الشارقة (الإمارات) - (أ ف ب): لم يسبق لمنتخب فلسطين لكرة القدم أن تأهل لنهائيات المونديال، لكن في ظل الحرب القائمة بين الكيان الصهيوني وحركة حماس في قطاع غزة المحاصر، فإن المباراة أمام لبنان في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2026 تبدو أصعب على لاعبين ترزح عائلاتهم تحت وطأة المعاناة.
قبل الحرب الحالية في غزة، حققت فلسطين نتائج جيدة وتأهلت إلى نهائيات كأس آسيا 2024 في قطر للمرة الثالثة توالياً، إضافة إلى بعض الانتصارات الودية النوعية ومنها الفوز على البحرين 2-1 في المنامة، ما زاد الآمال المعلّقة على «الفدائي» ثاني أعلى المنتخبات في تصنيف «فيفا» في المجموعة التاسعة بعد أستراليا، للعبور إلى الدور الثالث الذي يصل إليه أول منتخبين من كل مجموعة.
لكن كل شيء تغيّر بعد السابع من أكتوبر الماضي، إذ اندلعت الحرب على قطاع غزة.
ويقصف الكيان الصهيوني القطاع منذ الهجوم، وبدأت شنّ عمليات برية اعتباراً من 27 أكتوبر. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس في آخر حصيلة لها أن 11320 شخصا قتلوا في القصف، وأن من بين القتلى 4650 طفلاً.
مذاك الحين، توقّف النشاط الرياضي كلياً في فلسطين، واضطر المنتخب للانتقال إلى الأردن للمحافظة على الحد الأدنى من لياقة لاعبيه قبل انطلاق التصفيات، واعتذر عن عدم المشاركة في بطولة ماليزيا الودية في أكتوبر.
يقول المسؤول الإعلامي لمنتخب فلسطين أحمد الرجوب لوكالة فرانس برس إن «التدريب الحقيقي الأول للمنتخب الذي يجمع مزيجاً من اللاعبين المحليين (ما عدا لاعبي قطاع غزة) والمحترفين في الدوريات العالمية، جرى الاثنين في الشارقة (قبل أربعة أيام من مباراة لبنان)».
ويخوض المنتخب الفلسطيني الخميس مباراته الأولى أمام لبنان في مدينة الشارقة الإماراتية ضمن منافسات المجموعة التاسعة في تصفيات آسيا المشتركة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027.
وتُقام المباراة في الشارقة التي اختارها لبنان أرضاً له في التصفيات، لكن من دون جمهور جراء العقوبة التي فرضتها لجنة الانضباط في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على «رجال الأرز»، وقضت بحرمانهم من جماهيرهم لمباراة واحدة بسبب الشغب في مباراتهم أمام سوريا في تصفيات مونديال 2022.
«الحديث كلّه عن الحرب»
عن معنويات اللاعبين قبل خوض المباراة الأولى في التصفيات، يشير الرجوب إلى أن «اللاعبين جزء من شعب فلسطين، ويتأثرون بمعاناته. الحديث الدائم بينهم ليس عن كرة القدم، بل عن الحرب، والجميع عندما يوجد في غرفه أو في الحافلة يسارع إلى متابعة الأحداث الجارية عبر الهواتف النقالة للاطمئنان على عائلاتهم وأقاربهم وأصدقائهم».
رغم ذلك، يؤكد الرجوب أن «الطموح بالتأكيد هو الفوز، رغم أن المباراة مع لبنان لن تكون سهلة».
وكان منتخب فلسطين يضم ثلاثة لاعبين من غزة هم إبراهيم أبوعمير، خالد النبريص، وأحمد الكايد، لكنهم لم يستطيعوا الالتحاق بزملائهم بسبب الحرب، كما أن «الفدائي» يضم في تشكيلته محمود وادي لاعب بيراميدز المصري والمعار إلى المقاولون العرب، ومحمد صالح مدافع الاتحاد السكندري، واللذين تسكن عائلاتهما في القطاع المحاصر.
قال وادي في تصريحات صحافية خلال تواجده في مصر إن «كل عائلة في غزة معرضة للموت حتى عائلتي».
وبدوره، أقرّ المدرب التونسي مكرم دبدوب الذي يقود فلسطين منذ العام 2021 إنه «من الصعب على اللاعبين التركيز على كرة القدم، في حين أن العديد منهم لديهم عائلات في خطر».
على المقلب الآخر، يفتتح لبنان مشواره بهدف بلوغ الدور النهائي، بنهج جديد يقوده المدرب الكرواتي نيكولا يورتشيفيتش الذي حل الشهر الماضي بدلاً من الصربي ألكسندر إيليتش.
لبنان ليس بعيداً
وليس لبنان بعيداً عن الحرب في غزة، إذ إن جبهته الجنوبية تشهد تصعيداً بين الكيان الصهيوني وحزب الله الذي يقصف ومجموعات أخرى مواقع الكيان الصهيونيية من جنوب لبنان بشكل يومي. وتردّ الكيان الصهيوني بقصف قرى وبلدات حدودية وتقول إنها تستهدف تحركات ومنشآت لحزب الله، منذ السابع من أكتوبر.
يضاف هذا التصعيد إلى أزمة اقتصادية حادة غير مسبوقة ترخي بظلالها على اللبنانيين منذ أكثر من ثلاث سنوات.
لكن رغم ذلك، يتطلع بورتشيفيتش إلى تحقيق انطلاقة جيدة، بالاعتماد على تشكيلة يغلب عليها الطابع المحلي بقيادة المخضرم حسن معتوق، بينما يغيب عدد من المحترفين في مقدمهم باسل جرادي مهاجم بانكوك يونايتد التايلاندي بسبب إصابة عضلية قد تبعده فقط عن المباراة الأولى، حارس الفيصلي الأردني المخضرم مهدي خليل خلال مواجهة الإمارات الشهر الماضي ولاعب وسط تيلبورغ السويدي محمد علي الدهيني.
ويعوّل المدرب الكرواتي على أسماء لها الخبرة الواسعة مثل الحارس مصطفى مطر والمدافعين قاسم الزين وجورج ملكي ونصّار نصّار، والمهاجمين هلال الحلوة وحسن «سوني» سعد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك