رفح – (ا ف ب): ضمن مجموعات صغيرة، تدفق بشكل متواصل أمس رجال طردتهم إسرائيل إلى قطاع غزة ويسقط بعضهم على ركبتيه من شدة الإجهاد، لكنهم جميعا يريدون إظهار آثار احتجازهم في إسرائيل من علامات تقييد المعصمين إلى الرقم المربوط إلى كواحلهم.
بدأت إسرائيل أمس طرد آلاف الغزاويين الذين دخلوا إليها للعمل قبل السابع من أكتوبر، إلى قطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي وحشي.
وأكد بعضهم إنهم يجهلون إن كانت لا تزال لديهم عائلات أو منازل يذهبون إليها.
ويقول نضال عابد «منذ بداية الحرب سلمنا أنفسنا للجيش الإسرائيلي لأنهم أعلنوا سحب التصاريح منا، كنا مسجونين لا نعرف أي شي، اليوم أطلقوا سراحنا من السجن» مشددا على أن لا فكرة لديهم عن الوضع القائم.
والوضع الذي يتحدث عنه والذي بدأ قبل شهر تقريبا هو الحرب التي بدأت بعد هجوم غير مسبوق لحركة حماس ردا على الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة بحق الفلسطينيين ومقدساتهم.
ومنذ ذلك الحين تقصف إسرائيل من دون هوادة قطاع غزة الذي يسكنه نحو 2,4 مليون فلسطيني محاصرين ومحرومين من المياه والكهرباء والمواد الغذائية. واستشهد أكثر من 9227 غالبيتهم من المدنيين في العدوان الإسرائيلي بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وبعد ثلاثة أيام على عملية «طوفان الأقصى» ألغت إسرائيل 18500 تصريح عمل ممنوحة لفلسطينيين في قطاع غزة.
عند معبر كرم أبو سالم يمر هؤلاء العائدون من دون مقتنيات شخصية.
يروي ياسر مصطفى أبو طه إنه أوقف في أيام الحرب الأولى عندما كان في إسرائيل.
ويوضح «جاءت الشرطة واعتقلتنا، عذبونا بالكهرباء، وأطلقوا علينا الكلاب.. بعدها أخذونا إلى معسكر حيث وضعونا في مكان لا يصلح لإيواء الحيوانات».
على بعد مسافة قصيرة، يعرض رجال عدة أيديهم مع جروح لم تلتئم وكواحلهم التي طوقت بقيود بلاستيكية زرقاء مرقمة وقد حملت إحداها رقم 061962 وأخرى «062030».
ويشير رجل إلى معصميه اللذين لا يزالان يحملان أثار الجروح والضرب والقيود.
ويؤكد رمضان العيساوي «اعتقلونا 23 يوما في سجن عوفر» الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.
ويوضح «أقاموا هناك معسكر اعتقال، لا نعرف بأي وقت نموت فيه فقط نعيش بالماء».
ويروي «لا نعرف شيئا عن أهلنا ولا أهلنا يعرفون إن كنا أحياء أو أمواتا».
ويضيف «معنوياتنا دمرت. لو كنا خلال الحرب هنا لكان أهون علينا أن نموت مع أولادنا».
في أثناء توجهه إلى داخل قطاع غزة المدمر، يروي صبري فايز أبو قمرة أن «ما حدث لا يحكى، أفلام رعب ليس لها نهاية، ناس يطلقون عليهم الكلاب، ناس يؤخذون من بيننا للتحقيق لدى جهاز شين بيت (الأمن الداخلي) والاستخبارات العسكرية وكل أجهزة الأمن، الرشاشات.. نحن عمال لا نعرف أي شي لا نعرف سوى رزقنا».
ويضيف «نحن متنا مليون ميتة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك