تزايد الدعوات إلى حلّ الدولتين ومطالبات بوقف العدوان على غزة
شهد «اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني»، أمس، تفاعلا عربيا ودوليا واسعا، ومَطالبات بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ورأى الامين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش من جانبه أن سكان قطاع غزة يعيشون «كارثة إنسانية هائلة» رغم «بارقة الأمل» التي شكلتها الهدنة بين حماس واسرائيل، مطالبا بـ«وقف إنساني فعلي لإطلاق النار».
ورفعت بلدية أوسلو العلم الفلسطيني أمام مقرها أمس في إشارة إلى تضامن مع الشعب غزة، حيث استشهد آلاف الأشخاص في عدوان اسرائيلي منذ السابع من أكتوبر.
جاء ذلك بمناسبة «اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني»، الذي يحتفل به منذ عام 1978 بناء على طلب الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ودعا وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي العالم أمام مجلس الأمن الدولي الى العمل لعدم تكرار «المجازر» التي وقعت ضد الفلسطينيين.
واكد المالكي أن الشعب الفلسطيني «يواجه تهديدا وجوديا» وسط النزاع بين حماس واسرائيل، مضيفا: «ليس لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس ضد شعب تحتله».
وقال جوتيريش أمام مجلس الامن الدولي إن «سكان غزة يعيشون وسط كارثة إنسانية هائلة، على مرأى من العالم. علينا ألا نتجاهل» هذا الأمر. واضاف ان «مفاوضات مكثفة حصلت لتمديد الهدنة، الامر الذي نرحب به بصدق، لكننا نعتقد اننا في حاجة الى وقف انساني فعلي لإطلاق النار»، مذكرا بأن ثمانين في المائة من سكان غزة نزحوا منذ بدء الحرب.
ولاحظ جوتيريش ان «المنظومة الصحية انهارت والجوع ينتشر، وخصوصا في الشمال»، مشيرا ايضا الى الوضع الصحي «المروع» في الملاجئ والذي يشكل «تهديدا خطيرا للصحة العامة».
وأكد الامين العام ان «حجم المساعدة التي يتلقاها الفلسطينيون في غزة لا تزال غير كافية لتلبية الحاجات لدى أكثر من مليوني شخص»، وخصوصا على صعيد الوقود، مجددا مطالبته بفتح معابر اخرى الى قطاع غزة، تضاف الى معبر رفح.
وتابع: «علينا ان نضمن توافر أفق من الامل بالنسبة الى سكان المنطقة، عبر المضي في شكل حاسم ولا رجوع عنه نحو حل الدولتين، استنادا الى قرارات الامم المتحدة والقانون الدولي، مع إسرائيل وفلسطين تعيشان جنبا الى جنب بسلام وأمن».
ودعت الأمم المتحدة أمس المجتمع الدولي إلى التحرك نحو حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قائلة إن القدس يجب أن تكون عاصمة للدولتين.
وقالت تاتيانا فالوفايا المديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة في جنيف في كلمة كتبها جوتيريش: «مضى وقت طويل منذ كان علينا التحرك بطريقة حازمة ولا رجعة فيها نحو حل الدولتين، على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي».
وأضافت أن هذا يعني «تعايش إسرائيل وفلسطين جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع أن تصبح القدس عاصمة للدولتين».
وتزايدت الدعوات إلى حل الدولتين في أعقاب العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر.
وقال إبراهيم خريشة، المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة في جنيف، إن الصراع الحالي كان بمثابة نداء استيقاظ للمجتمع الدولي لدعم حل الدولتين.
وأضاف أن «حل الدولتين صعب بعد الاستيطان (الإسرائيلي) وتقليص (الأراضي)، لكنه لا يزال ممكنا إذا توافرت الإرادة».
وتابع: «هذه هي اللحظة المناسبة. وهذا أمر جيد لإسرائيل بالمناسبة. إذا لم يقبلوا الفكرة فسيكون الأوان قد فات بالنسبة لهم، وليس بالنسبة لنا».
وقالت الخارجية المصرية، في بيان، إن بلادها «تتضامن مع شعب فلسطين الصامد، تأكيدا على حضور القضية الفلسطينية حية وحاضرة في المحافل الدولية وفي الضمير العالمي».
وشددت على دعم بلادها «الدائم وغير المحدود للشعب الفلسطيني».
وطالبت بـ«وقف إطلاق النار في القطاع، وتحقيق تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين».
وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أمس إنه في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، نؤكد وقوف العراق ودعمه لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على كامل الأرض الفلسطينية.
وأضاف رئيس الوزراء العراقي عبر صفحته على منصة إكس: «كما نشدد على ضرورة إنهاء الممارسات التعسفية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين العزل في غزة».
كما دعا محمد شياع السوداني جميع دول العالم إلى إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، التي تعرضوا لها بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
بدورها، أكدت سلطنة عمان في بيان للخارجية «دعمها الراسخ لعدالة القضية الفلسطينية».
شارك متظاهرون في تونس أمس في مسيرة بالعاصمة تطالب بإنهاء «القصف والحصار» لقطاع غزة.
وخرجت مسيرة بدعوة من اللجنة الوطنية لدعم المقاومة الفلسطينية بمناسبة «اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني» في الشارع الرئيسي بوسط العاصمة، رفع فيها المشاركون أعلام فلسطين ورايات حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
ومن بين الشعارات التي رفعت في المسيرة «قاطعوا قتلة الأطفال» و«أوقفوا العدوان والحصار» و«منظمات دولية بمعايير مزدوجة».
وطالبت تونس في بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية أمس بتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين وفقا للقرارات الأممية، ووضع حد للحصار الجائر على فلسطين وعلى قطاع غزة على وجه الخصوص ولمختلف أشكال العقاب الجماعي المسلط على الفلسطينيين.
كما طالبت «بتوفير الحماية والدعم للطواقم الإغاثية وللمنظمات الإنسانية الناشطة في الميدان».
وجاء في بيان الخارجية التونسية: «إن ما تشهده فلسطين وقطاع غزة على وجه الخصوص من عدوان وحشي واعتداءات مروعة بدم بارد على الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى، على مرأى ومسمع من العالم بأسره، لما يناهز الشهرين من الزمن، إنما يمثل وصمة عار على جبين الإنسانية كلها».
من جانبها، قالت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان، إنها «ترفض خطط إسرائيل للتهجير القسري والتطهير العرقي لأبناء هذا الشعب»، داعية إلى «إطلاق مسار سياسي برعاية دولية متعددة الأطراف، يفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين».
كما نظمت الجامعة العربية وقفة احتجاجية أمام مقر الجامعة بالقاهرة، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين.
وقال السفير سعيد أبو علي، الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين لدى الجامعة العربية، في كلمة إن «حرب الإبادة والتدمير التي تتعرض لها غزة، لن تؤثر على عزيمة الفلسطينيين في الحصول على دولة مستقلة».
وتزامنا مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني قالت رئيسة بلدية أوسلو آن ليندبو لوكالة فرانس برس على هامش الحدث الذي حضره عدد من المؤيدين للفلسطينيين تجمّعوا في طقس بارد: «عندما نعلم أن أكثر من 5000 طفل فقدوا حياتهم، أي ما يساوي أكثر من 275 صفاً مدرسياً، فمن الطبيعي أن نحيي ذكراهم».
وقالت: «من المهم جداً التأكيد أن أوسلو مدينة للجميع، حيث يجب أن تشعر الأقلية اليهودية الصغيرة فيها وكذلك من هم من أصول فلسطينية بالأمان والاعتبار والاندماج».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك