غزة – (د ب أ): أقام الجيش الإسرائيلي أمس الاثنين بوابة فحص أمني جنوب غزة لعبور الفلسطينيين من خلالها، في وقت اتهمته أوساط حقوقية بتنفيذ عمليات إعدام بحق النازحين. وأظهر مقطع فيديو إلزام مئات النازحين الفلسطينيين أمس بالمرور عبر بوابة فحص أمني تتضمن على ما يبدو كاميرات التعرف على الوجوه وأجهزة لكشف المعادن في نقطة عسكرية على طريق صلاح الدين المخصص للنزوح.
ويسمح الجيش الإسرائيلي لسكان مدينة غزة وشمالها بالنزوح عبر ممر مفتوح بين التاسعة صباحاً والرابعة عصراً بالتوقيت المحلي عبر محور صلاح الدين باتجاه المنطقة الواقعة إلى الجنوب من وادي غزة. وبهذا الصدد قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه وثق «إعدام» قوات الجيش الإسرائيلي عشرات الفلسطينيين خلال نزوحهم من مدينة غزة وشمالها إلى مناطق وسط وجنوب قطاع غزة على الرغم من عدم تشكيلهم أي خطورة.
وبحسب المرصد فإن هؤلاء جرى استهدافهم بإطلاق الرصاص الحي وفي بعض الأحيان بقذائف مدفعية بغرض القتل العمد خلال محاولتهم النزوح بطلب من الجيش الإسرائيلي إلى منطقة جنوب وادي غزة. وذكر المرصد أنه تلقى إفادات من نازحين تفيد بعمليات قتل على الحواجز العسكرية التي أقامها الجيش الإسرائيلي في إطار تخصيصه «ممرًا» على طول شريان المرور الرئيسي طريق صلاح الدين.
وأضاف أنه جرت عمليات قتل مماثلة بحق نازحين داخل مدينة غزة وشمالها لدى محاولتهم الخروج من مستشفيات ومدارس بالإضافة إلى مقر لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بعد أن لجأوا إليها منذ أيام للاحتماء من الهجمات الإسرائيلية. كما تلقى فريق المرصد مئات البلاغات عن مفقودين وجثث لمئات النازحين الفلسطينيين على طرقات أطراف مدينة غزة كان الجيش الإسرائيلي قد أعلنها «ممرات آمنة» باتجاه وسط وجنوب القطاع.
فضلا عن ذلك تم توثيق استمرار القصف المدفعي وإطلاق النار الكثيف في محيط مجمع الشفاء الطبي، ومستشفى القدس في مدينة غزة أثناء محاولة إخلائه من مئات النازحين للتوجه إلى جنوب وادي غزة. وقال مسؤولون في إدارة المجمع الطبي إنهم تلقوا اتصالات هاتفية تهدد بضرورة إخلاء الأطقم الطبية والنازحين عبر الممر الآمن وعند استجابتهم لذلك عاينوا عددا كبيرا من الجثث الملقاة في محيط المجمع قبل أن يتم إطلاق النار باتجاههم بشكل مباشر.
وتكررت الحادثة نفسها أول يوم السبت، عند محاولة عشرات النازحين ومن النساء والأطفال والمسنين إخلاء مستشفى (النصر) للأطفال وهم يرفعون رايات بيضاء إلا أنه تم إطلاق النار عليهم ليعودوا أدراجهم إلى داخل المستشفى. وكان الجيش الإسرائيلي قد أنذر أكثر من مليون شخص –أي نصف إجمالي السكان– بمغادرة مدينة غزة وشمالها بعد أقل من أسبوع من إطلاقه حربا مدمرة وغير مسبوقة على قطاع غزة في السابع من الشهر الماضي خلفت مقتل أكثر من 11 ألف فلسطيني حتى الآن.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك