معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال على مشارف غزة
جنيف –الوكالات: رأى خبراء أمميون من بينهم المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة أمس أن الشعب الفلسطيني «يواجه خطرا كبيرا للإبادة الجماعية»، في بيان مشترك صدر في جنيف.
وقال الخبراء المستقلون الذين لا يتحدثون نيابة عن الأمم المتحدة «مازلنا مقتنعين بأن الشعب الفلسطيني معرض لخطر الإبادة الجماعية».
وأكد الخبراء «لقد حان وقت العمل الآن. حلفاء إسرائيل يتحملون أيضا المسؤولية ويجب عليهم التصرف حالا لمنع نتائج مسار عملها الكارثي».
وأعرب الخبراء عن حالة من «الرعب المتصاعد» بإزاء الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مخيم جباليا. ووصفوها بأنها «انتهاك فاضح للقانون الدولي».
وبحسب الخبراء فإن «مهاجمة مخيم يؤوي مدنيين بينهم نساء وأطفال هو انتهاك كامل لقواعد التناسب والتمييز بين المقاتلين والمدنيين».
وكانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة قالت الأربعاء إن القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا للاجئين «قد يرقى إلى جرائم حرب».
ودعا الخبراء أيضا إلى «الإفراج الفوري عن جميع المدنيين المحتجزين» منذ هجوم حركة حماس في 7 اكتوبر.
وأكد الخبراء أنه «يجب على جميع الأطراف الامتثال لالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان».
وطالب الخبراء «بوقف إطلاق النار لدواع إنسانية الضمان وصول المساعدات إلى أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها» مؤكدين أن «وقف إطلاق النار يعني أيضا إمكانية فتح قنوات التواصل لضمان إطلاق سراح الرهائن».
بعدما قصفت القوات الإسرائيلية مدينة غزة من دون توقف خلال الليلة قبل الماضية، دخلت في معارك ضارية مع مقاتلي حماس أمس في اليوم الـ27 من الحرب بين الطرفين.
وقال قائد الجيش الإسرائيلي البريجادير جنرال إيتسيك كوهين «نحن على أبواب مدينة غزة».
وذكر سكان وأظهرت لقطات مصورة من الجانبين أن مقاتلين من حماس وحركة الجهاد يخرجون من أنفاق لإطلاق قذائف على الدبابات ثم يختفون مجددا في شبكة الأنفاق في عمليات أشبه بحرب العصابات في مواجهة جيش أقوى بكثير.
وقال أحد السكان «لم يتوقفوا أبدا عن قصف مدينة غزة طوال الليل ولم يتوقف المنزل عن الارتجاج... لكن في الصباح اكتشفنا أن القوات الإسرائيلية لا تزال خارج المدينة على مشارفها وهذا يعني أن المقاومة أعنف مما توقعوا».
وشدد ضباط إسرائيليون على صعوبة القتال في تلك الظروف وبدا أن استراتيجيتهم حتى الآن هي تركيز عدد كبير من القوات في شمال القطاع بدلا من اجتياح بري كامل.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه فقد 18 جنديا.
واندلعت أحدث حرب في الصراع الممتد منذ عقود عندما شنت حماس هجوما مباغتا على إسرائيل في السابع من أكتوبر ردا على الاعتداءات الصهيونية المتكررة بحق الفلسطينيين ومقدساتهم.
وبدأت إسرائيل بعدها ردا انتقاميا بقصف وضربات جوية عنيفة ومتواصلة على قطاع غزة المحاصر والمكتظ بالسكان إذ يقطنه 2.3 مليون نسمة مما أسفر حتى الآن عن استشهاد ما يزيد على تسعة آلاف، نحو نصفهم من الأطفال، وفقا للسلطات الصحية في غزة.
وقال سكان ومسؤولون في غزة إن ضربة جوية دمرت مجموعات من المنازل في مخيم البريج للاجئين وجرى انتشال 15 جثة من تحت الأنقاض. وكان الناس يبكون ويصرخون وهم يجمعون الجثث في بطانيات وكانوا يرددون «مذبحة، مذبحة».
ووسط تزايد المطالبات الدولية «بهدنة إنسانية» دون استجابة، تتدهور الظروف في القطاع الساحلي بشكل متزايد في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية والحصار المشدد. وتتضاءل الكميات المتاحة من الغذاء والوقود ومياه الشرب والأدوية.
وهناك تسرب في أنظمة الصرف الصحي، ويضطر البعض لشرب ماء مالح والمساعدات القليلة التي يسمح لها بالدخول لا تشكل إلا قسما يسيرا من الاحتياجات.
وتعاني المستشفيات وتوقف أكثر من ثلثها عن العمل بسبب نقص الوقود.
وقالت جمعية العون الطبي للفلسطينيين وهي مؤسسة خيرية «الوضع فاق وصف الكارثي في مستشفيات غزة»، واصفة الممرات المكتظة بالمصابين والمرضى وتضاؤل الوقود واحتماء نازحين في المستشفيات وفقد المسعفين والأطباء أنفسهم لمنازلهم وأحبائهم.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن مولد الكهرباء الرئيسي في المستشفى الإندونيسي لم يعد يعمل بسبب نقص الوقود.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك