لندن -(رويترز): نظم آلاف المحتجين المؤيدين للفلسطينيين مظاهرات في لندن برلين وباريس وأنقرة وإسطنبول وواشنطن العاصمة يوم السبت للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة والتنديد بأفعال إسرائيل بعد تكثيف جيشها عملياته بالقطاع. وأظهرت لقطات تلفزيونية في لندن حشودا كبيرة من المحتجين والتي أغلقت أنحاء من وسط المدينة قبل أن يتوجهوا نحو ميدان الطرف الأغر.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «الحرية لفلسطين» وهتفوا «أوقفوا إطلاق النار الآن» و«بالآلاف وبالملايين كلنا فلسطينيون». وقالت شرطة العاصمة لندن إنها ألقت القبض على 29 شخصا بتهم تشمل التحريض على الكراهية العنصرية والإضرار بالنظام العام على أساس عنصري. وجرى إلقاء القبض على شخصين للاشتباه في خرق تشريعات مواجهة الإرهاب فيما يتعلق بصياغة لافتة رفعت خلال الاحتجاج.
وتؤيد بريطانيا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد أن قتلت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) 1400 شخص واحتجزت أكثر من 240 آخرين في هجوم وقع يوم السابع من أكتوبر في جنوب إسرائيل. وعلى غرار واشنطن، لم يصل الأمر بحكومة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إلى حد الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة، وبدلا من ذلك دعت إلى فترات من الهدنة الإنسانية للسماح بوصول المساعدات إلى المحتاجين.
وسار آلاف المحتجين في شوارع واشنطن ملوحين بالعلم الفلسطيني، وردد البعض هتافات «بايدن، بايدن لا يمكنك الاختباء، لقد اشتركت في الإبادة الجماعية»، قبل أن يتجمعوا عند ساحة الحرية على بعد خطوات من البيت الأبيض. وندد المتحدثون بدعم الرئيس جو بايدن لإسرائيل، قائلين «يداك ملطخة بالدماء». وتعهد البعض بعدم تأييد مسعى بايدن لفترة رئاسية ثانية العام المقبل وكذلك حملات ديمقراطيين آخرين، واصفين إياهم بالليبراليين «ذوي الوجهين».
وانتقد آخرون قادة الحقوق المدنية لعدم تنديديهم بقتل النساء والأطفال جراء القصف الإسرائيلي. وقال مسؤولو الصحة في غزة اليوم السبت إن أكثر من 9488 فلسطينيا قتلوا حتى الآن في الهجوم الإسرائيلي. وسار آلاف المحتجين في وسط باريس للمطالبة بوقف إطلاق النار رافعين لافتات كتب عليها «أوقفوا دائرة العنف» و«عدم فعل شيء، وعدم قول شيء، يعني التواطؤ».
كان هذا أحد التجمعات الكبيرة الأولى لدعم الفلسطينيين التي سمحت السلطات بتنظيمها بشكل قانوني في باريس منذ شن حماس هجومها على إسرائيل. وحظرت السلطات الفرنسية بعض التجمعات السابقة المؤيدة للفلسطينيين بسبب مخاوف من وقوع فوضى. وتستضيف فرنسا مؤتمرا إغاثيا دوليا حول غزة في التاسع من نوفمبر الجاري في إطار سعيها لتنسيق المساعدات للقطاع.
وقال أنطوان جيريرو، وهو موظف حكومي يبلغ من العمر 30 عاما، «لقد جئنا إلى هنا اليوم لإبداء تضامن شعب فرنسا مع الشعب الفلسطيني ودعمنا للسلام، وللتوصل إلى حل سلمي على أساس دولتين، دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية». وعبر وحيد بارق، وهو متقاعد يبلغ من العمر 66 عاما، عن أسفه لمقتل المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقال «أشعر بالأسف لمقتل مدنيين من الجانبين. لا علاقة للمدنيين بهذه الأعمال. إنه أمر مخز حقا».
وفي برلين، لوح المتظاهرون بالأعلام الفلسطينية وطالبوا بوقف إطلاق النار في غزة. وتظاهرت امرأة ورفعت ذراعها في الهواء وكانت يدها مغطاة بدماء زائفة. وتجمع مئات المحتجين في إسطنبول وأنقرة، قبل يوم من زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى تركيا لإجراء محادثات بشأن غزة.
وتدعم تركيا، التي انتقدت إسرائيل والدول الغربية بشدة مع تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، حل الدولتين وتستضيف أعضاء من حماس. ولا تعتبر أنقرة حماس منظمة إرهابية، على عكس الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض دول الخليج. وفي حديقة ساراتشاني بإسطنبول، رفع المحتجون لافتات كتبوا عليها «بلينكن يا شريك المذبحة ارحل عن تركيا»، مع صورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبلينكن عليها علامة «إكس» باللون الأحمر.
وقالت المعلمة جولسوم ألباي (45 عاما) «يموت الأطفال والرضع هناك قصفا». وأظهرت لقطات من أنقرة محتجين يتجمعون بالقرب من السفارة الأمريكية، وهم يرددون هتافات ويحملون لافتات كتبوا عليها «إسرائيل تقصف المستشفيات، وبايدن يدفع ثمن ذلك».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك