وقع أكثر من مائتي أستاذ فلسفة في الأمريكتين وأوروبا على بيان تضامن مع فلسطين ضد ما يرتكبه الكيان الصهيوني في غزة.
ودعا الموقعون على البيان، الذي يضم ليبراليين إلى يساريين بينهم أسماء رائدة في تخصصاتها ومعروفة عالميا، إلى تبنى مقاطعة المؤسسات الأكاديمية في إسرائيل.
وجاء في البيان المنشور في بداية الشهر الجاري: نحن مجموعة من أساتذة الفلسفة في أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأوروبا نكتب للتعبير -علنًا وبشكل لا لبس فيه- عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني وإدانة المجزرة المستمرة والمتصاعدة بسرعة التي ترتكبها إسرائيل في غزة وبكامل الدعم المالي والمادي والدعم الأيديولوجي لحكوماتنا.
وأضافوا نحن لا ندعي أي سلطة فريدة –أخلاقية أو فكرية أو غير ذلك– على أساس كوننا فلاسفة، ومع ذلك، فقد خطا تخصصنا خطوات مثيرة للإعجاب مؤخرًا في مواجهة ممارسات الفلسفة الإقصائية تاريخيًا وفي التعامل بشكل مباشر مع المظالم الملحة والعاجلة، وتحقيقًا لهذه الغاية، ندعو زملاءنا في الفلسفة إلى الانضمام إلينا في التغلب على التواطؤ والصمت.
وفي الوقت الذي نكتب فيه هذه السطور، قتلت القنابل أكثر من 8500 شخص في غزة، وبحلول الوقت الذي تقرأ فيه هذا، سيكون هذا الرقم قد ارتفع، وهناك آلاف آخرون محاصرون تحت الأنقاض، وعلى مدى أكثر من ثلاثة أسابيع، أدى الحصار المفروض على المنطقة إلى قطع الغذاء والماء والأدوية والوقود والكهرباء، وقد صدرت أوامر لمليون من سكان شمال غزة بمغادرة منازلهم وسط الغارات الجوية وقبل الغزو البري المستمر مع عدم وجود مكان آمن يذهبون إليه، الحديث عن نكبة ثانية أمر مخيف، ولكنه ملائم. ومن واجب أصحاب الضمير أن يتحدثوا علناً ضد هذه الفظائع. هذه ليست خطوة صعبة اتخاذها؛ والأصعب بكثير بالنسبة لنا هو أن نبتعد بصمت وتواطؤ عن الإبادة الجماعية التي تتكشف.
إن التركيز، كما نفعل هنا، على تصرفات الدولة الإسرائيلية والدعم الثابت الذي تتلقاه من الولايات المتحدة وحلفائها، لا يعني الاحتفال بالعنف، ولا المراوغة بشأن قيمة الأرواح البريئة. إن الوفيات بين المدنيين، بغض النظر عن جنسيتهم، أمر مأساوي وغير مقبول. ومع ذلك، فإن التصرف كما لو أن تاريخ العنف بدأ بهجمات حماس في 7 أكتوبر 2023 هو إظهار لامبالاة متهورة بالتاريخ وكذلك بحياة الفلسطينيين والإسرائيليين. ولكي يتوقف العنف، يجب أن تتوقف الظروف التي تنتج العنف.
لقد استمر الحصار المفروض على غزة لمدة 16 عاماً؛ واحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة استمر 56 عاما؛ لقد استمر تجريد الفلسطينيين من أراضيهم ومنازلهم في جميع أنحاء فلسطين التاريخية لمدة ثلاثة أرباع قرن، منذ إنشاء إسرائيل عام 1948 كدولة ذات سيادة عرقية. وليس من قبيل الصدفة أن المراقبين –بما في ذلك جماعات حقوق الإنسان الدولية والإسرائيلية– يصفون الآن سيطرة إسرائيل على الأرض من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط بأنها نظام الفصل العنصري.
والأهم من ذلك أننا جميعا ندرك تمام الإدراك أن البلدان التي نعيش ونعمل فيها والتي ندفع لها الضرائب تمول وتحرض طرفا واحدا فقط في هذا الصراع غير المتكافئ إلى حد كبير. هذا الحزب ليس المظلوم، بل الظالم.
وفي الوقت الحالي، يحث سكان غزة الحلفاء في جميع أنحاء العالم على ممارسة الضغط على حكوماتهم للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار. لكن هذا ينبغي –بل يجب– أن يكون البداية وليس النهاية للعمل الجماعي من أجل التحرر. إذا أردنا أن يكون هناك عدالة وسلام، فيجب أن ينتهي الحصار المفروض على غزة، ويجب أن ينتهي الحصار، ويجب أن ينتهي الاحتلال. وفي المقام الأول من الأهمية، يجب احترام حقوق جميع الأشخاص الذين يعيشون حالياً بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في المنفى.
إننا ندعو زملائنا الفلاسفة للانضمام إلينا للتضامن مع فلسطين والنضال ضد الفصل العنصري والاحتلال. وعلى وجه الخصوص، انضموا إلينا في دعم المقاطعة الأكاديمية والثقافية للمؤسسات الإسرائيلية – متميزة عن الأفراد – كما حددتها الحملة الفلسطينية للتعليم الأكاديمي والثقافي. المقاطعة الثقافية لإسرائيل (PACBI). ونحن نحث جميع الأفراد على التحدث بصراحة وبلا خوف، والعمل على تعزيز قضية التحرير الفلسطيني والعدالة للجميع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك