مدير الأونروا في القطاع: علم الأمم المتحدة لم يعد كافيًا لحماية الفلسطينيين
غزة – الوكالات: في تواصل للعدوان الصهيوني على غزة أستشهد أمس 14 فلسطينيا على الأقل في قصف أثناء نزوحهم من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، كما استشهد وجرح العشرات في قصف مميت عند مدخل مستشفى الشفاء بغزة. في غضون ذلك أكّد مسؤول أممي في غزّة أن علم الأمم المتحدة لم يعد كافيًا لحماية الفلسطينيين الذين لجأوا إلى مدارس أممية في القطاع المحاصر والبالغ عددهم 600 ألف تقريبًا، مشيرًا إلى استشهاد 38 شخصًا فيها.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة في تصريح للصحفيين: «الاحتلال يرتكب مجزرة جديدة بحق النازحين المدنيين واستشهد 14 من المواطنين أطفال ونساء».
وبحسب شهود عيان، وقع القصف على شارع الرشيد الذي يربط شمال القطاع بجنوبه عبر الساحل.
ويظهر فيديو متداول على مواقع التواصل نحو عشر جثث ملقاة على الأرض وبعضها مضرج بالدماء.
منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر، أنذر جيش الاحتلال مرارا سكان شمال قطاع غزة حيث تتركز الضربات الإسرائيلية، بضرورة النزوح جنوبا، لكن لم تسلم أي منطقة في القطاع من القصف.
كما دعا المتحدث باسم وزارة الصحة فرق الصليب الأحمر إلى مرافقة قافلة سيارات إسعاف بعد ظهر أمس تنقل جرحى من مستشفى الشفاء في مدينة غزة إلى مستشفيات أخرى في الجنوب.
وقال القدرة «نحمّل العالم المسؤولية عن سلامة هذه السيارات في ضوء استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمركبات الفلسطينية على طريق الرشيد الساحلي».
وفي مجزرة أخرى فال مكتب الإعلام الحكومي في غزة «استهدف الاحتلال بصاروخ موكب سيارات الإسعاف الذي يقل مصابين قبل تحركه باتجاه معبر رفح في الجنوب».
وأكدت وزارة الصحة في غزة «ارتقاء عدد من المواطنين والعشرات من الجرحى جراء قصف إسرائيلي على مدخل مستشفى الشفاء الطبي بغزة».
وقال شاهد عيان لوكالة فرانس: «شاهدت خمس جثث تم نقلها إلى داخل المشرحة في المستشفى».
وقالت مصادر فلسطينية إن الطيران الإسرائيلي شن سلسلة هجمات على أطراف شمال ووسط قطاع غزة مستهدفا منازل سكنية ومقرات مدنية ما أسفر عن عدد من الشهداء والجرحى.
وانتشل عمال الإنقاذ ثلاثة شهداء على الأقل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة.
فيما استشهد 12 شخصا بينهم محمد أبو حطب مراسل تلفزيون فلسطين الرسمي في غارة إسرائيلية على منزل في خان يونس جنوب القطاع.
وبحسب وزارة الصحة في غزة فإن حصيلة الشهداء في قطاع غزة ارتفعت إلى 9061 بينهم 3760 طفلا و2326 سيدة فيما بلغ عدد المصابين أكثر من 32 ألفا بفعل هجمات إسرائيل الهمجية منذ السابع من الشهر الماضي.
في غضون ذلك أكّد مسؤول أممي في غزّة أمس أن علم الأمم المتحدة لم يعد كافيًا لحماية الفلسطينيين الذين لجأوا إلى مدارس أممية في القطاع المحاصر والبالغ عددهم 600 ألف تقريبًا، مشيرًا إلى مقتل 38 شخصًا فيها.
جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر، لجأ أكثر من 600 ألف شخص إلى مؤسسات تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أهمها مدارس.
وقال مدير الوكالة في قطاع غزّة توماس وايت عبر الفيديو «إنهم أشخاص يبحثون عن الحماية التي يؤمنها عَلَم الأمم المتحدة والقانون الإنساني الدولي».
وأضاف أمام ممثلي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة المجتمعين للاستماع إلى تقرير حول الوضع الإنساني في قطاع غزّة «الحقيقة أننا لا نستطيع حتى توفير الأمن لهم تحت راية الأمم المتحدة».
وتابع «أُصيبت أكثر من خمسين من منشآتنا بسبب النزاع، بينها خمس استُهدفت بشكل مباشر. وأعتقد أنه في آخر إحصاء، مات 38 شخصًا في ملاجئنا»، معربًا عن خشيته من أن يرتفع هذا العدد «بشكل كبير» لا سيّما في شمال قطاع غزة حيث أصبحت الوكالة الأممية عاجزة عن الاتصال بالعديد من مراكزها.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة «تبقى الأمل الوحيد لسكّان غزة اليوم»، مضيفًا «لا أريد أن أصل إلى اليوم الذي لن يرفع فيه علم الأمم المتحدة في غزة».
وقال أيضًا «خلال زيارتي لمختلف أنحاء غزّة في الأسابيع الأخيرة، كان المشهد مشهد موت ودمار»، مذكّرًا بمقتل ما لا يقلّ عن 72 من موظفي الأونروا منذ بداية الحرب.
ويعيش سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2,4 نسمة في وضع إنساني كارثي تحت القصف العنيف الذي تشنه إسرائيل متوعدة بـ «القضاء» على حركة حماس بعد الهجوم غير المسبوق الذي نفذته في السابع من أكتوبر.
وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس، إلى 9227، بينهم 3826 طفلا و2405 نساء.
وعلّق مسؤول الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن جريفيث «الله يعلم عدد (الشهداء) الآخرين الذين لم يتمّ إحصاؤهم أو الذين ما زالوا تحت الأنقاض».
وأضاف «النظام الصحي منهار» والأونروا «خارج الخدمة عمليًا».
وتابع «ما شهدناه خلال الأيام الـ 26 الماضية في إسرائيل والأراضي المحتلة ليس أقل من وصمة على ضميرنا الجماعي».
إلى ذلك أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس أن عناصرها «باغتوا قوة إسرائيلية شمال غرب بيت لاهيا وأجهزوا على 4 جنود من مسافة صفر».
وبينما أعلن جيش الاحتلال نجاح القوات البرية في تطويق مدينة غزة وشمال القطاع، صرح الناطق باسم كتائب القسام أن مقاتليها «دمروا» كتيبة دبابات تابعة للجيش الإسرائيلي على تخوم القطاع.
وقال الناطق «دمرنا كتيبة دبابات كاملة خلال الـ 48 ساعة الماضية، وقتلنا وأصبنا عددا من جنود العدو أكبر بكثير مما هو معلن حتى الآن».
وأضاف أن «مجاهدينا يواصلون في شمال غرب غزة، وجنوبها، وفي بيت حانون، التصدي لقوات الاحتلال، وتنفيذ هجمات ناجحة ضد آليّات الاحتلال وجنوده».
وارتفع عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا داخل غزة الى 23 وفقا لجيش الاحتلال.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك