قطاع غزة – الوكالات: واجهت المستشفيات صعوبة في التعامل مع عشرات الشهداء والجرحى الفلسطينيين مع تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث أفاد شهود عن معارك عنيفة بعد ان اقتحمت قوات الاحتلال خانيونس المدينة الرئيسية في جنوب القطاع.
في مستشفى ناصر، الرئيسي في خانيونس، تدفق الجرحى في سيارات إسعاف وسيارات عادية وشاحنة وعربات تجرها حيوانات بعد ما وصفه ناجون بأنه غارة استهدفت مدرسة تستخدم مأوى للنازحين.
وداخل أحد الأقسام بالمستشفى كان الجرحى يشغلون كل شبر على الأرض تقريبا، وكان المسعفون يهرعون من مريض إلى آخر بينما كان أقاربهم ينتحبون.
وحمل طبيب جثة هامدة لصبي يرتدي ملابس رياضية ليضعها في زاوية بينما تباعدت ذراعاها على الأرض حيث سالت الدماء. وعلى الأرض بجوار الجثة، رقد صبي وفتاة وسط ضمادات وقفازات مطاطية وأطرافهما متصلة بحوامل محاليل وريدية.
كما قالت واحدة من فتاتين صغيرتين تتلقيان العلاج بينما لا يزال الغبار يغطيهما جراء انهيار المنزل الذي دفنت فيه أسرتهما وهي تبكي «والداي تحت الأنقاض... أريد أمي، أريد أمي، أريد عائلتي».
وفي الخارج، كان رجال ينقلون جثثا بأكفان بيضاء لكنها ملطخة بالدماء لدفنها. وكانت نحو 12 جثة ملقاة على الأرض. وتم نقل خمس أو ست في عربة ملحقة بدراجة نارية.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن 43 جثة على الأقل وصلت بالفعل إلى مستشفى ناصر صباح أمس.
وأضاف أن المستشفيات في جنوب قطاع غزة تنهار بشكل كامل، ولا تستطيع التعامل مع عدد ونوعية الإصابات التي تصلها.
ووفقا لمسؤولي الصحة في غزة، فقد تأكد استشهاد أكثر من 15900 فلسطيني في الغارات الجوية الإسرائيلية وغيرها من الأعمال، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين ويخشى أن يكونوا مدفونين تحت الأنقاض.
وأدى القصف الإسرائيلي إلى نزوح 80 بالمائة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، معظمهم نحو الجنوب. والكثافة السكانية في القطاع أعلى من لندن، وتؤوي المناطق الجنوبية المزدحمة الآن ثلاثة أضعاف عدد سكانها المعتاد.
وفيما بدا أنه أكبر هجوم بري منذ انهيار الهدنة الأسبوع الماضي قال سكان إن الدبابات الإسرائيلية دخلت الأجزاء الشرقية من المدينة للمرة الأولى وعبرت السياج الحدودي الإسرائيلي وتقدمت غربا.
وقال سكان إن بعض الدبابات اتخذت مواقع داخل بلدة بني سهيلا في الضواحي الشرقية لخان يونس، بينما مضت أخرى لتتمركز على أطراف مشروع مدينة حمد السكني الذي تموله قطر.
وبعد أيام من أمرها السكان بالفرار من المنطقة، ألقت القوات الإسرائيلية منشورات جديدة اليوم الثلاثاء مع تعليمات بالبقاء داخل الملاجئ أثناء الهجوم.
وتقول إسرائيل، التي تزعم سيطرتها على النصف الشمالي من غزة الشهر الماضي قبل أن تبدأ الهدنة التي استمرت أسبوعا، إنها توسع حاليا نطاق حملتها البرية لتشمل بقية القطاع لتحقيق هدف القضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وقال إيلون ليفي المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أمس في إفادة للصحفيين «نمضي قدما في المرحلة الثانية الآن. إنها مرحلة ستكون صعبة عسكريا».
أعلنت كتائب «القسام» قتل 10 جنود إسرائيليين من مسافة صفر على محور شرق مدينة خانيونس في قطاع غزة. وقالت الكتائب في بيان: «قبل قليل.. تمكن مجاهدو القسام من الإجهاز على 10 جنود صهاينة وقتلهم من مسافة صفر في محور شرق مدينة خانيونس».
كما أعلنت الكتائب أن مقاتلوها استهدفوا مجموعة إسرائيلية خاصة من 8 جنود بقذيفة مضادة للأفراد، وحققوا فيها إصابة مباشرة في محور شرق مدينة خانيونس.
وأكدت أن مقاتلوها تمكنوا من قنص 6 جنود إسرائيليين ببنادق «الغول» القسامية في منطقة الزنة بمحور شرق مدينة خانيونس وأصابوهم إصابات محققة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس ارتفاع حصيلة القتلى إلى ٨٢ منذ بدء العملية البرية.
وفي وقت سابق من أمس أعلن الجيش، ارتفاع عدد قتلاه في المعارك الدائرة في قطاع غزة، إلى 406 منذ السابع من أكتوبر.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن مدينة خانيونس من المحتمل أن تجعل إسرائيل تدفع ثمنا أكبر مما دفعته بالشمال، داعية إلى خفض التوقعات بشأن العملية العسكرية.
وإلى الشمال من خانيونس في دير البلح، التي يفصلها طريق سيطرت عليه الدبابات الإسرائيلية يوم السبت، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن أعدادا كبيرة من الشهداء والجرحى أصيبوا في غارة دمرت منزلا. ولم تتمكن رويترز من الوصول إلى المنطقة.
ونشر الهلال الأحمر الفلسطيني لقطات قال إنها تظهر إحدى سيارات الإسعاف التابعة لها وهي تتعرض لنيران دبابة إسرائيلية في دير البلح. كانت سيارة الإسعاف تبتعد وسط أصوات الانفجارات. ومن النافذة الخلفية، شوهدت انفجارات تضرب المكان الذي كانت متوقفة فيه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك