العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

3017 قضية عنف أسري في البحرين:
الشورى يرجئ تعديل «قانون العنف الأسري» لمزيد من الدراسة

تغطية‭: ‬أمل‭ ‬الحامد تصوير‭ - ‬عبدالأمير‭ ‬السلاطنة

الاثنين ٠٦ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

وزير التنمية الاجتماعية: سد الفراغ التشريعي لا يعني وجود ظاهرة بالمملكة


قرر‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬في‭ ‬جلسته‭ ‬أمس‭ ‬برئاسة‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬صالح‭ ‬الصالح‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬إعادة‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬بإضافة‭ ‬مادة‭ ‬جديدة‭ ‬الى‭ ‬قانون‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬الأسري،‭ ‬المعد‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬الاقتراح‭ ‬بقانون‭ ‬‮«‬بصيغته‭ ‬المعدلة‮»‬‭ ‬المقدم‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬شؤون‭ ‬المرأة‭ ‬والطفل‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الدراسة،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬مداخلات‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭.‬

وقال‭ ‬أسامة‭ ‬العصفور‭ ‬وزير‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬إن‭ ‬أصل‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬هو‭ ‬مقترح‭ ‬مقدم‭ ‬من‭ ‬النواب،‭ ‬وذلك‭ ‬لسد‭ ‬فراغ‭ ‬تشريعي‭ ‬والنص‭ ‬على‭ ‬عقوبة‭ ‬على‭ ‬المكلف‭ ‬بالتبليغ‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬جريمة‭ ‬يمكن‭ ‬تصنيفها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬نتجت‭ ‬عن‭ ‬عنف‭ ‬أسري‭ ‬ووصلت‭ ‬إليه‭ ‬بحكم‭ ‬عمله‭ ‬الطبي‭ ‬أو‭ ‬التعليمي‭ ‬إذا‭ ‬امتنع‭ ‬عن‭ ‬التبليغ‭ ‬وتشديد‭ ‬العقوبة‭ ‬إذا‭ ‬نتج‭ ‬عن‭ ‬الجريمة‭ ‬وفاة‭ ‬أو‭ ‬عاهة‭ ‬مستديمة‭.‬

وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬سد‭ ‬الفراغ‭ ‬التشريعي‭ ‬لوجود‭ ‬ظاهرة‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬معالجة‭ ‬لنص‭ ‬نافذ‭ ‬حاليًا‭ ‬وفرض‭ ‬عقوبة‭ ‬مناسبة‭ ‬ورادعة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الحماية‭ ‬للأسرة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬بمراجعة‭ ‬النصوص‭ ‬التي‭ ‬وافقت‭ ‬عليها‭ ‬الحكومة‭ ‬اتضح‭ ‬وجود‭ ‬فراغ‭ ‬تشريعي‭ ‬يتطلب‭ ‬وجود‭ ‬عقوبة‭ ‬لمن‭ ‬يتخلف‭ ‬عن‭ ‬التبليغ،‭ ‬وهذه‭ ‬المسألة‭ ‬تمت‭ ‬معالجتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وجود‭ ‬نص‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬اتساق‭ ‬تفريد‭ ‬العقوبة‭ ‬في‭ ‬نص‭ ‬العقوبات‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬المكلف‭ ‬بالتشديد،‭ ‬ولا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬التطبيق‭ ‬الذي‭ ‬يحقق‭ ‬الرادع‭ ‬ويؤكد‭ ‬سلامة‭ ‬الأسرة‭.‬

وأكدت‭ ‬الدكتورة‭ ‬جميلة‭ ‬محمد‭ ‬رضا‭ ‬السلمان‭ ‬مقرر‭ ‬اللجنة،‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬يتضمن‭ ‬سد‭ ‬الفراغ‭ ‬التشريعي‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬بشأن‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬الأسري،‭ ‬وذلك‭ ‬بتجريم‭ ‬الفعل‭ ‬المنصوص‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬المادة‭ (‬8‭) ‬من‭ ‬القانون‭ ‬المذكور‭ ‬والذي‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬التبليغ‭ ‬عن‭ ‬وقائع‭ ‬العنف‭ ‬الأسري،‭ ‬وذلك‭ ‬بتقرير‭ ‬عقوبة‭ ‬جنائية‭ ‬واجبة‭ ‬التطبيق‭ ‬على‭ ‬المكلف‭ ‬الممتنع‭ ‬عن‭ ‬التبليغ،‭ ‬مع‭ ‬تشديد‭ ‬العقوبة‭ ‬إذا‭ ‬نجم‭ ‬عن‭ ‬الجريمة‭ ‬وفاة‭ ‬أو‭ ‬عاهة‭ ‬مستديمة‭.‬

بدورها،‭ ‬قالت‭ ‬لينا‭ ‬قاسم‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬شؤون‭ ‬المرأة‭ ‬والطفل‭ ‬إننا‭ ‬كلجنة‭ ‬نرى‭ ‬رفض‭ ‬المشروع‭ ‬بقانون‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬انه‭ ‬فضفاض‭ ‬ويحمل‭ ‬جميع‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭ ‬مسؤولية‭ ‬التبليغ‭ ‬عن‭ ‬حالات‭ ‬العنف،‭ ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الممكن‭ ‬تحقيقه،‭ ‬إذ‭ ‬سيؤدي‭ ‬تغليظ‭ ‬العقوبة‭ ‬إلى‭ ‬التهاون‭ ‬في‭ ‬التبليغ‭ ‬عن‭ ‬حالات‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭ ‬خوفًا‭ ‬من‭ ‬العقوبة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬العقوبة‭ ‬المقررة‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬بقانون‭ ‬يقيد‭ ‬السلطة‭ ‬التقديرية‭ ‬لقاضي‭ ‬الموضوع‭ ‬ولا‭ ‬يعطيه‭ ‬المجال‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬العقوبة‭ ‬المناسبة‭ ‬لواقعة‭ ‬العنف‭.‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬اختلفت‭ ‬المحامية‭ ‬دلال‭ ‬الزايد‭ ‬رئيسة‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬التشريعية‭ ‬تمامًا‭ ‬مع‭ ‬النتيجة‭ ‬والرأي‭ ‬الذي‭ ‬خلصت‭ ‬إليه‭ ‬اللجنة،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أعضاء‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬ارتأوا‭ ‬في‭ ‬مناقشاتهم‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬أيضًا‭ ‬واقترحت‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إعادة‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬اللجنة‭ ‬للتروي‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬والموازنة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الراجح‭ ‬والمرجوح‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬باعتبار‭ ‬تحقيق‭ ‬المصلحة‭ ‬الفضلى‭ ‬كما‭ ‬اعتدنا‭ ‬في‭ ‬التشريع‭ ‬البحريني‭ ‬هي‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬جدًا‭.‬

وأفادت‭ ‬أن‭ ‬أحكام‭ ‬الدستور‭ ‬نصت‭ ‬على‭ ‬مسألة‭ ‬قوام‭ ‬الأسرة‭ ‬وأنها‭ ‬واجب‭ ‬من‭ ‬واجبات‭ ‬الدولة‭ ‬حمايتها،‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬واجب‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدستورية‭ ‬جميعها‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬والقضائية‭ ‬والتشريعية‭ ‬بأن‭ ‬تضع‭ ‬الأحكام‭ ‬والشروط‭ ‬وكيفية‭ ‬تنفيذ‭ ‬وإنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬بما‭ ‬يحكم‭ ‬هذه‭ ‬الحماية‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬المسؤولية‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬الحماية‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬المشرع‭ ‬فيما‭ ‬ينصه‭ ‬من‭ ‬أحكام‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬ليتسنى‭ ‬سواء‭ ‬للسلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬أن‭ ‬تتخذ‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬بموجب‭ ‬ذلك‭ ‬القانون،‭ ‬وكذلك‭ ‬ان‭ ‬يمنح‭ ‬للسلطة‭ ‬القضائية‭ ‬ان‭ ‬تقدر‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تحقيق‭ ‬للعدالة،‭ ‬كما‭ ‬نص‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬عندما‭ ‬قرر‭ ‬القاضي‭ ‬الجنائي‭ ‬لكيفية‭ ‬وقوع‭ ‬الجريمة‭ ‬وأركان‭ ‬تحقق‭ ‬الجريمة،‭ ‬وعند‭ ‬تداول‭ ‬الجلسات‭ ‬يراعي‭ ‬القاضي‭ ‬مسألة‭ ‬الاعذار‭ ‬سواء‭ ‬المشددة‭ ‬أو‭ ‬المخففة‭ ‬أو‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تخضع‭ ‬لتقرير‭ ‬القاضي‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬كل‭ ‬جريمة‭ ‬تنظر‭ ‬أمامه‭. ‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬جاءت‭ ‬مسألة‭ ‬الإلزام‭ ‬في‭ ‬نص‭ ‬المادة‭ ‬17‭ ‬قرر‭ ‬عقوبة‭ ‬واعتبر‭ ‬نوع‭ ‬العقوبة‭ ‬جنحة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬قرر‭ ‬إما‭ ‬مسألة‭ ‬الغرامة‭ ‬أو‭ ‬الحبس‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬العقوبتين‭ ‬وترك‭ ‬هذا‭ ‬الخيار‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬نوع‭ ‬العقوبة‭ ‬للقاضي‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬شرحه‭ ‬أيضًا‭ ‬باللجنة‭ ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬الكلام‭ ‬بأنها‭ ‬تأخذ‭ ‬لمسألة‭ ‬تفريد‭ ‬وشخصية‭ ‬العقوبة‭ ‬والأخذ‭ ‬بالاثنين‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لدينا‭ ‬ثقة‭ ‬بأنه‭ ‬عندما‭ ‬تعرض‭ ‬أمام‭ ‬القاضي‭ ‬الجنائي‭ ‬وهذا‭ ‬نشهد‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬سير‭ ‬الأحكام‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬أن‭ ‬القاضي‭ ‬الجنائي‭ ‬لديه‭ ‬القدرة‭ ‬والخبرة‭ ‬التراكمية‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الأسرة‭ ‬بحيث‭ ‬يقرر‭ ‬على‭ ‬طبيعة‭ ‬نوع‭ ‬العنف‭ ‬وجسامته‭ ‬ومدى‭ ‬تكراره‭ ‬والشخص‭ ‬الذي‭ ‬ارتكبه‭ ‬وتأثير‭ ‬هذا‭ ‬العنف‭ ‬على‭ ‬الشخص‭ ‬المعتدى‭ ‬عليه‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬الأحكام‭ ‬يقدرها‭ ‬القاضي‭.‬

وعرفت‭ ‬الزايد‭ ‬العنف‭ ‬بأنه‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭ ‬والجنسي‭ ‬والنفسي،‭ ‬ومؤخرًا‭ ‬صدر‭ ‬حكم‭ ‬من‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬يعتبر‭ ‬إضافة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬في‭ ‬الضرر‭ ‬النفسي‭ ‬قررت‭ ‬مبلغا‭ ‬كبيرا‭ ‬جدًا‭ ‬للتعويض‭ ‬لأنها‭ ‬اعتبرت‭ ‬انه‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬الضرر‭ ‬النفسي‭ ‬أوقع‭ ‬على‭ ‬الشخص‭ ‬من‭ ‬الضرر‭ ‬المادي‭.‬

واستعرضت‭ ‬الإحصائيات‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬مرفقات‭ ‬تقرير‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬والتي‭ ‬كشفت‭ ‬أن‭ ‬مجموع‭ ‬قضايا‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭ ‬بلغت‭ ‬3017‭ ‬قضية،‭ ‬وبلغ‭ ‬عدد‭ ‬الأخوة‭ ‬المتهمين‭ ‬217،‭ ‬الآباء‭ ‬عددهم‭ ‬248،‭ ‬الأبناء‭ ‬113،‭ ‬الأزواج‭ ‬660،‭ ‬الزوجات‭ ‬129،‭ ‬بما‭ ‬معناه‭ ‬أن‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬المتهم‭ ‬أي‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬وليس‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الاتهام‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬فرض‭ ‬عقوبة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بكيدية‭ ‬التبليغ‭ ‬إذا‭ ‬تبين‭ ‬ان‭ ‬المُبلغ‭ ‬قد‭ ‬قام‭ ‬بالإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬دعوى‭ ‬ثبت‭ ‬كيديتها‭ ‬وعدم‭ ‬صحة‭ ‬وقائعها‭ ‬فرض‭ ‬عليه‭ ‬عقوبة‭ ‬بموجب‭ ‬القانون،‭ ‬كما‭ ‬انه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬ثبت‭ ‬استغلال‭ ‬للأمر‭ ‬لإبلاغ‭ ‬السلطات‭ ‬ببلاغات‭ ‬كيدية‭ ‬أيضًا‭ ‬قررت‭ ‬له‭ ‬عقوبة‭.‬

وأكدت‭ ‬ضرورة‭ ‬عدم‭ ‬التسرع‭ ‬والتريث‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬المرتبطة‭ ‬بحماية‭ ‬الأسرة،‭ ‬مضيفة‭ ‬‮«‬لا‭ ‬نطمح‭ ‬إلى‭ ‬العقاب‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬نطمح‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬المأوى‭ ‬العلاجية‭ ‬التي‭ ‬تتخصص‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الغضب‭ ‬والعنف‮»‬‭.‬

بدورها،‭ ‬تساءلت‭ ‬الدكتورة‭ ‬جهاد‭ ‬الفاضل‭ ‬النائب‭ ‬الثاني‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬فراغ‭ ‬تشريعي‭ ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬التشريع‭ ‬لسده‭ ‬بالامتناع‭ ‬عن‭ ‬التبليغ‭ ‬عن‭ ‬وقائع‭ ‬العنف‭ ‬الأسري،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬حق‭ ‬التبليغ‭ ‬مفتوح‭ ‬للكافة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬حظر‭ ‬أو‭ ‬مصادرة‭ ‬لهذا‭ ‬الحق‭ ‬الذي‭ ‬أقرته‭ ‬المادة‭ ‬47‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجنائية‭.‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬المنظومة‭ ‬التشريعية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬متماسكة،‭ ‬وألزمت‭ ‬الموظف‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬المادة‭ ‬230‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬بالتبليغ‭ ‬عن‭ ‬الجرائم‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬مكلفا‭ ‬بذلك‭ ‬أم‭ ‬لا،‭ ‬كذلك‭ ‬يوجد‭ ‬تفريج‭ ‬خاص‭ ‬بقانون‭ ‬مزاولي‭ ‬المهن‭ ‬الطبية‭ ‬والصحية‭ ‬بمعاينة‭ ‬حالات‭ ‬الجرائم‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭.‬

وأشارت‭ ‬الفاضل‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬نريد‭ ‬ضمان‭ ‬الإلزام‭ ‬بالتبليغ‭ ‬عن‭ ‬حالات‭ ‬العنف‭ ‬الأسري،‭ ‬وسوف‭ ‬تتم‭ ‬معاقبة‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يقوم‭ ‬بذلك،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬ما‭ ‬ضمانات‭ ‬عدم‭ ‬الكيدية،‭ ‬وما‭ ‬ضمانات‭ ‬الإسراف‭ ‬في‭ ‬الاشتباه‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬التبليغ‭ ‬بوجود‭ ‬عنف‭ ‬أسري‭ ‬خوفًا‭ ‬من‭ ‬العقوبة،‭ ‬هذه‭ ‬التساؤلات‭ ‬يجب‭ ‬أخذها‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬الاعتبار‭.‬

وتطرقت‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬تتطلع‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬مرئيات‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬وخاصة‭ ‬الأهلية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بمتابعة‭ ‬حالات‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬هنالك‭ ‬إحصائيات‭ ‬من‭ ‬قبلهم،‭ ‬لرغبتنا‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يتحدث‭ ‬عنه‭ ‬التشريع‭ ‬يعد‭ ‬ظاهرة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬أو‭ ‬حالات‭ ‬فردية‭.‬

وذكرت‭ ‬أن‭ ‬السؤال‭ ‬الأهم،‭ ‬هل‭ ‬فعلا‭ ‬العقوبة‭ ‬المقررة‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬للامتناع‭ ‬عن‭ ‬التبليغ‭ ‬غير‭ ‬رادعة‭ ‬وغير‭ ‬كافية‭ ‬وبالتالي‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تعديل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭.‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬أشار‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬حسن‭ ‬علي‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬تناقض‭ ‬بين‭ ‬المقترح‭ ‬وقانون‭ ‬العقوبات‭ ‬الموجود‭ ‬وقوانين‭ ‬أخرى،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬اللجنة‭ ‬عندما‭ ‬رفضت‭ ‬المقترح‭ ‬لم‭ ‬ترفض‭ ‬العقوبة‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬التبليغ،‭ ‬وإنما‭ ‬رفضته‭ ‬لعدم‭ ‬اتساقه‭ ‬مع‭ ‬قوانين‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬ضمنها‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬هاني‭ ‬الساعاتي‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭: ‬إن‭ ‬موضوع‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭ ‬هو‭ ‬ظاهرة‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجتمعات،‭ ‬لكن‭ ‬بتفاوت‭ ‬وتناسب‭ ‬مختلف‭ ‬وعليه‭ ‬يكون‭ ‬دورنا‭ ‬تقليص‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬والتخلص‭ ‬منها‭.‬

وعرف‭ ‬ظاهرة‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭ ‬بأنه‭ ‬سلوك‭ ‬غير‭ ‬سوي‭ ‬قسري‭ ‬يشمل‭ ‬الاعتداء‭ ‬الجسدي‭ ‬والجنسي‭ ‬والنفسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬ويمارس‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬فرد‭ ‬يكون‭ ‬شريكا‭ ‬في‭ ‬الأسرة‭ ‬على‭ ‬الآخر‭ ‬لإحراز‭ ‬السلطة‭ ‬والسيطرة‭ ‬لمواصلة‭ ‬إخضاعه‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إحصائيات‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬أظهرت‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬3017‭ ‬حالة‭ ‬عنف‭ ‬أسري‭ ‬تقريبًا،‭ ‬منها‭ ‬660‭ ‬حالة‭ ‬عنف‭ ‬أسري‭ ‬يخضع‭ ‬الأزواج‭ ‬ضد‭ ‬الزوجات،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬دخلت‭ ‬في‭ ‬مبادرات‭ ‬مهمة‭ ‬لحماية‭ ‬المرأة‭ ‬وضمان‭ ‬سلامتها،‭ ‬كما‭ ‬أطلق‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬لحماية‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭.‬

وأكد‭ ‬انخفاض‭ ‬نسبة‭ ‬الزوجات‭ ‬البحرينيات‭ ‬المعنفات‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬البحرينيات‭ ‬المتزوجات‭ ‬بنسبة‭ ‬0,2%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ2018،‭ ‬كما‭ ‬انخفضت‭ ‬حالات‭ ‬العنف‭ ‬الجسدي‭ ‬ضد‭ ‬الزوجات‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬المتزوجات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بنسبة‭ ‬0,1%،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬جهودا‭ ‬متكاملة‭ ‬ومثمرة‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬للخفض‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭.‬

وطلب‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬وإعادة‭ ‬صياغته‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬تساءل‭ ‬علي‭ ‬العرادي‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭ ‬ظاهرة‭ ‬منتشرة،‭ ‬وعن‭ ‬كون‭ ‬القوانين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تحقق‭ ‬الردع‭ ‬الخاص‭ ‬والعام،‭ ‬كما‭ ‬تساءل‭ ‬عن‭ ‬هل‭ ‬نتوقع‭ ‬ان‭ ‬الجهات‭ ‬المكلفة‭ ‬قانونا‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬اتصل‭ ‬الى‭ ‬علمها‭ ‬او‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬مهنة‭ ‬طبية‭ ‬او‭ ‬تعليمية‭ ‬اذا‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬علمه‭ ‬ان‭ ‬الشخص‭ ‬امامه‭ ‬عنف‭ ‬اسريا‭ ‬هل‭ ‬سيمتنع‭ ‬عن‭ ‬التبليغ‭ ‬ولماذا‭ ‬سيمتنع‭ ‬عن‭ ‬التبليغ‭. ‬وأوضح‭ ‬العرادي‭ ‬أن‭ ‬ملاحظات‭ ‬اللجنة‭ ‬أن‭ ‬التشريعات‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كافية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التعديل‭ ‬يضعنا‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬فضفاض‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬يحمل‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬أوجه،‭ ‬والتشريع‭ ‬يقوض‭ ‬من‭ ‬الصلاحية‭ ‬لدى‭ ‬القاضي‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬العقوبة‭.‬

واتفق‭ ‬مع‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬بضرورة‭ ‬عودة‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬إلى‭ ‬اللجنة،‭ ‬متوقعًا‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬نص‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المقدم‭ ‬من‭ ‬الحكومة،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬التعديلات‭ ‬الأخرى‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬فرغت‭ ‬النص‭ ‬من‭ ‬هدفه‭ ‬الأساسي،‭ ‬وأصبح‭ ‬النص‭ ‬عصا‭ ‬مسلطة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أسباب‭ ‬وجيهة‭ ‬ومقنعة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا