الأمم المتحدة - (رويترز): اتخذ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش خطوة نادرة يوم الأربعاء لتحذير مجلس الأمن رسميا من تهديد عالمي تمثله حرب غزة في الوقت الذي تسعى فيه الدول العربية لاستغلال ذلك لدفع المجلس إلى الدعوة إلى وقف إطلاق النار خلال أيام.
وقدمت الإمارات إلى المجلس مشروع قرار مقتضبا، اطلعت عليه رويترز، يعمل بناء على رسالة جوتيريش بالمطالبة «بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية» في الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وقال دبلوماسيون إن الإمارات تهدف إلى طرح النص للتصويت اليوم عندما يطلع جوتيريش المجلس على الوضع في غزة. ويتطلب تبني القرار موافقة ما لا يقل عن تسعة أصوات وعدم استخدام حق النقض (الفيتو) من قبل الدول الخمس دائمة العضوية وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا.
وقالت بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة على منصة إكس: «يحظى مشروع القرار الذي تقدمت به الإمارات بدعم المجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي الذي يعد ضرورة أخلاقية وإنسانية نحث عبرها جميع الدول على دعم دعوة الأمين العام».
وتعارض الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل وقف إطلاق النار.
كانت الولايات المتحدة قد امتنعت عن التصويت الشهر الماضي للسماح لمجلس الأمن بتبني قرار يدعو إلى فترات توقف في القتال. وانتهت هدنة استمرت سبعة أيام في الأول من ديسمبر، وأطلقت خلالها حماس سراح بعض الرهائن وزادت المساعدات الإنسانية لغزة.
وفي حديثه قبل أن توزع الإمارات مشروع قرارها على مجلس الأمن، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر التعليق على رسالة جوتيريش تحديدا.
وقال ميلر للصحفيين: «هناك تهديدات للأمن الإقليمي وتهديدات للأمن العالمي يمثلها هذا الصراع. لقد أوضحنا تماما أن أحد الأشياء التي نحاول القيام بها هو منع اتساع هذا الصراع».
واتهم سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان جوتيريش بأنه بلغ «انحطاطا أخلاقيا جديدا» بإرسال الرسالة إلى مجلس الأمن.
وقال جوتيريش للمجلس في رسالته إن الحرب «قد تؤدي إلى تفاقم التهديدات القائمة للسلم والأمن الدوليين».
واعتمد جوتيريش في ذلك على المادة 99 من الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة التي تسمح له «بلفت انتباه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حماية السلم والأمن الدوليين».
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المادة لم تستخدم منذ عقود.
وكتب جوتيريش في الرسالة: «نواجه خطرا شديدا يتمثل في انهيار النظام الإنساني». وأضاف أن التداعيات قد تكون لا رجعة فيها على الفلسطينيين وعلى الأمن الإقليمي، داعيا مرة أخرى إلى إعلان وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.
وأشار جوتيريش لمجلس الأمن في رسالته إلى أنه لا توجد حماية فعالة للمدنيين في غزة. وكتب: «لا يوجد مكان آمن في غزة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك