دخل العدوان الإسرائيلي على غزة أمس يومه الـ 38، فيما تتواصل عمليات القصف في محيط مستشفيات غزة ما ينذر بكارثة إنسانية.
وقال وكيل وزارة الصحة في غزة يوسف أبو الريش أمس «إن الدبابات الإسرائيلية تحاصر مستشفى الشفاء. وأشار الى أن عشرات الشهداء ومئات المصابين لا يمكن لأحد الوصول إليهم لأن سيارات الإسعاف متوقفة وتتعرّض لإطلاق نار وقذائف إذا تحركت خارج المستشفى».
وقال أبو الريش إن «كل مستشفيات محافظة غزة خارج الخدمة. مستشفى الرنتيسي تم تفريغه بالكامل من الجيش والمرضى والكادر الطبي أمس (الأحد) بعد تهديدات من الجيش الإسرائيلي، ولا نعرف مصير بعض موظفي المستشفى... الوضع خطير».
وأضاف «لا نستطيع الوصول الى عشرات النساء اللواتي سيولدن. تلقينا بلاغات عن حالات ولدت النساء فيها في الشارع أو البيوت من دون قابلات».
وأوضح «لا يوجد لدينا ماء للشرب ولا طعام ولا أي شيء للطواقم الطبية ولحوالي 20 ألف نازح داخل أسوار مستشفى الشفاء»، معتبرا أن إسرائيل «تحكم بالإعدام على كل من في داخل المستشفى... القناصة يطلقون النار باتجاه اي شخص يتنقل من مبنى الى مبنى داخل المستشفى».
وقال أبو الريش: «أصبحنا غير قادرين على إحصاء أعداد الشهداء». وأضاف في تصريح أدلى به من داخل مجمع الشفاء الطبي في غزة أن «المرضى يُجبرون على الخروج رغم إصاباتهم».
وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة الشهداء منذ السبت إلى 34 في مستشفى الشفاء في قطاع غزة التي تعاني نقصا في كميات الوقود. وأكد أبو الريش «ارتفاع عدد الوفيات إلى 27 مريضا في العناية المكثفة و7 من المواليد الأطفال الخدج بسبب انقطاع التيار الكهربائي».
وبعد أن أعلنت إسرائيل أنها عرضت على إدارة مستشفى الشفاء تقديم 300 لتر من الوقود، لكن أحدا لم يتسلمها، ردّ مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية في اتصال مع فرانس برس بأن «الجيش اتصلّ بي مرتين وقال إنه سيتم توفير وقود للمستشفى سيتاح في محطة عكيلة التي تبعد 500 متر عن مستشفى الشفاء».
وأوضح «أبلغني (شخص من قبل الجيش) في البداية أنه سيوفّر 2000 لتر ثم تراجع وقال 300 لتر شرط ألا يصل الى حماس. قلت له إذا أردت أن تساعد، نحتاج الى 8000 لتر على الأقل حتى نشغّل المولّدات الرئيسية وننقذ مئات المرضى والمصابين. رفض ولا نعرف ما الوضع. نناشد الإسراع بتوفير الوقود لإنقاذ المستشفى...».
وأكد صحفي متعاون مع فرانس برس أن «دبابات ومدرعات وناقلات جنود وآليات عسكرية أخرى على بعد عدة أمتار من بوابات مستشفى الشفاء من الجهات الأربع».
وبحسب الصحفي هناك «تحليق مكثف للطائرات الإسرائيلية المسيرة بعضها على علو منخفض فوق مستشفى الشفاء».
ووصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس على منصة إكس الوضع في مستشفى الشفاء بأنه «خطير» بعد «ثلاثة أيام بلا كهرباء وماء». وقال «تبادل إطلاق النار والقصف المتواصل في المنطقة القريبة (من المستشفى) يفاقم الظروف الصعبة أصلا»، مضيفا أن منظمته تمكنت من الاتصال بعاملين طبيين في مستشفى الشفاء.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن دبابات إسرائيلية تحاصر مستشفى القدس في مدينة غزة.
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» أن 20 من أصل 36 مستشفى في قطاع غزة خرجت عن الخدمة.
من جانبه حذر مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة من «توقف العمليات الإنسانية خلال 48 ساعة لعدم السماح بدخول الوقود إلى غزة» في وقت أصبحت فيه معظم المستشفيات خارج الخدمة.
وقال مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة توماس وايت «هذا الصباح توقف إثنان من المقاولين الرئيسيين لدينا عن العمل، لقد نفد الوقود لديهم ببساطة، الأمر الذي سيحرم 200 ألف شخص من مياه الشرب».
وتفرض إسرائيل حصارًا مطبقا على قطاع غزة منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر المنصرم.
ودفع الحصار رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إلى الطلب من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي «إنزال المساعدات على قطاع غزة، وخاصة الشمال بالمظلات كما حصل في تجارب مختلفة في العالم... وفتح ممرات إغاثة لغزة وعدم حصرها بمعبر رفح فقط».
في غضون ذلك تواصل القتال بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي في العديد من النقاط من القطاع المحاصر.
أفادت مصادر فلسطينية أمس باستشهاد نحو 50 فلسطينيا في هجمات ليلية شنتها إسرائيل على قطاع غزة.
وذكرت المصادر، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أن الهجمات استهدفت
منازل سكنية في شمال وجنوب قطاع غزة في وقت اندلعت فيه اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش الإسرائيلي المتوغلة ومقاتلين من حركة حماس.
واستمرت الاشتباكات في مدينة غزة وما حولها، في عدة مناطق بمحافظة شمال القطاع وبدرجة أقل في المنطقة الوسطى، إلى جانب القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي في مختلف أنحاء القطاع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح أ/س عن مقتل اثنين من جنوده في معارك في شمال قطاع غزة، ليبلغ إجمالي عدد الجنود الذين قتلوا منذ بدء العمليات البرية 49 جنديا، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية.
وارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى 11 ألفا و180 شخصا في قطاع غزة القتلى بينهم 4609 أطفال و3100 امرأة فيما أصيب أكثر من 28 ألفا آخرين، إلى جانب إحصاء 3200 شخص مفقودين تحت أنقاض المباني المدمرة.
ونكّست أمس الأعلام على مقار الأمم المتحدة في كل أرجاء العالم، ودعي الموظفون إلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح زملائهم الذين قضوا في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس وعددهم أكثر من مئة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك