العريش – (أ ف ب): ما إن تطفئ الطائرات العسكرية محركاتها إثر هبوطها بمطار العريش بشمال سيناء حتى يهرع العاملون لتفريغ شحنات المساعدات المرسلة إلى قطاع غزة المحاصر والمعرض للقصف اليومي منذ أسبوعين.
وبين جلبة إصدار الأوامر وهدير الرافعات تُحمل الشحنات القادمة من بلدان عدة وتضم الغذاء والدواء على شاحنات تتوجه بعد ذلك إلى معبر رفح الحدودي، منفذ قطاع غزة الوحيد على العالم الخارجي غير الخاضع لسلطة إسرائيل التي أغلقت كافة معابرها وفرضت حصارًا مطبقًا على القطاع منذ السابع من أكتوبر.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع تخطت الخمسة آلاف شهيد، معظمهم مدنيون، بينهم 2055 طفلا.
ومنذ أيام، تهبط طائرات الشحن المرسلة من بلدان عربية وأجنبية في مطار العريش الذي خصصته مصر لتلقي المساعدات المرسلة إلى غزة ويبعد نحو 45 كيلومترا من المعبر الحدودي.
واضطر العديد من الشاحنات إلى الانتظار أياما أمام المعبر أو في مدينة العريش قبل أن يُفتح معبر رفح يوم السبت لأول مرة بعد 15 يوما من الحصار الكامل وقطع الماء والغذاء والكهرباء عن القطاع الذي يقطنه 2.4 مليون شخص.
ومنذ يوم السبت عبرت ثلاث قوافل مساعدات إلى القطاع المحاصر ضمت نحو 50 شاحنة في وقت أشارت فيه الأمم المتحدة إلى أن سكان غزة يحتاجون إلى 100 شاحنة يوميا.
ويوم الأحد وفي أقل من ساعة هبطت بمطار العريش طائرتان قطريتان وطائرة هندية سارع العشرات من العاملين بمنظمة الهلال الأحمر المصري لتفريغها.
وقال عامل الإغاثة في صندوق قطر للتنمية يوسف الملا لوكالة فرانس برس إن الدوحة أرسلت أكثر من 100 طن من المساعدات الموجهة إلى غزة منذ بداية الأزمة.
وأضاف الملا الذي وصل على متن واحدة من الرحلتين القطريتين: «هذه هي الرحلة الرابعة التي نرسلها إلى العريش»، موضحا أن الشحنة الأولى ضمّت «37 طنا أرسلت على رحلتين، وهاتان الرحلتان تحملان نحو 86 طنا من المساعدات».
ومن بين الشاحنات التي تحمل المساعدات القطرية عبرت شاحنتان فقط معبر رفح في اتجاه غزة حتى يوم الأحد، بحسب ما أفاد الملا الذي يأمل دخول جميع الإمدادات، مشيرًا إلى أن التأخير سينعكس في إبطاء الإرسال من الدوحة إلى حين عبور المساعدات المكدسة في العريش ورفح.
وقال إن المساعدات في الدوحة «جاهزة للإرسال في أي وقت».
ووصف منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن جريفيث، عبر حسابه على منصة إكس، المساعدات التي يتم تسليمها إلى غزة بأنها «بصيص أمل صغير»، وأكد أن سكان القطاع «يحتاجون إلى المزيد والمزيد».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك