رام الله - (وكالات الأنباء): أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن قطاع غزة «جزء لا يتجزأ» من الدولة الفلسطينية، رافضا أي مخططات إسرائيلية محتملة لفصله، وذلك خلال استقباله في رام الله أمس الجمعة مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك ساليفان.
وقال عباس في بيان بعد اللقاء إن «قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ولا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الاحتلال في فصله أو أي جزء منه».
وشدد على «ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني من خلال الوقف الفوري لإطلاق النار، وحرب الإبادة الجماعية وخاصة في قطاع غزة، من أجل تجنيب المدنيين ويلات القصف والقتل والدمار الذي تقوم به آلة القتل الإسرائيلية».
ولفت رئيس السلطة الفلسطينية إلى أهمية «فتح جميع المعابر، ومضاعفة إدخال المواد الإغاثية والطبية والغذائية، وتوفير المياه والكهرباء والوقود بأسرع وقت ممكن».
وكان ساليفان قد انتقل إلى رام الله للقاء عباس بعد زيارته في وقت سابق امس الجمعة إسرائيل حيث اعتبر انه ليس من «الصواب» أن تعيد الدولة العبرية احتلال غزة على المدى الطويل. وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك ساليفان في بيان امس الجمعة بعد زيارة لإسرائيل إن الولايات المتحدة ترحب بقرار إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم مع غزة أمام المساعدات الإنسانية. وتابع ساليفان: «نرحب بهذه الخطوة المهمة»، مضيفا أنه تم إبلاغه بالقرار قبل مغادرته إسرائيل.
وأتى هذا الموقف مع تزايد التكهنات حول مستقبل القطاع في أعقاب الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر بين إسرائيل وحركة حماس. وقال ساليفان للصحفيين في تل أبيب: «لا نعتبر أنه من المنطقي، أو من الصواب بالنسبة إلى إسرائيل، أن تحتل غزة، أو تعيد احتلال غزة على المدى الطويل»، موضحا بعد لقاء مسؤولين إسرائيليين بارزين: «في نهاية المطاف، يجب أن تنتقل السيطرة على غزة وإدارتها وأمنها إلى الفلسطينيين».
وواشنطن هي الداعم العسكري الرئيسي لإسرائيل في حربها ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي اندلعت في أعقاب هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر.
واقترحت واشنطن أن تؤدي السلطة الفلسطينية دورا في حكم قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس منذ 2007، على الرغم من الشعبية المتراجعة للسلطة في أوساط الفلسطينيين.
وقال ساليفان: «نعتقد أن السلطة الفلسطينية تحتاج إلى تجديد وتنشيط، وإلى التحديث فيما يتعلق بأسلوب حكمها، وتمثيلها للشعب الفلسطيني».
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك سوليفان أمس الجمعة إن بلاده تحث إسرائيل على تركيز الحرب في غزة على الاستهداف الدقيق لقيادة حماس بدلا من القصف والعمليات البرية واسعة النطاق، دون أن يذكر متى سيحدث هذا التحول.
وقاومت إسرائيل حتى الآن الضغوط العالمية المتزايدة لكبح هجومها الذي أودى بحياة نحو 19 ألف فلسطيني منذ هاجمتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وقال ساليفان للصحفيين خلال زيارة لإسرائيل: «سيكون هناك انتقال إلى مرحلة أخرى في هذه الحرب، مرحلة تركز بطرق أكثر دقة على استهداف القيادة وعلى العمليات المستندة إلى المعلومات الاستخباراتية».
ومن أهم أهداف الحرب الإسرائيلية محمد الضيف قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحماس الذي كان العقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر، وكذلك الرجل الثاني في القيادة مروان عيسى ورئيس حماس في غزة يحيى السنوار.
وذكر ساليفان أنه ناقش توقيت هذا التحول في اجتماعاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومة الحرب والقادة العسكريين يوم الخميس.
وقال: «متى سيحدث ذلك بالضبط وتحت أي ظروف تحديدا سيكون محل مناقشات مكثفة مستمرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل». وبعد الاجتماعات قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إنه أبلغ ساليفان أن الحرب ستستمر «أكثر من عدة أشهر».
وذكر مسؤولون أمريكيون أن البيت الأبيض يضغط خلف الأبواب المغلقة من أجل نهاية أسرع للمرحلة بالغة الشدة من الحرب. وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الأسبوع من أن الرأي العام الدولي يتحول ليصبح ضد إسرائيل بسبب ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك