دبي – (أ ف ب): حلت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في صلب الاهتمام في مفاوضات مؤتمر الأطراف بشأن المناخ في دبي أمس الخميس، حيث دعا نشطاء إلى وقف إطلاق النار، بينما اغتنمت الدولة العبرية الفرصة لطلب إطلاق سراح رهائن. وبعد أكثر من سبعة أسابيع على اندلاع الحرب المدمّرة افتتحت محادثات كوب 28 بدعوة وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي رأست بلاده الدورة السابقة إلى الوقوف دقيقة صمت على روح «جميع المدنيين الذين قتلوا» في هذه الحرب.
وكانت الحرب أيضًا على أجندة الناشطين خلال المؤتمر، حيث حث مدافعون عن العدالة المناخية ارتدوا الكوفية على وقف إطلاق النار وإنهاء الحصار الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 17 عاما، الذي تمّ تشديده في أعقاب اندلاع الحرب الأخيرة عبر قطع امدادات الماء والكهرباء والغذاء والوقود. وقالت ليدي ناكبيل التي تمثل ائتلافا يضم 350 منظمة للعدالة المناخية خلال مؤتمر صحفي: «نحن هنا للتعبير عن تضامننا مع الفلسطينيين والدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار».
واندلعت الحرب بعدما شنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر احتجزت خلاله نحو 240 رهينة اقتادتهم إلى غزة، بحسب الجيش الإسرائيلي. وقتل 1200 شخص في إسرائيل غالبيتهم مدنيون قضى معظمهم في اليوم الأول من الهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردّت إسرائيل بقصف مدمر على غزة ترافق منذ 27 أكتوبر مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، متوعدة «بالقضاء» على حركة حماس، ما تسبب بمقتل أكثر من 15 ألف شخص في القطاع بينهم أكثر من ستة آلاف طفل، وفق حكومة حماس. ويقدر الدفاع المدني في غزة عدد المفقودين بنحو سبعة آلاف. والأسبوع الماضي توصل الطرفان إلى هدنة مؤقتة بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، أتاحت وقف القتال اعتبارا من 24 نوفمبر، والافراج عن 70 من الرهائن الإسرائيليين، لقاء إطلاق سراح 210 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. كما أفرجت حماس عن 27 رهينة أجانب من خارج اتفاق التبادل مع إسرائيل.
ويعتزم الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الذي وصل إلى الإمارات أمس الخميس اغتنام زيارته لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ لخوض حملة دبلوماسية لإطلاق سراح الرهائن. وقالت الرئاسة الإسرائيلية في بيان إن هرتسوغ سيعقد «سلسلة اجتماعات دبلوماسية حول أهمية الإفراج عن الأسرى الذين تحتجزهم حماس». وأضاف البيان أن هرتسوغ «يعتزم إشراك قادة العالم في جهود إنسانية عالية المستوى لإعادة الرهائن».
ومن المتوقع أيضًا أن يحضر المؤتمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسيكون في القاعة نفسها مع هرتسوغ اليوم الجمعة حين سيلقي كل منهما كلمة. وحضر ناشطون من بلدان مختلفة الى دبي، وهتفوا وهم يرتدون الكوفية بحرية الأراضي الفلسطينية «من البحر الى النهر». وشارك عشرات أيضًا في تجمع آخر دعوا خلاله إلى وقف الحرب.
وقال أسد الرحمن المتحدث الرئيسي باسم تحالف العدالة المناخية: «نرى أن الدول الغنية نفسها التي تقول إنها لا تملك المال للمساعدة في دفع ثمن الأضرار التي سببتها للمناخ تقول إنه لا مشكلة لديها في دفع ثمن القنابل التي تنهمر فوق رؤوس الأبرياء».
وكان من بين الناشطين عضو في شبكة العمل المناخي من غزة طارق لوثون. وقال لوثون البالغ من العمر 32 عاماً المقيم في الولايات المتحدة إن 95% من أفراد عائلته موجودون في القطاع المحاصر، بمن في ذلك أفراد من أسرته الكبيرة لقوا حتفهم في الحرب.
وقال لوكالة فرانس برس: «إذا لم نتخذ مواقف في لحظات خطيرة مثل هذه، فإننا نسمح بوضع يصير معه هذا النوع من العنف أمرا طبيعيا».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك