كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلية أمس عدوانها على قطاع غزة، فيما تتواصل المعارك بين القطاع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي بدء «العمليات البرية» في جنوب قطاع غزة، مستخدماً قوات على الأرض. وأشار الجيش في بيان، إلى أن «هناك قوات مدرعة في المنطقة بدأت بالفعل في العمل ومهاجمة أهداف حماس».
وأضاف أنه «من المتوقع في المستقبل أن يزيد الجيش الإسرائيلي قواته في المنطقة، ويوسع العملية البرية».
وأفاد مراسل «العربية/الحدث»، أن الدبابات الإسرائيلية تقصف مواقع شمال خان يونس، بعد انطلاق عمليته البرية في المدينة الجنوبية.
وكثف الجيش المنتشر على الأرض في شمال غزة غاراته الجوية في جنوب القطاع إلى حيث لجأ مئات آلاف الفلسطينيين منذ بدء النزاع.
ويتكدس الكثير من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في الجنوب بعد أن أمرت إسرائيل المدنيين بمغادرة الشمال في الأيام الأولى من العدوان منذ السابع من أكتوبر.
ومن المرتقب أن يركز الهجوم الجنوبي على خان يونس، ثاني أهم مركز حضري في غزة، ومسقط رأس قادة بارزين في حركة حماس، من بينهم زعيم الحركة يحيى السنوار ومحمد الضيف. إذ تعتقد إسرائيل أن السنوار يدير العمليات العسكرية للحركة مع رئيس الذراع العسكرية، محمد الضيف، وعدد قليل من كبار القادة الآخرين، وفق صحيفة «وول ستريت جورنال».
وأتى القصف الإسرائيلي العنيف السبت على جزء كبير من مدينة حمد السكنية التي تمّ بناؤها بتمويل قطري.
وقال أحد السكان نادر أبو وردة (26 عاما) لفرانس برس «على الأقل نجونا» بعد خمس غارات جوية في أقل من دقيقتين على المجمع المؤلف من 3000 وحدة سكنية والذي افتتح عام 2016.
أما إيهاب النجار فقال «كنت عائد إلى منزلي في بني سهيلا، سمعنا صوت ضربة (صاروخية) ونزل (الصاروخ) على منزل... هناك شهداء وإصابات في منتصف الشارع». وأضاف «صغار، نساء، وشباب ما ذنبهم ليلقى بهم في الشوارع؟».
وأظهر فيديو لوكالة فرانس برس السبت وصول جرحى، بينهم العديد من الأطفال، الى مستشفى ناصر في خان يونس، بعضهم في سيارات مدنية وآخرون في سيارات إسعاف. وتشكلت طوابير داخل المستشفى في انتظار تمكن الطواقم الطبية من التعامل مع إصاباتهم.
كما سيركز الجيش الإسرائيلي عملياته على رفح في أقصى جنوب القطاع، على الحدود مع مصر. وقال أحد المطلعين على خطط الحرب الإسرائيلية إن المعبر الحدودي بين غزة ومصر وأنفاق التهريب تحت الأرض هي «قناة الأكسجين الرئيسية لإعادة بناء قدرات حماس العسكرية». وبحسب الأمم المتحدة أيضا، فإن أوامر الإخلاء التي وزعها الجيش الإسرائيلي السبت في قرى مدينة خانيونس الشرقية وغيرها من أحياء مدينة غزة أثرت على ربع القطاع.
وقال المجلس النرويجي للاجئين وهو منظمة غير حكومية إن أوامر الإخلاء هذه «بدون ضمانات آمنة أو العودة وهو ما يعادل النقل القسري للسكان».
وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين أمس، إلى 15523 جراء العدوان الإسرائيلي على غزة. وقال الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة خلال مؤتمر صحفي، إن الطواقم الطبية انتشلت في الساعات الأخيرة 316 شهيدا و664 جريحا بفعل هجمات إسرائيل فيما لا يزال العدد الأكبر من الضحايا تحت الأنقاض.
وذكر القدرة أن إجمالي عدد المصابين ارتفع إلى أكثر من 41316 مصابا، متهما الجيش الإسرائيلي بـ«استهداف جميع مناطق قطاع غزة دون استثناء والادعاء كذبا وجود مناطق آمنة».
وقال القدرة إن الجيش الإسرائيلي «يوسع دائرة استهداف المدنيين وارتكب
عشرات المجازر المروعة، ولم يترك شبرا واحدا في قطاع غزة بلا قصف وارتكب عشرات المجازر خلال الساعات الماضية».
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي «لا يزال يتحكم في حجم ونوعية المساعدات بهدف خنق المنظومة الصحية في وقت الطواقم الطبية تتعامل مع مئات الجرحى على الأرض بإمكانات متواضعة للغاية».
وحذر القدرة من أن الجرحى في المستشفيات ينزفون حتى الموت بسبب عدم توفر الخدمات الصحية في وقت تسير آلية مغادرة الجرحى للعلاج في الخارج ببطء
شديد واقتصرت على سفر 413 جريحا فقط منذ بدء عدوان إسرائيل على قطاع غزة.
وطالب بتوفير ممرات إنسانية آمنة تضمن تدفق الإمدادات الطبية والأدوية والوقود وسفر الجرحى والمرضى للعلاج في الخارج لإنقاذ حياتهم، والتدخل الدولي العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك