قطاع غزة – الوكالات: شهد قطاع غزة أمس غارات جوية إسرائيلية دامية ومعارك عنيفة بعد تأكيد حركة حماس أن الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم منذ هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر، لن يتم سوى من خلال مفاوضات وتبادل أسرى.
بعد غارات جوية عنيفة ليلًا على خانيونس في جنوب القطاع، استهدفت ضربات جديدة صباح أمس وسط وشرق المدينة التي لجأ إليها آلاف المدنيين بعد الفرار من القتال في الشمال.
وتحدثت وزارة الصحة بغزة عن عشرات الشهداء في القطاع لا سيّما في خانيونس ومدينة غزة ومخيم جباليا ومخيمَي النصيرات والمغازي، فيما لا يزال عشرات الضحايا تحت الأنقاض.
ونُقلت 32 جثة إلى مستشفى ناصر في خان يونس خلال 24 ساعة، بحسب الوزارة.
وكشفت وسائلُ إعلام فلسطينية عن استشهاد عشرةِ أشخاص جراءَ قصفٍ إسرائيلي على مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة. وأوضح التلفزيون الفلسطيني، أن من بين الشهداء نازحين من مدينة خانيونس، وستة من عائلة واحدة، وثلاثة من عائلة أخرى. كما نقل تلفزيون فلسطين عن المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى قولَه إن المستشفى استقبل ما يزيد على 40 شهيدا منذ صباح أمس.
وارتفعت حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 18205 شهيد وفق ما أعلنت وزارة الصحة أمس. وقالت الوزارة في بيان مقتضب «ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي الى 18205 شهداء، و49645 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي».
وعلى صعيد العمليات الميدانية، قالت مصادر أمنية فلسطينية إن الكثير من القتال الأعنف منذ أيام يدور داخل وحول خانيونس.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي عن قتال عنيف في مدينة غزة بشمال القطاع، مشيرة الى قيامها بتفجير منزل كان الجنود الإسرائيليون يحاولون العثور فيه على فتحة تؤدي إلى نفق تحت الأرض.
وبعدما أفاد الأحد عن «قتال عنيف» في أحياء بمدينتي غزة وخان يونس، أكد الجيش الإسرائيلي أمس إطلاق صواريخ من غزة. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أمس عن سقوط شظايا صواريخ في حولون بضواحي تل أبيب، متحدثة عن «أضرار مادية وإصابة مدني بجروح طفيفة». فيما أعلنت كتائب القسام إطلاق دفعة جديدة من الصواريخ باتجاه غلاف غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي ردا على سؤال لوكالة فرانس برس أمس أنّ حصيلة القتلى من جنوده ارتفعت الى 101 جنديّ، بعد مقتل ثلاثة جنود كشفت هوياتهم أمس.
وحذرت حماس الأحد من أن ما من رهينة سيغادر القطاع «حيا» إذا لم تُلبَ مطالبها عبر مفاوضات وتبادل أسرى. وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، في رسالة صوتية «لا العدو الفاشي وقيادته المتعجرفة ولا داعموه يستطيعون أخذ أسراهم أحياء دون تبادل وتفاوض ونزول عند شروط المقاومة والقسام».
وفي قطاع غزة يضطر السكان إلى العيش في منطقة تكتظ بشكل متزايد وحيث النظام الصحي «ينهار» وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وقالت منسقة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية لين هاستينغز التي لم يتم تجديد تأشيرتها في إسرائيل إن «إعلانا أحاديا من جانب قوة احتلال بأن الأراضي التي ليست فيها بنية تحتية أو أغذية أو مياه أو رعاية صحية هي «مناطق آمنة» لا يعني أنها كذلك».
ويفر آلاف من سكان غزة بأي طريقة ممكنة، بسيارات أو شاحنات وأحيانا بواسطة عربات أو سيرًا.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح منذ الثالث من ديسمبر «يواجهون ظروفًا كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل وخارج الملاجئ».
وأضاف «تنتظر حشود لساعات حول مراكز توزيع المساعدات والناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية والحماية»، في حين أن «غياب المراحيض يزيد من مخاطر انتشار الأمراض» خصوصًا عندما تسبب الأمطار فيضانات.
بعد فشل مجلس الأمن الدولي الجمعة في التصويت على «وقف إطلاق نار إنساني» بسبب عرقلة واشنطن مشروع قرار في هذا الاتجاه عبر استخدامها حق النقض (الفيتو)، من المقرر أن تجتمع الجمعية العامة بعد ظهر اليوم لمناقشة الوضع في غزة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك