غزة – الوكالات: واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس قصفه العنيف على قطاع غزة حيث تدفع الاشتباكات المدنيين إلى نزوح مستمر في ظروف إنسانية بائسة، وصفها مسؤول أممي بأنها «جحيم على الأرض» مع استمرار العدوان.
وأعلنت وزارة الصحة أمس اقتحام قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع. وقال المتحدث أشرف القدرة في بيان: «قوات الاحتلال الاسرائيلي تقتحم مستشفى كمال عدوان بعد حصاره وقصفه عدة أيام».
وأضاف القدرة: «قوات الاحتلال الاسرائيلي تقوم في هذه الاثناء بتجميع الذكور، بمن فيهم الطواقم الطبية في ساحة المستشفى»، موضحا: «نخشى اعتقالهم واعتقال الطواقم الطبية أو تصفيتهم».
وسبق للقوات الإسرائيلية أن اقتحمت مستشفيات أخرى في قطاع غزة بينها مستشفى الشفاء.
كما زار المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أمس قطاع غزة، موضحا أن السكان يعيشون في «جحيم على الأرض» مع استمرار الحرب.
وقال لازاريني عبر منصة «إكس»: «الناس في كل مكان يعيشون في الشارع، يحتاجون إلى كل شيء. إنهم يطالبون بالسلامة وإنهاء هذا الجحيم على الأرض».
ودخل العدوان على غزة أمس يومه السابع والستين.
ووفقا لأحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة بغزة، أدى العدوان الإسرائيلي إلى استشهاد 18412 شخصا، نحو 70 في المائة منهم نساء وأطفال.
وتحوّلت مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر، إلى مخيم ضخم للنازحين حيث نصبت على عجل مئات الخيام باستخدام أخشاب وأغطية بلاستيكية.
ويفرّ آلاف من سكان غزة بأي طريقة ممكنة، بسيارات أو شاحنات وأحيانا بواسطة عربات أو سيرًا.
وأكدت وزارة الصحة أن «24 مواطنا استشهدوا في عدة غارات» في رفح.
وفي مستشفى في رفح، وقفت عائلة الطفلة سيدال أبو جامع (سبع سنوات) فوق جثمانها لتوديعها.
ويقول والدها هاني إنه سمع ليلا أصوات انفجارات وقصفا قريبا من خيمة العائلة النازحة، ولكن صباحا «أشعلت موقد النار (..) وجئت لأوقظ سيدال ورفعت البطانية عنها ووجدتها غارقة في دمائها وأخذناها إلى المستشفى»، مضيفا: «كانت ميتة».
وتفيد الأمم المتحدة بأن أكثر من نصف المساكن دمرت أو تضررت جراء الحرب في قطاع غزة حيث نزح 1.9 مليون شخص، أي 85 بالمائة من سكان القطاع.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح منذ الثالث من ديسمبر «يواجهون ظروفًا كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل وخارج الملاجئ».
وأضاف: «تنتظر حشود ساعات حول مراكز توزيع المساعدات والناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية والحماية»، في حين أن «غياب المراحيض يزيد من مخاطر انتشار الأمراض» وخصوصًا عندما تسبب الأمطار فيضانات.
وتسببت احدى الغارات بحفرة عميقة وقامت بتدمير المباني المحيطة. وقام فتية بمحاولة إنقاذ ممتلكات من تحت الأنقاض.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس مقتل 105 من جنوده منذ بدء العمليات البرية، مشيرا إلى أن 20 منهم قضوا في حوادث. وبحسب الجيش فإن 13 من الجنود قتلوا نتيجة نيران صديقة.
وناشدت الأمم المتحدة ومنظمات المساعدات الإنسانية إسرائيل السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة. وتؤكد السلطات الإسرائيلية أنها تريد الاشراف على شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع.
وأعلنت إسرائيل ليل الإثنين أنه سيتم فحص مساعدات إنسانية موجهة لقطاع غزة في معبر إضافي بدءا من الثلاثاء، قبل نقلها لتدخل القطاع عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.
وأكدت إسرائيل أنه لن يتم فتح أي معابر مباشرة جديدة، ولكن سيتم استخدام معبر كرم أبو سالم أيضا لإجراء فحوصات أمنية قبل إرسالها عبر رفح.
ويتم إجراء فحوصات مماثلة عند معبر نيتسانا بالفعل.
إلى جانب ذلك أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أمس أنه سيبحث في محادثاته المقبلة مع المسؤولين الإسرائيليين جدولا زمنيا لإنهاء الحرب في غزة.
وذكر سوليفان الذي سيزور إسرائيل غدا أنه سيناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دور الجيش الإسرائيلي في غزة بعد الحرب.
وفي وقت سابق أمس أكد مسؤولان أمريكيان أن إدارة الرئيس جو بايدن يحدوها أمل محدود في التوصل إلى هدنة أخرى بين إسرائيل وحماس، بهدف الإفراج المحتمل عن مزيد من المحتجزين في غزة.
وأوضح أحد المسؤولين أنه لم يتم إحراز تقدم حتى الآن نحو الوصول إلى وقف جديد لإطلاق النار وتبادل الأسرى بين الجانبين، وفق ما نقلت شبكة (إن.بي.سي).
لكن مسؤولاً آخر ألمح إلى أن الموقف قد يتغير في الأيام المقبلة بين إسرائيل وحماس «إذا عادت جميع الأطراف إلى مفاوضات جادة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك