الأمـم الـمـتـحـدة: قصف المخيم قد يرقى إلى جرائم حرب
فيما يتواصل القصف على عدة مناطق في قطاع غزة، أعلنت وزارة الصحة في غزة أمس سقوط عشرات الشهداء والجرحى في قصف إسرائيلي على مخيم جباليا للاجئين، غداة قصف إسرائيلي على المنطقة ذاتها أودى بحياة خمسين شخصاً على الأقل.
أكدت وسائل إعلام فلسطينية امس مقتل وإصابة عشرات المواطنين جراء قصف إسرائيلي عنيف استهدف حيا سكنيا في منطقة الفالوجا في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» إن «الحصيلة الأولية لاستهداف المربع السكني في منطقة الفالوجا بمخيم جباليا بعدة صواريخ تقدر بالعشرات، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وهناك تخوف من ارتقاء المزيد، كون المخيم يكتظ بمئات السكان والنازحين».
وأضافت أن «هذه هي المجزرة الثانية التي يرتكبها الاحتلال في المخيم في أقل من 24 ساعة».
ومن جانبه، وصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث الهجوم على مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة بأنه عمل وحشي.
وجاء في بيان جريفيث أن «التقارير تفيد بمقتل عشرات المدنيين في غزة في أعقاب الهجمات الأخيرة على مخيم جباليا للاجئين. وهذه ليست سوى أحدث الفظائع التي حلت بسكان غزة، حيث دخل القتال مرحلة أكثر فظاعة مع تدهور الوضع الإنساني على نحو متزايد».
وفي وقت لاحق من أمس اعتبرت المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن القصف الإسرائيلي لمخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة «قد يرقى إلى جرائم حرب».
وجاء في منشور للمفوضية على منصة «إكس» أنه «نظرا للعدد الكبير من الضحايا المدنيين وحجم الدمار بعد الضربات الجوية الإسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين، لدينا مخاوف جديّة من أن هذه هجمات غير متناسبة يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب».
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان إن «جيش الاحتلال وأكثر من مسؤول إسرائيلي ادعوا أن قصف مخيم جباليا بالأمس بست قنابل ضخمة تزن كل واحدة منها طنا، جاء على خلفية استهداف أحد القادة الميدانيين، هذا القصف الوحشي الذي دمر منطقة سكنية كاملة وسوّاها بالأرض فوق رؤوس المواطنين وخلف أكثر من 400 شهيد والعشرات تحت الأنقاض، بالإضافة لعشرات الجرحى والمصابين».
وأضاف البيان: «ما ارتكبته دولة الاحتلال في هذه المجزرة البشعة هو امتداد لسياسة إسرائيلية تعني أن الشعب برمته لا يعني شيئا في القرار العسكري الإسرائيلي، وأن مجلس الحرب الإسرائيلي يعتبر جميع المواطنين الفلسطينيين مستهدفين».
من جانبه اتهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أمس إسرائيل بارتكاب «المجازر الوحشية» للتغطية على «هزيمتها المدوية».
وقال رئيس المكتب السياسي للحركة في خطاب متلفز «نؤكد للعدو الصهيوني... أن محاولاتهم البائسة للتغطية على فشلهم بارتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين العزل بكل خسة ونذالة لن ينقذكم من الهزيمة المدوية في طوفان الأقصى». وأكد هنية «لن ينعم الإقليم أو خارجه بالأمن والاستقرار طالما لم تتحقق حقوق شعبنا بالحرية والاستقلال والعودة».
قال هنية إن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة يتعرضون لنفس «الدمار والموت» الذي يتعرض له الفلسطينيون.
وأعلنت حماس مقتل سبعة رهائن بينهم ثلاثة يحملون جوازات سفر أجنبية في القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا.
وأدانت السعودية فجر أمس «بأشدّ العبارات» الغارة الاسرائيلية على مخيّم جباليا، محذّرة من «كارثة إنسانية يتحمّل مسؤوليتها الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي». وقد بلغت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ الـ7 من أكتوبر الجاري 8796 شهيدا من بينهم 3648 طفلا و2290 امرأة، و22219 جريحا. وأشارت وزارة الصحة في غزة إلى أن حصيلة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مخيم جباليا أمس وحده «تجاوزت 400 شهيد وجريح» وأن كثيرين من سكان المربع السكني المستهدف ما زالوا تحت الأنقاض.
أعلن الجيش الإسرائيلي ارتفاع حصيلة قتلاه في غزة إلى 16جنديا، خلال الساعات الـ 24 الماضية جراء المواجهات المباشرة مع مقاتلي «القسام».
في الوقت ذاته يعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تدريجيا عن قتلى بين صفوف عسكرييه، حيث أعلن أمس عن مقتل جندي الجندي بقصف بقذائف الهاون أطلقها مقاتلون نحو القوات الإسرائيلية.
وأشار بيان آخر قبل ساعات إلى مقتل جندي إسرائيلي آخر جديدا متأثرا بجروح أصيب بها جراء إعطاب ناقلة جند كان على متنها.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أمس، إن الجيش أبلغ عائلات 326 جنديا بمقتلهم.
ونشر الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من أمس أسماء 9 جنود قتلوا الثلاثاء شمال قطاع غزة، حيث أطلقت قذائف مضادة للدروع على عربة مدرعة كانت تحمل جنودا من لواء غفعاتي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك