اختتمت يوم أمس أعمال مؤتمر الأمن الإقليمي «حوار المنامة» في نسخته التاسعة عشرة والذي نظمته وزارة الخارجية بالتعاون مع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية على مدار ثلاثة أيام، بعقد جلسة ختامية تحت عنوان مستقبل الشرق الأوسط سبقها جلسة نقاشية بشأن سياسات وأمن الطاقة، كما ناقش المؤتمر في يومه الثاني أربع جلسات تعلقت بموضوعات «الحرب والدبلوماسية والتخفيف من حدة التوتر»، و«سبل التعامل مع التنافس الدائر على نطاق عالمي»، و«القدرات والاستراتيجية، ومبادرات عربية جديدة للسلام الإقليمي»، فيما جاءت أحداث 7 أكتوبر الماضي والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لتسيطر على جميع النقاشات والتحليلات على مدار أيام المؤتمر الثلاثة.
وكان قد شهد مؤتمر حوار المنامة حضور 568 مندوبا، وطبع 3260 شارة اسم من أكثر من 60 جنسية و51 مندوبا حكوميا وأكثر من 100 عضو من الوسائل الإعلامية لتغطية فعالياته.
خبراء استراتيجيون يطرحون رؤيتهم حول مستقبل الشرق الأوسط
ضبابية سيناريو «اليوم التالي» في غزة.. والوضع في شمال سوريا ينذر بانفجار جديد
شهدت الجلسة السادسة والأخيرة من جلسات حوار المنامة 2023 نقاشات متعمقة وأطروحات وأفكار تتعلق بمستقبل الشرق الأوسط عبر مجموعة من زملاء ومستشاري المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، حيث تحدث حسن الحسن الباحث في شؤون الشرق الأوسط وسياساته عن منطقة الخليج وتأثيرات الحرب الفلسطينية الإسرائيلية عليها، قائلا إن دول الخليج ليست من المشاركين المباشرين في هذه الحرب ولكن لهذه الحرب تبعات من بعيد على دول الخليج من خلال زعزعة خطة العمل الخاصة بالازدهار والتطوير المشتركة وأيضا التقارب مع إيران، مضيفا أن دعم السعودية في عملية خفض التصعيد أساسي من أجل تأمين ممر الشرق الأوسط وكل المبادرات التي يمكن أن نراها في أجندة الازدهار المشترك لدول الخليج.
وأضاف إن الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر صعبت من إنجاز تلك الأمور، كما أنها صعبت أيضا من شعور الولايات المتحدة الأمريكية في عدم إمكانية ردع الجماعات المسلحة في المنطقة، فقد رأينا أكثر من 80 هجوما على قواعد أمريكية في العراق وسوريا ولم نر أي رد أمريكي سوى 3 مرات، وهذا يعزز فكرة أن التدخل الأمريكي سيكون قليلا جدا، معتبرا أن الرأي العام العربي والسلوك حيال أمريكا في أدناه منذ 2013.
آثار الحرب على الخليج غير مباشرة..
واليمين الإسرائيلي أراد التطبيع بعيدا عن القضية الفلسطينية
الثورة الإيرانية في خواتيمها..
ونجاح السعودية في تحقيق رؤية 2030 سيزيد من نفوذها
ورأى الحسن أن دول الخليج لا تستطيع أن تقيد تصرفات إسرائيل بشكل مباشر، قائلا إذا نظرنا إلى الاتفاق الإبراهيمي فإننا سمعنا سفير الإمارات يقول في واشنطن إن الاتفاق لم يقيد توسيع المستوطنات من قبل إسرائيل، وكما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أشار إلى أن عملية التطبيع مع العرب يمكن أن تستمر دون أي حلول أخرى للقضية الفلسطينية، وهذه هي الطريقة التي استخدمها اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، في حين لا نرى أن دول الخليج لديها نفوذ كبير على إسرائيل، والسؤال هو هل تستطيع دول الخليج الضغط على أمريكا للضغط على إسرائيل لتغير سلوكها في هذه الحرب ؟ وأيضا هل هناك رغبة لدول الخليج في ذلك؟، مشيرا إلى أن هناك ضغطا شعبيا من مختلف دول الخليج لا يمكن تجاهله عبر اتخاذ موقف أكثر صرامة في القضية الفلسطينية.
وفيما يخص دعم دول الخليج لكل من مصر والأردن، قال الحسن إنه علينا أن نبقي في أذهاننا أن الخليج دعم مصر والأردن على المستوى المالي خلال عقود طويلة، ومصر على مدى أكثر من 7 عقود استفادت بعشرات المليارات من الدولارات والأردن أيضا استفادت ولكن بصورة أقل، مضيفا أن دول الخليج تحالفت من أجل دعم رفض مصر والأردن التهجير القصري للفلسطينيين خارج غزة لأن هذا التهجير يشكل تهديدا للبلدين.
بدورها تطرقت ريم ممتاز مستشارة بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إلى علاقة كل من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بمنطقة الشرق الأوسط وتأثرهم من تلك الاحداث، لافتة إلى أن لهذه الحرب أثرا على دول الاتحاد الأوروبي وخاصة الدول الواقعة على شرق البحر المتوسط ، موضحة أيضا أنه بالإضافة إلى الحرب الفلسطينية الإسرائيلية فإن هناك تحديا آخر وهو الوضع السوري، خاصة في ظل التطبيع الذي نفذته الدول العربية مع سوريا، مبينة أن سوريا دولة فيها الكثير من الإشكالات وهناك المزيد من المخاوف الأمنية في أوروبا حول المخدرات التي تخرج من سوريا وتتجه إلى أوروبا.
ورأت ممتاز أن الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي أمامه مشكلة كونه لا يمكن أن يؤدي دور الجهة الفاعلة في إطار أزمة الحرب في غزة وذلك بسبب الأزمة الأوكرانية الروسية التي تسير بشكل غير جيد بالنسبة إلى أوكرانيا، لافتة إلى أن هناك مخاوف حول تصرفات الإدارة الأمريكية في أوكرانيا وعدم قدرة الاتحاد الأوروبي على أن يحل محل أمريكا إذا قررت خفض انخراطها في الأزمة.
كما أشارت إلى أن هناك ملاحظة بوجود انقسامات عميقة في الاتحاد الأوروبي تجاه إسرائيل وفلسطين، فهناك مجموعات لدول متماثلة التفكير تطالب بموقف مؤيد للفلسطينيين في حين نرى بلدانا أخرى كألمانيا تؤمن دعما مطلقا لإسرائيل وبالتالي من الصعب تماما أن تتفق الدول حول كيفية التصرف، معتبرة أن الوضع في حلف شمال الأطلسي أفضل نوعا ما، وأنه ليس من المتوقع أن يؤدي أي دور رائد في القضية الفلسطينية الإسرائيلية.
كما أوضحت أن هذه الحرب أثرت على الناس وخلفت شعورا لديهم بأنه على ضوء الوضع في غزة فهناك إحساس بسياسة الكيل بمكيالين بين الحرب الإسرائيلية في غزة والحرب الروسية في أوكرانيا، والتي كانت واضحة وفاضحة للغاية، والعرب يقارنون بين رد فعل الغرب تجاه حرب إسرائيل على غزة، وهذا الغضب العارم من الغرب تجاه الحرب الأوكرانية الروسية وقيمة حياة الأوكرانيين مقارنة بحياة الفلسطينيين.
من جانبه رأى إميل حكيم مدير الأمن القومي في المعهد أن العقد المنصرم شهد الكثير من النزاعات في المنطقة، لافتا إلى أن كل هذه النزاعات أدت إلى نوع من الإحباط، وكانت هناك محاولة لتجميد هذه النزاعات على أمل أن تزول، وأن تجد الأطراف المختلفة تسوية سياسية، ورأينا ذلك في ليبيا وسوريا واليمن وحتى فلسطين، ولكن في السنتين الماضيتين رأينا أن هذه النزاعات ستنفجر في وجهنا، فعندما تكون هذه النزاعات متجمدة يكون لدينا نوع من النسيان وينتقل الاهتمام إلى أماكن أخرى بها احتقان.
وأكد أن ما يقلقه حاليا في المنطقة هو الوضع في شمال شرق سوريا الذي يرتفع بشكل كبير جدا مع القصف الذي تقوم به روسيا والنظام السوري في بعض المناطق، والتهجير في مساحة أخرى أشبه بغزة في كثافتها السكانية وهي منطقة نزاع وقد تعود للانفجار من جديد وتتسبب بتحديات كبيرة في الجوار.
وتطرق حكيم إلى ما يسمى باليوم التالي في غزة ، قائلا إنه إذا قمنا بتحليل خطي للوضع فلن يكون هناك الكثير في غزة في اليوم التالي، ومن الضروري أن نجري نقاشا حول اليوم التالي، مضيفا أنه من الخطير أن نتحدث عن بعض الأطر المثالية لما هو بعد الحرب لأن هذا سيبعدنا عن كيفية التوصل الآن إلى وقف لإطلاق النار، معتبرا أن فكرة أن غزة والضفة الغربية كيانان مختلفان هي فكرة شائعة وهذا اعتقاد خاطئ لأن الروابط بين المنطقتين قوية على كل المستويات، قائلا وبالتالي إنشاء بنية في غزة لا تؤثر في الديناميات في الضفة الغربية هي فكرة خطيرة.
وأضاف أن فكرة اليوم التالي تستند إلى الفكرة التي نقول في إطارها إننا في حاجة إلى توافق آراء إقليمية، مبينا أنه خلال مناقشات اليومين الماضيين لم ير أي توافق رأي حول اليوم التالي، قائلا: «بالتالي السيناريو المحتمل هو في اليوم التالي لدينا احتلال إسرائيلي يعيد رسم غزة ويهجر السكان ويضعف بنية الأمم المتحدة التي أبقت غزة على قيد الحياة على الرغم من الظروف الصعبة في السنوات الماضية».
جون رين من كبار المستشارين في مجال الجيوسياسي، اعتبر أن هناك ثلاث دول في المنطقة كانوا يمرون بمرحلة مهمة قبل 7 أكتوبر ولكن الحديث تحول عنهم بسبب الوضع الفلسطيني الإسرائيلي، أول تلك الدول هي إيران ، التي يراها تصل إلى نهاية ثورتها، سواء كان ذلك على مستوى عمر قادتها أو عبر تسليم الثورة إلى الأجيال المقبلة، قائلا: «نحن في نهاية حلقة سياسية، وقد يكون من المبكر أن نقول إن النهاية وشيكة فسبق وقلنا هذا مع النظام الإيراني من قبل، ولكن من دون شك القادة الإيرانيون يتصورون أن الثورة الإيرانية ربما تكون في خواتيمها». وأشار إلى أن الدولة الثانية هي إسرائيل، فقبل 7 أكتوبر كانت إسرائيل توصف بأنها في مرحلة أزمة العمر، وتمر بأزمات في تل أبيب وأزمات في الشوارع، وهذه الأزمة مازالت قائمة وهناك مخاوف حول شكل إسرائيل بعد انتهاء هذه الأزمة. فيما قال إن الدولة الثالثة هي المملكة العربية السعودية وأن رؤية المملكة في 2030 ليست بعيدة، لافتا إلى أنه إذا تمكنت المملكة من تحقيق أهدافها في عملية التحول ووصلت بشكل أكبر إلى المسرح الدولي، سيجعل هذا للمملكة وشركائها في المنطقة دورا أهم بكثير وسيكون للسعودية المزيد من النفوذ والقوة.
خلال جلسة تناولت سياسات أمن الطاقة..
دول الخليج دائما شريك موثوق به في مجال الطاقة
انطلقت فعاليات اليوم الثالث والأخير من حوار المنامة أمس بجلسة سياسات أمن الطاقة، حيث تناولت تأثير النزاعات على مستقبل الطاقة والمخاوف التي برزت بشأن إمدادات الطاقة وهو النقاش الذى وصفه المشاركون في الجلسة بأنه تقاطع بين النقاش الجيوسياسي والجيواقتصادي، كما تناولت الجلسة أفضل السبل لضمان التعاون الدولي في مجالات الطاقة في ظل التغييرات المناخية الكبيرة، حيث تحدث في الجلسة كل من جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، وأسامة مبارز أمين عام منتدى الغاز في شرق المتوسط، وآموس هوكشتين كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للطاقة والاستثمار، والدكتور ثانوس دوكوس مستشار الأمن القومي في اليونان
وبدأت الجلسة بمداخلة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الذي أكد اهتمام مجلس التعاون الخاص بملف الطاقة، داعيا إلى دراسة وضع أمن الطاقة في الوقت الحالي بسبب عدة عوامل أبرزها النزاعات التقليدية وغياب خطط الدعم، والسرديات التي تعتبر أنه بالإمكان استبدال الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى سنوات مرت من الاستثمار غير الكافي.
وأكد البديوي أن دول الخليج أثبتت أنهم شركاء موثوق بهم في مجال الطاقة وعملت على تأمين استقرار سوق الطاقة خلال حرب العراق وإيران، واتخذت التدابير اللازمة كوضع أعلام مختلفة على ناقلات النقط لإبعاد المخاطر عنها، ومؤخرا مع أزمة أوكرانيا تم التشديد على دور دول مجلس التعاون تأمين استقرار الطاقة وهناك الكثير من التهديدات على أسواق الطاقة، بينما دائما تكون دول الخليج أكثر مرونة وتأمينا للإمدادات.
كما دعا إلى ضرورة العمل على تأمين ممرات المياه بسبب التهديدات التي تواجه ناقلات النفط وحماية أمن الطاقة، قائلا إنه يتعين على الدول والمنظمات الدولية العمل معا في حماية تلك الممرات من القرصنة والتهديدات العسكرية، داعيا إلى التركيز على العمل الاستراتيجي الذى قامت به دول الخليج لتعزيز أمن الطاقة بما في ذلك التركيز على الطاقة المتجددة واستثمارات البحث والتطوير لإيجاد حلول مستدامة، وتعزيز ممارسات تأمين استدامة الطاقة وإشراك القطاع الخاص، بالإضافة إلى إقرار تلك البلدان بضرورة تأمين استدامة الطاقة، بالإضافة إلى اعتماد الخطط المتجددة للطاقة.
واستعرض البديوي خطط دول الخليج التي تتماشي مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لاسيما الهدف السابع وهو طاقة نظيفة ومستدامة، وهو ما تحقق عبر الوصول إلى نسبة 44% من الطاقة نظيفة و2% من الفحم النظيف، وقال إن البحرين تهدف إلى تحويل 20% من طاقتها إلى طاقة متجددة بحلول عام 2035 بالإضافة إلى التوصل إلى انبعاثات صفرية وهذه الخطة تشمل تطبيق منتجات الطاقة الشمسية والرياح والتوصل إلى توليد الطاقة من المصادر النظيفة.
كما أشار إلى أن رؤية السعودية 2050 تقوم بمواجهة أزمة المناخ ويتم اعتماد الكثير من الحلول المبتكرة وأيضا تنويع مزيج الطاقة، وسيتم الاعتماد على مصادر طاقة متجددة بحلول 2030، أما عمان فقد قررت أن يكون لديها انبعاثات صفرية بحلول 2050 وبدأت تخفض استخدام الوقود الأحفوري في مزيج الطاقة انطلاقا من مشاريع مختلفة وهي في المسار الصحيح لتصبح المصدر السادس للهيدروجين في العالم.
وقال بالنسبة إلى الرؤية الوطنية لقطر بحلول عام 2030 فهدفها هو استحداث 20% من الكهرباء من موارد متجددة، وأخير بالنسبة إلى الكويت فهناك خطط لاستحداث 15% من الكهرباء من المصادر المتجددة بحلول عام 2035.
وأشار أمين عام التعاون الخليجي إلى أنه لفترة طويلة قام صانعو السياسات بتجاهل تحذيرات النقص في استثمارات الطاقة وتم التركيز على مصادر الطاقة المتجددة، وبالتالي فإن الاستثمارات في النفط والغاز انخفضت بشكل كبير ولهذا السبب هناك حاجة إلى تصحيح هذا المسار من أجل التأكد من ضمان أمن الطاقة وتفادي أي مشكلة في العالم وتلبية الاحتياجات والطلبات، وقال هذا واضح في منشورات أوبك، حيث يتم توقع ازدياد الطلبات على الطاقة بنسبة 23% ، ومن المتوقع أن تلبي الطاقة والغاز 50% من الطلب على الطاقة ، وقال إن أوبك تعتبر أنه لا بد من استثمار 14 تريليون دولار حتى عام 2035، ومن الضروري القيام بذلك لتلبية الاحتياجات والاقتصاد العالمي.
وأنهى مداخلته بعدة ملاحظات تضمنت تأكيد ضرورة تعزيز التعاون الدولي بما في ذلك حماية البنية التحتية للطاقة وطرق النقل أمام أي تهديد محتمل عسكريا أو سيبرانيا، كما أكد الحاجة إلى وجود رؤية طويلة الأمد لضمان أمن الطاقة بغض النظر عن النزاعات الحالية كالحرب الروسية والأوكرانية أو أي نزاعات قصيرة الأجل، بالإضافة إلى تعزيز التعاون والشفافية بين المنتجين والمستهلكين بشكل أساسي لضمان استقرار أسواق النفط.
كما أشار إلى أنه على الرغم من الجهود الحميدة لدول مجلس التعاون إلا أنه لابد لمواجهة التحديات العالمية من إنشاء تحالف دولي لأن أي تعطل في إمدادات الطاقة سيؤثر في كل البلدان بغض النظر عن مستوى التنمية فيها، وأخير أشار إلى ضرورة الإقرار بأن أمن الطاقة يشكل عنصرا أساسيا من الأمن الإقليمي والدولي.
بعدها تحدث أسامة مبارز أمين عام منتدى الغاز في شرق المتوسط، مؤكدا أن أمن الطاقة موضوع أساسي ليس على مستوى التجارة بل كون العالم يعيش في وقت محفوف بانعدام الاستقرار، وخلال السنوات الأربع الماضية واجهنا الكثير من التحديات بدأت من كوفيد والحرب الأوكرانية وتغير المناخ بالإضافة إلى الحرب الحالية في قطاع غزة وحالة العالم المنقسم بشكل كبير ليس فقط في موضوع إسرائيل وحماس بل إن حالة الاستقطاب مستمرة من فترة طويلة.
وقال إن موضوع الطاقة كان في الصف الأمامي في تلك الأزمات من ناحية أمن الطاقة واستدامتها وإمكانية إتاحتها للجميع، وإن مواجهة هذه التحديات سيكون من خلال التعاون وتناول الأمر في كل النقاشات، وقال ما أريد الإشارة إليه وأتوقف عنده هو مثال للتعاون في هذه المنطقة، وهو منتدى غاز شرق المتوسط وفي الواقع هو منظمة صغيرة وحديثة انطلقت منذ 3 سنوات والفكرة من ورائه هو اكتشاف حقول الغاز المتعددة في المتوسط وغير متطورة.
وقال إن الاكتشافات التي تم التوصل إليها لم تصل إلى مرحلة الإنتاج وعلينا التعاون لتخطي المشاكل لدينا، مشيرا إلى أن أعضاء المنتدى 8 أعضاء هم مصر وفلسطين والأردن وإسرائيل وقبرص واليونان وإيطاليا وفرنسا، كما لدينا مراقبون وهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن العمل لا يكتفى بالحوكمة، بل ما لدى المنتدى من ما يسمى باللجنة الاستشارية للصناعة التي تضم 38 عضوا ومنظمات محلية ودولية وشركات تكنولوجية، موضحا أن التعاون فيما بيننا سيمكننا من تطوير هذه الموارد ونعمل على استراتيجية طويلة الأمد من 7 أهداف ونعمل على 3 ركائز أساسية بداية الدمج الإقليمي وكيف يمكن أن نصل إلى هذا التناغم بين الحقول والمنشآت القائمة والبنى التحتية وكيف نصل إلى اقتصادات متكافلة ونركز على تغيير المناخ والعمل المناخي ووضعية المنتدى على توفير الغاز من دون تكلفة بإشراك قطاع الغاز، وعملنا على هذه الركائز.
بدوره تناول مستشار الرئيس الأمريكي للطاقة آموس هوكشتين، أمن الطاقة واعتبره أحد ركائز الأمن القومي والدولي، وقال هو أمر متوافق عليه في الشرق الأوسط والولايات المتحدة وعالميا، وقال نحن نمر بنزاعين عسكريين يرتبطان بشكل مباشر أو غير مباشر بسوق الطاقة وهو الغزو الروسي لأوكرانيا، والحرب الحالية في غزة، وهو ما يستدعى دعم التعاون في حقل الطاقة.
وقال لا بد من القيام بأمرين بطريقة متوازية أولا تسريع التحول في مجال الطاقة بأسرع وقت ممكن على ضوء تغيير المناخ والمخاطر الناجمة عنه كونه أصبح حقيقة مؤثرة على الأمن الاقتصادي والاستثمارات، وفي الوقت نفسه علينا أن نحسن إدارة التحول نحو الطاقة، وهي كلمة تعني أننا لم نصل إلى ما نبحث عنه وعلينا إدارة التحول باستخدام الوقود الأحفوري فترة ما.
وفيما يتعلق بالإمدادات في السوق خلال عملية التحول في الطاقة علينا أن نحرص على تجنب أي صدامات على مستوى الطاقة تؤثر اقتصاديا، وقال في الولايات المتحدة وضع الرئيس الأمريكي التحول في الطاقة ضمن أولوياته، وقمنا باعتماد عدد من القوانين والتشريعات التي لها علاقة بهذه الموضوع وهي تشريعات أظهرت قدرة الحكومة على تسريع الاستثمارات ويمكنها تسريع تدفق الرأسمال نحو قطاع الطاقة، وهذا في الواقع مفاجئ لنا لاسيما عندما رأينا كم المال المستثمر في مجال تحول الطاقة، ولا بد أن تحذو المناطق الأخرى مثلنا.
وقال إن منطقة الخليج تسير في الإطار نفسه وهذا يعني أن فترة الأزمات والنزاعات سيكون هناك تعاون بين الولايات المتحدة والمنتجين في المنطقة والعالم بشكل عام، وقال نحن نعمل في المرة الأولى مع الشركاء أنفسهم في مجال إمدادات النفط والغاز الطبيعي لنرى كيف يمكننا الاستثمار في مجال الطاقة.
وقال إن «كوب 28» فرصة للنقاش مع المدافعين عن المناخ لنرى كيف يمكننا العمل مع بعضنا البعض لنفهم كيف يتغير العالم وإزالة الكربون وتفادي أي تعطل، ونستثمر في إزالة الكربون والتحول إلى شركات طاقة وليست شركات نفط، وعلينا الاستثمار في الطاقة النظيفة والمتجددة وسلاسل الإمدادات، وهناك مسألة علينا ألا نفوتها وأعني بذلك مسألة العدالة في مجال الطاقة ورأينا حجم الاستثمارات في مجال التحول في الطاقة، بينما لا يمكن أن يكون لدينا استثمارات جديدة في مجالات الطاقة في بعض المناطق ودول أخرى لا تحظى بأي دولار يستثمر في ذات المجال ولا يمكنها اللحاق بالركب في عملية التحول في الطاقة.
وقال إن أمن الطاقة لا يتعلق فقط بالنفط والغاز مقابل الطاقة المتجددة، بل المسألة تتعلق بأمن الإمدادات والتأكد من أن النزاعات لن تعرقل هذا التحول ونحن ننتقل الآن ونعرف أن هذا التحول يجب على الجميع الاستفادة منه، وإذا كانت بلدان الجنوب والبلاد الأخرى لا يمكنها الاستفادة فنشهد نزاعات ليس فقط في الشرق الأوسط بل في العالم، ولهذه علينا أن نعمل كأسرة دولية واحدة والشرق الأوسط كدول منتجة مع الدول المستهلكة في العالم، وقال أعتقد أن التحولات الماضية تثبت أنه بإمكاننا التعاون.
وقال كل مرة أذهب إلى السعودية هناك عناوين تكتب، هل ناقشوا موضوع أوبك، موضحا نحن نخصص الوقت لمناقشة كيفية الاستثمارات في سلاسل إمدادات الطاقة النظيفة أكثر من الحديث عن إمدادات النفط، وربما تلك العناوين ليست شيقة مثل العناوين الأخرى ولكن فعلا هذا ما نناقشه، وهذا ما علينا أن نقوم به إذا كنا نريد ضمان أمن إمدادات الطاقة، وفي الواقع فإن أمن الطاقة يعني ضمان إمدادات الطاقة وتوفرها وإمكانية دفع تكاليفها، وتشجيع النمو الاقتصادي.
عضو المجلس الإماراتي:
البحرين تستضيف مركزا جيوسياسيا يتناول أبرز القضايا العالمية
أكد ضرار بالهول الفلاسي عضو المجلس الإماراتي والمدير التنفيذي لمؤسسة «وطني الإمارات»، أن حوار المنامة أصبح أحد أهم المنصات الدولية السياسية، مشيرا إلى حرص دولة الإمارات على المشاركة سنويا في جلسات المنتدى نظرا إلى أهمية الحوار في طرح رؤى سياسية متنوعة من جانب الدبلوماسيين ومراكز الدراسات والطرح الأمني على المستوى العالمي، مشيرا إلى أن الزخم الذي يحظى به حوار المنامة يعكس أهميته على الصعيد الدولي.
وأضاف بالهول الفلاسي، أن الموضوعات التي تطرح على أجندة الحوار متنوعة وقال «أنا أعتبر البحرين تستضيف المركز الجيوسياسي في المنطقة لأهمية دوره في طرح أهم القضايا التي تشغل المنطقة والعالم».
وأشار إلى أن الوضع في غزة وما يجري لإخواننا في فلسطين استحوذ على مناقشات الجلسات، وتم طرح جميع وجهات النظر والآراء لوقف هذا الصراع، وقال بالإمكان الوصول إلى نقطة تلاقي نأمل في أن تكون بداية حل للأزمة، مؤكدا إيمان دولة الإمارات بضرورة منح فرص للسلام والحوار ووقف أي نزيف لدماء المدنيين، كاشفا عن دور الإمارات الإنساني في مساعدة قطاع غزة من خلال المساعدات والعمل على نقل المستشفى الميداني داخل القطاع وهو موقف عملي وليس اعتمادا على خطابات رنانة.
وأشار إلى أنه على المستوى السياسي يتعين على الجانب الإسرائيلي الاستماع إلى الحلول السياسية والعودة إلى طاولة المفاوضات، وبدء التنفيذ في حل الدولتين وهو الحل الوحيد الذي يمكن أن يضع حدا لما يحدث الآن، وهذا ما أكدتا عليه دولتا البحرين والإمارات من الأساس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك