تغطية - أحمد عبدالحميد
تصوير- عبدالأمير السلاطنة
من قلب العاصمة البحرينية المنامة، شارك سفراء أكثر من 26 دولة عربية وإسلامية وأجنبية في اجتماع تضامني مع الشعب الفلسطيني داخل السفارة الفلسطينية بالبحرين، مطالبين بضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على أهالي غزة.
ونوه السفير طه محمد عبدالقادر، سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين بالموقف التضامني الذي عبر عنه سفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدة لدى مملكة البحرين وسفراء الدول الصديقة ومنها روسيا وتركيا والبرازيل وتايلاند واليابان ونيبال وغيرها من الدول التي ساندت أهالي غزة.
وأكد السفير الفلسطيني لـ «أخبار الخليج» أن من تابع جلسات مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، يجد أن هناك إصرارا من الاحتلال الإسرائيلي على أن يبقى فوق القانون الدولي، وألا يلتزم بالمساءلة والعدالة الدولية، معتمدا على الدعم غير المنطقي والمطلق من الولايات المتحدة الأمريكية، لافتا إلى أن الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية حاولت إعطاء ضوء أخضر كامل لهذا الكيان بأن يرتكب حرب إبادة كاملة في قطاع غزة وفي كل أنحاء فلسطين، بما ذلك من قتل نساء وأطفال وشيوخ.
ووصف ما يجري على يد الاحتلال حاليا في قطاع غزة بأنه حرب إبادة وارتكاب لمجازر يومية بحق الشعب الفلسطيني، وللأسف المجتمع الدولي يكرس هذه النظام ويعطي الغطاء الكامل لدولة الاحتلال، مؤكدا أن جميع الدول العربية والإسلامية والأسيوية وكثيرا من دول العالم الحر تحاول وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وتأمين ممرات آمنة لمساعدات إنسانية لشعبنا الفلسطيني ولكن للأسف كل مرة تصطدم هذه المحاولات بالإصرار الأمريكي المدعوم من بعض الدول الغربية على مساندة هذا العدوان وعدم إقامة العدالة وحماية الإنسانية في العالم.
وأضاف السفير طه عبدالقادر إننا الفلسطينيين ومنذ 75 عاما نواجه هذا الاحتلال، ونقوم بواجباتنا النضالية لمقاومة الاحتلال، ولن نستسلم ولن نرفع الراية البيضاء، رغم كل الخسائر الكبيرة التي لا يستطيع عقل بشري تصورها، ولكننا لا نتخلى عن الصمود والاستمرار في نضالنا ومقاومتنا حتى ننال الحرية ونقيم دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وحول الاجتماع التضامني مع مختلف السفراء، أوضح السفير الفلسطيني أن هذا الاجتماع أكد أن القضية الفلسطينية وشعبنا في قطاع غزة يحظون بتعاطف كامل من مختلف السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى مملكة البحرين، وهو ما يدل على أن هذه الدول تستشعر حجم المأساة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني ليس في قطاع غزة فحسب ولكن في القدس وكل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية.
وأشار إلى استشهاد أكثر من 7000 شهيد في قطاع غزة حتى اليوم 70% منهم أطفال ونساء وفي الضفة الغربية استشهد أكثر من 120 شهيدا، مشددا على أهمية الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي وفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية لتأمين الاحتياجات الإنسانية والطبية والغذائية لشعبنا في قطاع غزة.
وشدد على أهمية الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لبحث القضية الفلسطينية ليس على الطريقة الأمريكية التي تريد فرض حلول استسلامية على شعبنا، وهو ما لن نقبل به، لأننا نريد تطبيق القرارات الأممية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والالتزام بالاتفاقيات التي تم توقيعها مع الاحتلال حتى نقيم دولتنا المستقلة.
وأعرب السفير الفلسطيني عن تقديره للموقف المتميز لمملكة البحرين من القضية الفلسطينية، والذي كان على مستوى المسؤولية الكبرى التي تقع على كاهل الأمة العربية والإسلامية، حيث كان حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم من المبادرين بتأكيد موقف البحرين الثابت في دعم القضية الفلسطينية وأن تبقى القضية المركزية للعالمين العربي والإسلامي.
وأشار إلى أن الكلمة السامية التي ألقاها جلالته في مؤتمر القاهرة، عكست الالتزام العربي بألا يتم السماح بتهجير الشعب الفلسطيني سواء من قطاع غزة إلى سيناء أو من الضفة الغربية إلى الأردن، وأكد جلالته أن هذه أرض الآباء والأجداد الفلسطينيين، بالإضافة إلى إشارة جلالته بأنه لا أمن ولا استقرار في منطقة الشرق الأوسط من دون حل القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وهو موقف لقي ترحيبا واسعا لدى الشعب الفلسطيني، وهو الموقف الذي أكده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء في جلسات الحكومة البحرينية مرارا، وهو موقف البحرين الثابت.
وثمن السفير الفلسطيني عاليا حرص جلالة الملك المعظم على طرح القضية الفلسطينية في جولاته الخارجية التي تمت مؤخرا سواء في الدول الأوروبية والعربية، ليرفع الصوت عاليا نصرة لشعب فلسطين وأهالي غزة، لوقف المجازر بحقهم.
بدوره قال عميد السلك الدبلوماسي، سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى مملكة البحرين رامي العدوان لـ «أخبار الخليج» إن الوقفة التضامنية التي عبر عنها عديد من السفراء في السفارة الفلسطينية بمملكة البحرين، أكدت إدانة قتل الأطفال والنساء في غزة، مشيرا إلى أن هذا موقف موحد من الجميع.
وأعرب السفير العدوان عن شكره وتقديره لموقف مملكة البحرين، ملكا وحكومة وشعبا، تجاه الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الجميع يشدد على ضرورة إيقاف الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، وضرورة الإيقاف الفوري للحرب وأن يكون هناك ممرات إنسانية لمساعدة أهالي غزة، ونحذر من تطور الأوضاع في المنطقة.
وتابع عميد السلك الدبلوماسي قائلا: ما يحصل في غزة هي مجازر ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، مقابل صمت دولي واسع، ونؤكد أن حياة الفلسطينيين لا تقل أهمية عن حياة الآخرين، ولا بد أن تقام الدولة الفلسطينية المستقلة، وأن يحصل الشعب الفلسطيني على كل حقوقه المشروعة حتى تنعم هذه المنطقة بالسلام والاستقرار والازدهار، مشيرا إلى أن الأردن حذر مرارا من أن عدم حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، سيؤدي إلى تفجر الأوضاع.
بدوره أكد السيد أدريانو سيلفا بوتشي سفير جمهورية البرازيل الاتحادية المعين لدى مملكة البحرين، أن بلاده تؤمن بأهمية إحياء عملية السلام، وإحياء عملية التفاوض بين الجانبين، وذلك لتجنب الصراع، ولحماية المدنيين وإدانة الهجمات التي تستهدفهم، مشيرا إلى أهمية البحث عن حلول وفقا لقرارات الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي، لضمان الأمن والاستقرار لهذه المنطقة.
وقال السفير البرازيلي الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن إن مشاركته في الوقفة التضامنية في السفارة الفلسطينية تأتي تأكيدا لإدانة استهداف المدنيين ومن بينهم 3 مواطنين برازيليين لقوا حتفهم خلال الصراع، ونحن نتطلع إلى إعادة المفاوضات بين الطرفين، وهو ما سعت إليه البرازيل من خلال القرار الذي قدمته إلى مجلس الأمن ولم يتم تمريره على الرغم من حصوله على تأييد واسع من قبل أعضاء مجلس الأمن.
وأشار إلى أنه خلال ترؤس البرازيل لدورة مجلس الأمن الحالية تمت إقامة جلسات مناقشات حول الوضع في الشرق الأوسط، ونحن على ثقة أنه في ظل وجود نوايا طيبة من كل البلدان سوف نستطيع أن نخطو خطوات إيجابية نحو السلام.
وحمل أليكسي سكوسيريف، سفير روسيا الاتحادية لدى مملكة البحرين الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية فشل مجلس الأمن في إصدار قرار بوقف إطلاق النار في غزة، وتسيير إدخال المساعدات الإنسانية إلى أهلها، وإنهاء هذه المأساة، لافتا إلى أن ما حدث في السابع من أكتوبر الجاري هو نتيجة 7 عقود مما شهدته القضية الفلسطينية من جمود.
وأشار إلى أن حصار غزة التي يسكنها أكثر من 2 مليون شخص نصفهم من الأطفال والنساء، وعرقلة إدخال المساعدات الإنسانية لهم، بدعوى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ورفض إدانة كل ما يمارس من قتل واستهداف للمدنيين، يؤكد أن القوى الغربية في مجلس الأمن بهذا الأسلوب تنظر نظرة أحادية للوضع إلى جانب إسرائيل وحدها.
جدير بالذكر أن السفير خليل الخياط ممثل عن وزارة الخارجية إلى جانب السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية الذين حضروا الاجتماع التضامني وهم ممثلو لبنان، سوريا، الأردن، مصر، تونس، الجزائر، المغرب، سلطنة عمان، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، اليمن، العراق، الهند، بنجلاديش، باكستان، سلطنة بروناي، سريلانكا، نيبال، كوريا الجنوبية، اليابان، إندونيسيا، ماليزيا، تايلاند، روسيا، الصين، تركيا، البرازيل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك