نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس عمليات قصف جديدة دامية على مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة حيث يحاول السكان الاحتماء من القصف والاشتباكات على الأرض وهي الأعنف منذ بدء العدوان الاسرائيلي قبل شهرين على قطاع غزة.
وكانت شوارع مدينة خان يونس التي قال جيش الاحتلال إنه يحاصرها شبه خالية أمس، بينما كان يمكن سماع أصوات الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي حماس والجنود الإسرائيليين، وفق ما أفاد صحفيون في وكالة فرانس برس في المنطقة. وتواصل تدفّق الشهداء والجرحى إلى المستشفيات، لا سيما الى مستشفى ناصر، المستشفى الأكبر في جنوب قطاع غزة.
وشوهد آلاف المدنيين يفرّون من المنطقة مشيا أو على دراجات نارية أو على عربات محمّلة بأمتعتهم. وهم باتوا محاصرين في منطقة تتقلص مساحتها يوما بعد يوم قرب الحدود مع مصر ويواجهون وضعا إنسانيا كارثيا.
وقال حسن القاضي لفرانس برس «نحن في وسط منطقة خانيونس. هذه المنطقة كلّها مدنيون وليس فيها مسلحون. هناك أطفال تائهون يبحثون عن عائلاتهم».
وأضاف «نحن نريد أن نفهم، إذا كانوا يريدون قتلنا، فليجمعونا في مكان ويبيدونا. نحن لسنا مجرد أرقام نحن بشر».
ويلقي الجيش الإسرائيلي يوميا على خان يونس منشورات تحذّر من قصف وشيك وتطلب من السكان مغادرة مناطق سكنهم. إلا أن الأمم المتحدة التي قدّرت أن 28% من أراضي قطاع غزة مشمولة بهذه الأوامر، تعتبر أنه «من المستحيل» إقامة مناطق آمنة لاستقبال المدنيين كما حددتها إسرائيل.
وتفيد الأمم المتحدة أن 1,9 مليون شخص أي 85% من سكان القطاع نزحوا جراء الحرب في قطاع غزة حيث تعرّض أكثر من نصف المساكن للدمار أو لأضرار.
وقال منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتّحدة مارتن غريفيث في بيان «لا مكان آمن في قطاع غزة، لا المستشفيات ولا الملاجئ ولا مخيمات اللاجئين. ولا الأطفال ولا الطواقم الطبية ولا الطواقم الإنسانية. هذا الاستهزاء الصارخ بأسس الإنسانية يجب أن يتوقف».
وواصل الجيش الإسرائيلي أمس قصف كل القطاع الفلسطيني وزعم اكتشافه في الشمال «بين المدنيين» قرب عيادة ومدرسة «أحد أكبر مستودعات الأسلحة» في كل قطاع غزة.
وقالت مصادر في حركتَي حماس والجهاد الإسلامي لوكالة فرانس برس أمس إن مقاتليهما يواجهون القوات الإسرائيلية في محاولة لمنعهم من دخول خانيونس والمناطق الواقعة في شرق المدينة وكذلك إلى مخيمات اللاجئين القريبة.
وبحسب حكومة حماس، أسفر قصف مدفعي عن سقوط «عشرات الشهداء والجرحى» ليل الثلاثاء الأربعاء في العديد من القرى في شرق خان يونس.
من جهتها، قالت وزارة الصحة التابعة لحماس إن غارات دامية أخرى استهدفت مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة وفي جباليا إلى الشمال، فيما نقلت 73 جثة خلال 24 ساعة إلى مستشفى الأقصى في دير البلح في وسط القطاع.
واستشهد في القصف الإسرائيلي في قطاع غزة 16248 شخصا منذ بدء الحرب، أكثر من 70% منهم من النساء والأطفال، وفق حركة حماس.
ورغم ارتفاع ضحايا العدوان على غزة أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن وصول طائرة الشحن رقم 200 محملة بمساعدة عسكرية من الولايات المتحدة.
وأوضح بيان لوزارة الدفاع أن «أسطولا» يعمل في إطار النشاط المشترك لبعثة المشتريات التابعة لوزارة الدفاع، ومديرية المشتريات بواسطة المسؤول عن النقل الدولي، وشعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي والشعبة التكنولوجية واللوجستية.
وأضاف البيان أنه منذ 7 أكتوبر تم نقل أكثر من 10 آلاف طن من العتاد العسكري، بحرا وجوا، وشمل سيارات محصنة وقذائف ودروعا واقية ومعدات طبية وذخيرة وغيرها.
وتابع البيان أن هذه المعدات «تدعم الخطط الهجومية ومواصلة القتال، من أجل ضمان استمرارية عملياتية لتحقيق أهداف الجيش الإسرائيلي».
وأقامت الإدارة الأمريكية منذ أحداث 7 أكتوبر نوعا من الجسر الجوي لتزويد إسرائيل بمعدات عسكرية وأسلحة، كما أرسلت قوات من بحريتها إلى المنطقة لردع أي أطراف أخرى من التدخل في الصراع بين إسرائيل وحماس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك