أكثـر من مائة شهيد.. وتدفق متواصل من الجرحى على المستشفيات المنهكة
قطاع غزة – الوكالات: تواصل منذ صباح أمس العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة موقعا مزيدا من الشهداء والجرحى، بعد انتهاء مفاعيل هدنة استمرت أسبوعا بين حركة حماس وإسرائيل التي توعدت مجددا بالقضاء على الحركة الفلسطينية.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أشرف القدرة في بيان إن حصيلة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة ارتفعت «منذ انتهاء الهدنة صباح هذا اليوم (الجمعة) الى 109 شهداء ومئات الجرحى حتى اللحظة».
وقال صحفيون في وكالة فرانس برس إن الجرحى يتدفقون على المستشفيات المكتظة، بينما يقوم السكان بالتبرع بدمائهم.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف «أكثر من 200 هدف للمقاومة في القطاع».
وانتهت عند الساعة الخامسة بتوقيت جرينتش الهدنة التي بدأ سريانها بين حركة حماس وإسرائيل في 24 نوفمبر.
ومع بدء الضربات، باشر آلاف سكان قطاع غزة العودة إلى المستشفيات والمدارس التي أصبحت ملجأ للنازحين، على ما شاهد مراسلو وكالة فرانس برس في القطاع المحاصر.
وأظهرت لقطات لرويترز من مجمع ناصر الطبي، ثاني أكبر مستشفى في قطاع غزة، تدفقا متواصلا من الجرحى من الأطفال والبالغين بينما يقف آخرون في الخارج ينتحبون بجانب جثث ذويهم الذين فارقوا الحياة في الغارات.
وتقول منظمات إغاثة والأمم المتحدة إنه لم يعد يعمل سوى عدد قليل من المنشآت الصحية في القطاع الذي دكه القصف، وإنها ليست في وضع يمكنها من التعامل مع موجة جديدة من الإصابات.
وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حركة حماس قامت صباح أمس «بانتهاك الاتفاق» وبـ«إطلاق صواريخ» باتجاه إسرائيل.
وأعلن جيش الاحتلال أنه استأنف القتال ضد حركة حماس في قطاع غزة، فيما دوّت صافرات الإنذار في بلدات إسرائيلية قريبة من القطاع. وقال الجيش إنه اعترض بنجاح صاروخا أطلِق من قطاع غزة قبل ساعة تقريبا من انتهاء الهدنة. ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عن عملية الإطلاق تلك.
ونشر جيش الاحتلال أمس خريطة لما أسماها «مناطق الإخلاء» في قطاع غزة التي يفترض بسكان قطاع غزة إخلاؤها.
وتقسّم الخريطة المكتوبة باللغة العربية قطاع غزة إلى مئات القطاعات المرقّمة، وهي متاحة على الموقع الإلكتروني للجيش الإسرائيلي.
وزعم جيش الاحتلال إن الهدف من الخريطة هو تمكين السكان من «إخلاء أماكن محددة حفاظا على سلامتهم إذا لزم الأمر».
وتمّ إرسال تحذيرات عبر رسائل نصية قصيرة إلى سكان في مناطق متعددة من قطاع غزة أمس تحذّر من أن الجيش سيبدأ يوم الجمعة هجومًا عسكريًا ساحقًا على منطقة سكنية بهدف القضاء على منظمة حماس. وحثت الرسالة الناس على التحرك الفوري.
ونددت السلطة الفلسطينية على لسان المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة ما وصفته بـ«استمرار جريمة التطهير العرقي والإبادة الجماعية، ومحاولات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية».
ورغم استئناف القتال أكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان أمس «أن المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مستمرة بهدف العودة إلى حالة الهدنة»، داعية الأسرة الدولية إلى «سرعة التحرك لوقف القتال».
كما أكد البيت الأبيض أمس الجمعة أن الولايات المتحدة تواصل العمل لتمديد الهدنة الإنسانية.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي: «نواصل العمل مع مصر وقطر وإسرائيل على الجهود لتمديد الهدنة الإنسانية في غزة». وأضاف: «لم تقدّم حماس حتى الآن قائمة بأسماء الرهائن من شأنها أن تسمح بتمديد الهدنة».
وكانت حماس قد أبدت استعدادها يوم الخميس لتمديد الهدنة في قطاع غزة بعد دعوة في هذا الاتجاه وجهها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن «أسفه العميق» لاستئناف القتال، معربا عن أمله «التمكن من تجديد الهدنة. استئناف العمليات العسكرية يظهر أهمية التوصل إلى وقف إطلاق نار إنساني فعلي».
وخلال زيارته إسرائيل والضفة الغربية المحتلة حيث التقى على التوالي رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، شدد بلينكن على وجوب أن تضع إسرائيل «موضع التنفيذ خططا لحماية المدنيين بهدف التقليل من الضحايا الفلسطينيين الأبرياء» في حال استئناف المعارك.
وتم الالتزام بالهدنة مدة سبعة أيام بعد سبعة أسابيع من قصف إسرائيلي مدمر على قطاع غزة جاء ردا على هجوم دام غير مسبوق شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر على الأراضي الإسرائيلية.
وأسفر الهجوم عن سقوط نحو 1200 قتيل في إسرائيل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب السلطات الإسرائيلية.
وأتاحت الهدنة إطلاق سراح 80 رهينة إسرائيلية و240 أسيرا فلسطينيا. كذلك أطلِق سراح أجانب معظمهم تايلانديون يعملون في إسرائيل، من خارج إطار اتفاق الهدنة.
كما أتاحت دخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر والمدمر.
وسمح اتفاق الهدنة كذلك بزيادة كمية المساعدات التي تدخل قطاع غزة الذي يعاني سكانه البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة من نقص كبير في المواد الغذائية والأساسية.
لكن الحاجات تبقى كبيرة جدا في القطاع الخاضع لحصار إسرائيلي بحري وجوي بري منذ عام 2007. وشدّد الاحتلال هذا الحصار منذ التاسع من أكتوبر.
وتفيد الأمم المتحدة بأن 1.7 مليون من سكان القطاع نزحوا جراء الحرب فيما تضررت نصف الوحدات السكنية أو دمرت.
وفر مئات الآلاف من شمال القطاع الذي تعرّض لدمار هائل جنوبا.
لكن في خان يونس في جنوب قطاع غزة التي تعرضت لقصف عنيف أمس، قال أنس أبو دقة: «تعرضت منازلنا للقصف ونحن في داخلها». وأوضح بعدما سارع إلى مستشفى ناصر: «عندنا تقريبًا سبع إصابات، ومنازلنا دمرت بكاملها»، مضيفا: «عادت الحرب بكل شراسة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك