ‬تولي‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬الزياني،‭ ‬حقيبة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2020‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬والذي‭ ‬فتح‭ ‬آفاق‭ ‬اوسع‭ ‬للعمل‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬والتطورات‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬إقليم‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وبؤر‭ ‬الصراع‭ ‬العالمية،‭ ‬وترسيخ‭ ‬علاقات‭ ‬البحرين‭ ‬الخارجية‭ ‬مع‭ ‬كافة‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬ثوابت‭ ‬أهمها‭ ‬تفاعل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المتوازن‭ ‬مع‭ ‬محيطها‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬والإقليمي‭ ‬خاصة‭ ‬تجاه‭ ‬القضايا‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬المشترك،‭ ‬والسعي‭ ‬لحل‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬والأزمات‭ ‬بالوسائل‭ ‬السلمية‭ ‬والحوار‭ ‬وبما‭ ‬يتفق‭ ‬ومبادئ‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يمس‭ ‬سيادتها‭ ‬وأمنها‭ ‬الوطني‭.‬

وتولي‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬ملف‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬اهتماما‭ ‬خاصا،‭ ‬مستمدة‭ ‬مهامها‭ ‬وجهودها‭ ‬من‭ ‬النهج‭ ‬الحكيم‭ ‬والتوجيهات‭ ‬السامية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬وتوجهات‭ ‬الحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬وتمكنت‭ ‬من‭ ‬إعداد‭ ‬وتنفيذ‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬بما‭ ‬تتضمنه‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬طموحة‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬102‭ ‬مشروع،‭ ‬وتقديم‭ ‬التقرير‭ ‬الوطني‭ ‬الرابع‭ ‬ضمن‭ ‬آلية‭ ‬الاستعراض‭ ‬الدوري‭ ‬الشامل‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬جنيف،‭ ‬في‭ ‬اطار‭ ‬الجهود‭ ‬المتواصلة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬تترأسها‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬وتضم‭ ‬في‭ ‬عضويتها‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬كافة‭ ‬الوزارات‭ ‬والهيئات‭ ‬الرسمية‭ ‬المعنية‭ ‬بالشؤون‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحرياته‭.‬

عام‭ ‬2023‭ ‬عام‭ ‬التحديات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والسياسية

يعتبر‭ ‬العام‭ ‬المنصرم‭ ‬2023‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأعوام‭ ‬التي‭ ‬لعبت‭ ‬فيها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬ومؤثراً‭ ‬تجاه‭ ‬التحديات‭ ‬والأزمات‭ ‬والصراعات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬ولازالت‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬وإقليم‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تداعيات‭ ‬وتأثيرات‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬العالمية‭ ‬الأخرى‭ ‬والتي‭ ‬تلقي‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬الحراك‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭.‬

ولقد‭ ‬كانت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬الماهرة‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬ثوابتها‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬لها‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬البلاد‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمنها‭ ‬الوطني‭ ‬والإقليمي،‭ ‬عبر‭ ‬تفاعلها‭ ‬الإيجابي‭ ‬المتوازن‭ ‬والمؤثر‭ ‬مع‭ ‬مجمل‭ ‬الاجتماعات‭ ‬واللقاءات‭ ‬والقمم‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬لبحث‭ ‬أفضل‭ ‬الحلول‭ ‬السلمية‭ ‬لهذه‭ ‬النزاعات‭ ‬والقضايا،‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬المنطقة‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأحداث‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وتداعياتها‭ ‬المتصاعدة‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬صعيد‭ ‬،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬السير‭ ‬بالتوازي‭ ‬في‭ ‬نهجها‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬للمملكة‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭ ‬والمنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬والدفع‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬الشراكات‭ ‬وأطر‭ ‬التعاون،‭ ‬باعتبارها‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬الأهداف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭.‬

ويُشهد‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬بأنها‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬صورة‭ ‬إيجابية‭ ‬قوية‭ ‬ومشرفة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عمادها‭ ‬المواقف‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬يعززها‭ ‬روايات‭ ‬عديدة‭ ‬وشهادات‭ ‬عيان،‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ ‬سفراء‭ ‬الدول‭ ‬والمنظمات‭ ‬العربية‭ ‬والأجنبية‭ ‬الذين‭ ‬مثّلوا‭ ‬بلدانهم‭ ‬سابقاً‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬سفارات‭ ‬وقنصليات‭ ‬ووفود‭ ‬دبلوماسية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وأجمعوا‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬جوهر‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬البحريني‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬دولةً‭ ‬صديقة‭ ‬للجميع،‭ ‬مُرحبة‭ ‬بالجميع‭ ‬ومنفتحة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الثقافات‭ ‬والأجناس‭ ‬والأديان‭ ‬ومتعايشة‭ ‬بسلام‭ ‬مع‭ ‬الجميع،‭ ‬وهذه‭ ‬مفاتيح‭ ‬نجاح‭ ‬ورسوخ‭ ‬للعلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والخارجية‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭.‬

إن‭ ‬الانجازات‭ ‬المشرفة‭ ‬والنجاحات‭ ‬المتميزة‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬تاريخها‭ ‬الطويل‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬لتتحقَّق‭ ‬لولا‭ ‬الرؤية‭ ‬الحكيمة‭ ‬والتوجيهات‭ ‬السديدة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬ودعم‭ ‬ومساندة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬والجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬المخلصة‭ ‬لجميع‭ ‬مسؤولي‭ ‬ومنتسبي‭ ‬السلك‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬والقنصلي‭ ‬بوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬البحرينية‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنين،‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬اليوم‭ ‬عنواناً‭ ‬للثقة‭ ‬والفاعلية‭ ‬والعقلانية‭ ‬والاتزان‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا