الدوحة – الوكالات: شارك حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم إخوانه أصحاب السمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في اجتماع الدورة الرابعة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون، حيث بحث القادة التحديات الحرجة والخطيرة التي تواجه المنطقة، وخاصة العدوان الإسرائيلي على غزة والاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بما في ذلك مدينة القدس والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.
وأكد «إعلان الدوحة» الصادر عقب القمة الـ44 لدول مجلس التعاون الخليجي التي انعقدت بالعاصمة القطرية أمس وقوف دول مجلس التعاون إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعمها المتواصل لرفع المعاناة عن سكان قطاع غزة، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين الفلسطينيين.
وثمّن قادة دول مجلس التعاون جهود الوساطة المشتركة لدولة قطر ومصر والولايات المتحدة، التي أسفرت عن التوصل إلى اتفاق لهدنة إنسانية في قطاع غزة الأسبوع الماضي، مؤكدين ضرورة الاستئناف الفوري لهذه الهدنة الإنسانية، وصولاً إلى وقف كامل ومستدام لإطلاق النار.
وثمن «إعلان الدوحة» الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية، ومبادرتها بالشراكة مع الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي ومصر والمملكة الأردنية لإعادة إحياء عملية السلام، وفقاً للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية لعام 2002.
وحذّر قادة دول مجلس التعاون في «إعلان الدوحة» من مخاطر توسع المواجهات وامتداد رقعة الصراع إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط، ما لم «يتوقف العدوان الإسرائيلي، ما سيفضي إلى عواقب وخيمة على شعوب المنطقة».
وطالب قادة دول مجلس التعاون المجتمع الدولي بالتدخل لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين الفلسطينيين، واتخاذ الإجراءات اللازمة ضمن القانون الدولي للرد على ممارسات إسرائيل وسياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها ضد سكان غزة.
وأكد «إعلان الدوحة» ضرورة الاستئناف الفوري للهدنة الإنسانية، وضمان وصول كافة المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات الأساسية، واستئناف عمل خطوط الكهرباء والمياه ودخول الوقود والغذاء والدواء إلى سكان غزة.
وأكد المجلس مواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، ومطالبته بإنهاء الاحتلال، ودعمه لسيادة الشعب الفلسطيني على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ يونيو 1967، وتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حقوق اللاجئين.
كما رحّب القادة بقرارات القمة العربية الإسلامية غير العادية، التي استضافتها المملكة العربية السعودية في 11 نوفمبر؛ لبحث الأوضاع المؤلمة في غزة، وتداعيتها الأمنية والسياسية الخطيرة.
وأشاد «إعلان الدوحة» بجهود اللجنة الوزارية التي شكلتها القمة برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان؛ بهدف «بلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل، وفق المرجعيات الدولية المعتمدة».
وأعرب المجلس عن قلقه من تصاعد مظاهر العنصرية والكراهية ضد العرب والمسلمين في عدد من الدول ووصول الخطاب المعادي للإسلام إلى مستويات خطيرة، أدت إلى خلق مناخ سياسي سلبي في العلاقات بين الدول، وخصوصاً حرق المصحف الشريف وتصاعد الاعتداءات ضد العرب والمسلمين والاستهداف المتعمد لهم.
وفي كلمة افتتاح القمة قال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر عن العدوان الإسرائيلي على غزة: «من العار على جبين المجتمع الدولي أن يتيح لهذه الجريمة النكراء أن تستمر مدة قاربت الشهرين يتواصل معها القتل الممنهج والمقصود للمدنيين الأبرياء بمن في ذلك النساء والأطفال. أسرٌ بكاملها شطبت من السجل الـمدني. وجرى استهداف البنى التحتية الهشة أصلاً، وقطع إمدادات الكهرباء والـمياه والغذاء والوقود والدواء وتدمير الـمستشفيات ودور العبادة والـمدارس والـمرافق الـحيوية».
وقال أمير قطر: «نحن نجدد إدانتنا لاستهداف الـمدنيين من جميع الجنسيات والقوميات والديانات، ونشدد على ضرورة توفير الحماية لهم وفقاً لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وندعو الأمم الـمتحدة إلى ضرورة إجراء تحقيق دولي بشأن الـمجازر التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني».
بدوره حذر الأمين العام لمجلس التعاون جاسم بن محمد البديوي من «خطورة استمرار حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته».
وأشاد البديوي، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للقمة بمواقف دول مجلس التعاون «الراسخة والثابتة لنصرة الشعب الفلسطيني، وتخفيف معاناته، ولا سيما أن هذه المواقف الخليجية تأتي استكمالا للمواقف السابقة لدول مجلس التعاون».
وقال البديوي: «نحن اليوم نجد أنفسنا محاطين بشدائد شاخصة، وخاصة ما نشهده من جرائم دموية جسيمة تقترف بحق الشعب الفلسطيني في غزة».
وشارك بالقمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، ونائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان فهد بن محمود آل سعيد، الذي حضر نيابة عن السلطان هيثم بن طارق، ووزير خارجية الكويت الشيخ سالم عبد الله الجابر ممثلاً لأمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر.
كما شارك في القمة الرئيس التركي رجب طيب أردوجان، بدعوة من أمير قطر، بصفته رئيساً للدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك