بكين – (أ ف ب): أعلنت الصين أمس الثلاثاء أنّ وزير خارجيتها أكّد لنظيره الإسرائيلي أنّ «لكلّ الدول» الحقّ في الدفاع عن نفسها، وذلك في أول اتّصال يجري بين الوزيرين منذ اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس قبل أكثر من أسبوعين. ونقلت وزارة الخارجية الصينية في بيان عن الوزير وانغ يي قوله لنظيره الإسرائيلي إيلي كوهين إنّ «كلّ الدول لديها الحقّ في الدفاع عن النفس»، مشدّداً على أنّه في الوقت نفسه يتعيّن على هذه الدول «الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحماية سلامة المدنيين».
وأكّد الوزير الصيني لنظيره الإسرائيلي أنّ بكين «ستبذل قصارى جهدها» لدعم الجهود «التي تؤدّي إلى السلام». شنّت حركة حماس في السابع من أكتوبر هجوماً مباغتاً على إسرائيل هو الأعنف في تاريخ الدولة العبرية أسفر عن سقوط أكثر من 1400 قتيل في إسرائيل، معظمهم مدنيون، بحسب السلطات الإسرائيلية. كما اقتاد مقاتلو حماس معهم لدى انسحابهم إلى القطاع 222 شخصاً احتجزوهم رهائن وبينهم أجانب.
بالمقابل، قُتل في قطاع غزة أكثر من خمسة آلاف شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم أكثر من ألفي طفل، جراء القصف الإسرائيلي على القطاع، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس. وإثر الهجوم تعهّدت إسرائيل القضاء على حماس وبدأت تدكّ غزة بالصواريخ والقذائف والقنابل تمهيداً لشنّ هجوم برّي على القطاع. ولم تصدر عن الصين إدانة صريحة لهجوم حماس. وأعربت واشنطن عن أملها في أن تساعد علاقة الصداقة التي تربط بكين بطهران التي تدعم حركة حماس في تهدئة النزاع، ولا سيّما أنّ الصين توسّطت هذا العام بين إيران والسعودية وأثمرت وساطتها انفراجه مفاجئة في العلاقات بين البلدين المتنافسين.
وبحسب بيان وزارة الخارجية الصينية، فقد أكّد وانغ لكوهين أنّ «المهمّة الأكثر إلحاحاً الآن هي منع الوضع من التفاقم أكثر ومن أن يؤدّي إلى كارثة إنسانية أكثر خطورة». كما كرّر الوزير الصيني تأكيد موقف بلاده القائل إنّ حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. وأكّد الوزير الصيني أنّ بكين «تأمل بصدق في أن يتمّ حلّ القضية الفلسطينية بطريقة شاملة وعادلة على أساس حلّ الدولتين، وأن تتمّ معالجة المخاوف الأمنية المشروعة لجميع الأطراف بشكل حقيقي ومعمّق». وتحدث وانغ يوم الإثنين أيضا مع نظيره في السلطة الفلسطينية رياض المالكي وأكد له أن بكين «تعبر بصدق عن تعاطفها مع الجانب الفلسطيني».
وقال وانغ للمالكي إن «ما يحتاج إليه سكان غزة في الوقت الحاضر هو الأمن والغذاء والدواء، وليس الحرب والأسلحة والذخائر». وأضاف أن «ما يحتاج إليه قطاع غزة أكثر من غيره هو الجهود الرامية إلى وقف الحرب وتعزيز السلام وليس الحسابات الجيوسياسية». وأكد أن «الجانب الصيني قام دائما بحملة من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء العنف، ودعا إلى العودة إلى السلام». ويزور المبعوث الصيني للشرق الأوسط تشاي جون المنطقة هذا الأسبوع في جولة قالت بكين إنها تهدف إلى «التهدئة». وفي كلمته أمام «قمة السلام» التي استضافتها مصر السبت، دعا تشاي إلى «وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء القتال في أسرع وقت ممكن». وقد قام حتى الآن بزيارة قطر التي تستضيف مكتبا سياسيا لحماس - والإمارات العربية المتحدة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك