دخلت الحرب بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وجيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة شهرها الثاني أمس فيما لا تظهر أي بادرة لوقف النار أو تطبيق هدنة إنسانية مؤقتة، بينما تزداد أعداد الضحايا من المدنيين جراء العدوان الإسرائيلي، ويزداد الأمر سوءا إزاء الأوضاع في القطاع التي أصبحت كارثية.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أمس ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى عشرة آلاف و328 شهيدا، بينهم 4237 طفلا.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة في مؤتمر صحفي إن عدد المصابين في غزة بلغ 25 ألفا و956 مصابا منذ بدء المواجهات بين إسرائيل وفصائل فلسطينية مسلحة في السابع من أكتوبر الماضي. ووصف القدرة الممرات الآمنة في قطاع غزة بأنها باتت «ممرات الموت».
وطالب كل الأطراف بتوفير ممر إنساني آمن لضمان تدفق المساعدات الطبية والوقود وخروج الجرحى، كما حث الأمم المتحدة والصليب الأحمر على حماية المنشآت الصحية وسيارات الإسعاف.
وذكرت تقارير ان الدمار والنيران الناجمة عن الغارات ليست كل ما يمكن رؤيته في غزة، فجنازات الشهداء لا تتوقف، ونزيف دماء الجرحى يسيل في كل مكان، وطوابير المياه والخبز والطعام والدواء توزع عشوائيا في طرقات وأزقة محاطة بأكوام الحجارة.
وبعد ثلاثين يوما من العدوان المتواصل منذ 7 أكتوبر الماضي أصبحت النجاة من قصف قريب أمرا اعتياديا لا يثير اهتمام أحد، فالجميع تعرض لموقف مشابه.
أما القصص الأكثر إثارة في أحاديث المساء فتتمحور حول طريقة الحصول على ربطة خبز أو قارورة مياه صالحة للشرب أو ابتكار طريقة جديدة لصنع الخبز دون غاز أو كهرباء.
واستهدفت غارات إسرائيلية أمس منازل وشققا سكنية ورياض أطفال وطرقا وبنى تحتية في حيي تل الهوى والزيتون، ما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا المدنيين ودمارا واسعا في المنطقة.
واستشهد عشرات المواطنين، وجرح آخرون، في مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في دير البلح وسط قطاع غزة.
واستهدف الطيران الحربي الاسرائيلي بالصواريخ مربعا سكنيا وسط دير البلح، ما أدى إلى استشهاد عشرات المواطنين جلهم من الأطفال والنساء والمسنين، وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، فيما العشرات منهم تحت الركام.
وقد نفت سلطات غزة إعلان جيش الاحتلال مناطق آمنة جنوب وادي غزة، مشيرة إلى أن 42% من العدد الكلي للقتلى سقطوا في مناطق جنوب الوادي.
بعد أن نشر الجيش الإسرائيلي تسجيلات قال إنها لحركة نزوح الفلسطينيين على شارع صلاح الدين صوب جنوب غزة، حذرت السلطات في غزة من التسجيل واعتبرته يأتي في سياق الحرب النفسية التي تشنها إسرائيل.
وفي تطورات العمليات البرية، تتضارب الأنباء والتصريحات حول تمكن إسرائيل من تطويق مدينة غزة بعد هجوم واسع، حيث أفيد باندلاع اشتباكات عنيفة بين كتائب القسام وقوات إسرائيلية حاولت التوغل على محور تل الهوى جنوبي غزة.
وتحاول الدبابات الوصول إلى مخيم الشاطئ عبر محاور عدة أبرزها منطقة الشارع الساحلي، الواصل بين مخيم الشاطئ مع شمال قطاع غزة.
فيما نفى مراسل «العربية» و«الحدث» الأنباء التي أوردها جيش الإحلال عن تمكن قواته من دخول مدينة غزة، وأكد أن الدبابات الإسرائيلية تتمركز على مشارف المدينة.
في غضون ذلك رفض رئيس الوزراء الإٍسرائيلي بنيامين نتنياهو مرة جديدة وقف إطلاق نار في غزة التي أصبحت «مقبرة للأطفال» بحسب الأمم المتحدة.
وأكد نتنياهو خلال مقابلة تلفزيونية أجرتها معه محطة «إيه بي سي نيوز» الأمريكية: «لن يكون هناك وقف إطلاق نار - وقف إطلاق نار شامل - في غزة من دون إطلاق سراح رهائننا».
وأضاف: «إسرائيل ستتولّى، فترة غير محدّدة، المسؤولية الأمنية الشاملة» في غزة.
وأتى كلام نتنياهو بعدما طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش مجددا بـ«وقف إطلاق نار إنساني يزداد إلحاحا ساعة بعد ساعة» في قطاع غزة الذي استحال «مقبرة للأطفال».
وأضاف أنّ «الكابوس في غزة هو أكثر من مجرد أزمة إنسانية. بل إن البشرية تعاني أزمة».
من جانبه قال القيادي في حركة حماس في لبنان أسامة حمدان: «للذين يظنون أنّ حماس ذاهبة، ستبقى حماس ضمير شعبنا وتطلعاته ولن تستطيع قوة في الأرض انتزاعها او تهميشها».
وأضاف: «لم ولن يقبل شعبنا بحكومة فيشي جديدة (التي تعاونت مع الاحتلال النازي في فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية)، أو بمن يأتي عميلاً على دبابة إسرائيلية أو أمريكية».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك