غزة - الوكالات: اقتحمت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس ساحات مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، تحت غطاء ناري كثيف وقصف عنيف في محيط المجمع.
وأفادت مصادر صحفية بأن الدبابات الإسرائيلية اقتحمت ساحة مجمع الشفاء الطبي، وأكد مدير عام الصحة بغزة الدكتور منير البرش أن الجيش الإسرائيلي قام بإطلاق النار في داخل ساحات المستشفى.
وبحسب شهود عيان من داخل المستشفى، تقدمت القوات الإسرائيلية نحو ساحات المستشفى تحت غطاء ناري كثيف، وسط حالة من الرعب والهلع في صفوف المواطنين النازحين والطواقم الطبية والمرضى بداخل المستشفى.
وقال إعلام إسرائيلي: «القناصة ينتشرون في مجمع الشفاء ودبابات الجيش الإسرائيلي تتمركز في ساحاته».
وبحسب الدكتور منير البرش، «تسمع انفجارات ضخمة وعنيفة بمجمع الشفاء والدخان ينتشر على الطواقم الطبية والمرضى به، وتسببت الانفجارات في تحطم زجاج المستشفى بشكل كامل».
وأفادت مصادر بغزة بأن «الاقتحام بدأ من جنوب مشفى الشفاء شارع عز الدين القسام، وكذلك من البوابة الشرقية للمستشفى، والدبابات والآليات دخلت إلى حرم المستشفى».
وقال مدير عام الصحة بغزة إن قوات الجيش اقتحمت المجمع من الجهة الغربية التي تضم قسم الولادة في المجمع، وفجرت أبواب الأقسام وجدرانا في المنطقة المقتحمة.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة أن عشرات الجنود دخلوا مبنى قسم الطوارئ في مجمع الشفاء والدبابات داخل حرم المجمع الطبي.
وطالب الجيش الإسرائيلي خلال اتصال هاتفي مع الدكتور منير البرش بالنزول إليهم في قبو المستشفى والتعاون والحضور للإجابة عن أسئلة، ورفض البرش ذلك قائلا: «لا أستطيع التعاون معكم، ولن آتي إليكم خوفا من أن تقتلوني دون شهود».
وأفاد المكتب الإعلامي في غزة أمس بأن «جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتدوا بالضرب على العديد من المرضى والجرحى والنازحين وعدد من الطواقم الطبية والتمريضية داخل مجمع الشفاء الطبي».
وقال المكتب الإعلامي الحكومي، في منشور عبر حسابه بموقع «فيسبوك» إن «جنود جيش الاحتلال أجبروهم على خلع ملابسهم ووجهوا لهم الإهانة والشتائم، وطلبوا من الطواقم الطبية النزول من أماكن عملهم في المباني الطبية من أجل إجراء التحقيق معهم تحت تهديد القتل والسلاح».
ولفت إلى أن «جنود جيش الاحتلال أخذوا صوراً إنسانيةً لهم لإظهار أنهم جاؤوا لكي يقدموا المساعدة للمستشفى وللمرضى، ولكن بنادقهم وسلاحهم وعتادهم العسكري يؤكد أنهم نزلوا المستشفى لتنفيذ عملية عسكرية في جريمة حرب واضحة تهدد حياة الطواقم الطبية والجرحى والنازحين».
ووفق المكتب، «قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بطرد عدد من الأطفال وبعض المرضى وألقى بهم في الشارع وحرمهم من تلقي العلاج وتركهم يواجهون مصير الموت والقصف والقتل تحت تهديد السلاح والقناصة والطائرات المُسيرة القاتلة».
قالت حركة «حماس» في بيان: «نحمّل الكيان المحتل وقادته النازيين الجدد، والرئيس بايدن وإدارته كامل المسؤولية عن تداعيات اقتحام جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي، وما يتعرض له الطاقم الطبي وآلاف النازحين، جراء هذه الجريمة الوحشية بحق مرفق صحي محمي بحكم اتفاقية جنيف الرابعة».
وفي السياق ذاته، حملت حركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين رئيس الإدارة الأمريكية جو بايدن المسؤولية الكاملة عما يجري من اقتحام لحرم مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة.
وزعم جيش الاحتلال أن «قواته عثرت على أسلحة وبنية تحتية خاصة بحماس خلال مداهمة مستمرة على منطقة واحدة محددة داخل المستشفى».
في المقابل، نفت حركة حماس «المزاعم الإسرائيلية بوجود أسلحة في الشفاء»، معتبرة أنها «كذب ودعاية رخيصة تحاول إسرائيل من خلالها تبرير تدمير القطاع الصحي في غزة».
وقالت في بيان: «يقوم الاحتلال بوضع أسلحة في المكان، ونسْج مسرحيّة هزيلة لم تعد تنطلي على أحد».
ونفى مكتب الإعلام الحكومي بغزة أمس صحّة ما قالته إسرائيل حول توفير ممرات خروج آمنة من المستشفى. وأضاف أن القوات الإسرائيلية أعدمت ميدانياً أكثر من 30 شخصا حاولوا الخروج من المستشفى. وشدد المكتب في بيان على أن «الأكاذيب الإسرائيلية عن وجود ممرّات آمنة هي مجرد دعاية وادعاءات ليس لها أساس من الصحة».
يشار إلى أن أكثر من 3 آلاف مريض وفرقا طبية فضلا عن نازحين مازالوا عالقين في المجمع الذي غرق منذ أيام في حصار إسرائيلي مطبق.
الجدير ذكره أن جيش الاحتلال كان يفرض حصارا خانقا على مجمع الشفاء الطبي منذ أكثر من 5 أيام، ويمنع الدخول والخروج منه، وبحسب مصادر صحفية في المستشفى، كانت المسيرات والقناصة الإسرائيلية تطلق النار على أي هدف متحرك في ساحات المجمع.
وأثار مصير مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في غزة، القلق على المستوى الدولي بسبب تدهور الأوضاع مع نقص إمدادات الوقود والأدوية والغذاء والمياه.
وبدأ أشخاص يحفرون مقبرة جماعية داخل المجمع الثلاثاء لدفن نحو 100 جثة للمرضى بدأت تتحلل. وتوفي ثلاثة من حديثي الولادة بعد أن تم نقلهم من الحضانات إلى الأسرة العادية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك