جنيف – الوكالات: يجري مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، زيارة للشرق الأوسط وسط تزايد المخاوف بشأن التصعيد الإسرائيلي في غزة، حسبما أفاد مكتبه أمس، وذلك بعد شهر من تنفيذ حركة حماس عملية «طوفان الأقصى».
ووصل فولكر تورك إلى مصر أمس، في مستهل زيارة للمنطقة تستغرق خمسة أيام يعتزم خلالها زيارة معبر رفح اليوم، حسبما ذكر مكتبه في بيان.
وأضاف المكتب أنّ تورك سيزور عمّان غدا، بينما يسعى للوصول إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلّة وقطاع غزة.
وقال تورك في البيان «لقد مرّ شهر كامل من المذبحة والمعاناة المتواصلة، وإراقة الدماء والدمار والغضب واليأس».
وتابع أنّ «انتهاكات حقوق الإنسان هي السبب الجذري وراء هذا التصعيد، وتلعب حقوق الإنسان دوراً مركزياً في إيجاد مخرج من دوامة الألم هذه».
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، استشهد 10 آلاف فلسطيني بينهم 4 آلاف طفل، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.
ومع تصاعد الانتقادات لسلوك إسرائيل، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الإثنين، إنّ غزة أصبحت «مقبرة للأطفال».
وفرّ أكثر من 1,5 ملايين شخص في غزة من منازلهم إلى أجزاء أخرى من القطاع المكتظ بالسكان، في بحث يائس عن الاحتماء.
وقال مكتب تورك إنّ زيارته للمنطقة «تأتي على خلفية الأزمة الحقوقية والإنسانية المستمرّة والخطيرة للغاية».
وذكر البيان، أنّ مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان سيتحدث خلال زيارته مع المسؤولين الحكوميين والجهات الفاعلة في المجتمع المدني، ومع المتضرّرين والمصابين، ومع زملائه في الأمم المتحدة بشأن وضع حقوق الإنسان في المنطقة.
ولدى استقباله تورك أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أن الوضع في غزة كارثي ويضع مبادئ حقوق الإنسان والقيم العالمية على المحك، مشيرا إلى أن مشاهد القتل والرعب في غزة ستستمر في ذاكرة الأجيال لعقود قادمة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام جمال رشدي في بيان صحفي، إن أبو الغيط أشار إلى «ما يحدث من انتهاك كافة حقوق الفلسطينيين في غزة على يد القوة القائمة بالاحتلال، وفي مقدمتها الحق الأسمى وهو الحق في الحياة، فضلاً عن حقوق أساسية كالحصول على الغذاء والدواء والمأوى، وغيرها من الحقوق التي انتهكت مع قصف المدارس والمستشفيات ودور العبادة ومخيمات اللاجئين، وما يقوم به الاحتلال من تهجير قسري للسكان داخل القطاع الذي صار أكثر من نصف سكانه نازحين».
وذكر المتحدث أن «أبو الغيط أوضح للمفوض السامي أن هناك شعوراً بفقدان الثقة في القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان في ضوء المذابح التي ترتكبها قوات الاحتلال، والتي يُشاهدها الناس يومياً على الشاشات، وأن ما يزعج بصورة أكبر هو سياسة الكيل بمكيالين وإصرار بعض القوى الدولية على إعطاء تبريرات لهذه الجرائم، ومنح الطرف المعتدي وقتاً إضافياً لممارسة المزيد منها».
وأفاد المتحدث بأن أبو الغيط أشار إلى أن المشاهد المروعة، والتي لا يُمكن لأي ضمير تقبلها أو تبريرها، لن تُمحى من ذاكرة الشعوب، محذراً من انعكاسات هذا الأمر مستقبلا على وعي الأجيال القادمة التي لن تنسى سياسة قتل المدنيين بالجملة التي مارسها الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
ونقل المتحدث عن أبو الغيط قوله إن «العالم الغربي عليه أن يعي مدى خطورة الوضع الحالي»، محذرا من مغبة انعكاساته مستقبلا، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو خارجها.
وحذر أبو الغيط أيضا من «أي تفكير في تهجير للفلسطينيين، فما يجب العمل عليه هو إنهاء الاحتلال والمضي قدما في حل الدولتين، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لتحقيق الأمن لجميع الأطراف».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك