العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

بحضور دولي مميز.. «أمانة التظلمات» تحتفل بالذكرى الـ10 للتدشين

كتب‭ - ‬إسلام‭ ‬محفوظ تصوير‭ - ‬محمد‭ ‬سرحان

الخميس ١٩ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

أكد‭ ‬نواف‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬المعاودة‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف،‭ ‬أن‭ ‬إنشاء‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للتظلمات‭ ‬جاء‭ ‬ضمن‭ ‬منظومة‭ ‬العمل‭ ‬المؤسسي‭ ‬الذي‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬العدالة‭ ‬وسيادة‭ ‬القانون،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تأكيده‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سلسلة‭ ‬متواصلة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬التنفيذية‭ ‬التي‭ ‬رفعت‭ ‬مقام‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬مصاف‭ ‬دول‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬احترام‭ ‬قيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وجعلتها‭ ‬سباقة‭ ‬في‭ ‬محيطها‭ ‬العربي‭ ‬والإقليمي،‭ ‬في‭ ‬استراتيجيةٍ‭ ‬مستمرةٍ‭ ‬ومتطورةٍ‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬بل‭ ‬تستجيب‭ ‬دومًا‭ ‬لتطلعات‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني،‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وتضمن‭ ‬له‭ ‬حقوقه‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬كافة،‭ ‬ضمن‭ ‬الإطار‭ ‬الأوسع‭ ‬الذي‭ ‬رسخه‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬وبدعم‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭.‬

 

‭ ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬خلال‭ ‬كلمة‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬افتتاح‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬تنظمه‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للتظلمات‭ ‬بمناسبة‭ ‬الذكرى‭ ‬العاشرة‭ ‬على‭ ‬تدشينها،‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬فاعلية‭ ‬أمناء‭ ‬التظلمات‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬المؤسسي‭ ‬ودورهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يقام‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬يومين،‭ ‬بحضور‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الوزراء،‭ ‬ورؤساء‭ ‬أجهزة‭ ‬وهيئات‭ ‬حكومية‭ ‬وطنية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬الشخصيات‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬يمثلون‭ ‬رؤساء‭ ‬لمكاتب‭ ‬واتحادات‭ ‬أمناء‭ ‬تظلمات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬تمثيل‭ ‬عال‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭.‬

ووجه‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬التهنئة‭ ‬إلى‭ ‬غادة‭ ‬حميد‭ ‬حبيب‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للتظلمات‭ ‬كونها‭ ‬أول‭ ‬سيدة‭ ‬تشغل‭ ‬هذا‭ ‬المنصب،‭ ‬كما‭ ‬هنأ‭ ‬مديري‭ ‬الإدارات‭ ‬وجميع‭ ‬منتسبي‭ ‬وأعضاء‭ ‬الأمانة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬نجاح‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للتظلمات‭ ‬طوال‭ ‬الأعوام‭ ‬الماضية‭ ‬هو‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬مصدر‭ ‬فخر،‭ ‬لكنه‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬حجم‭ ‬المسؤولية‭ ‬الكبيرة‭ ‬الملقاة‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬والارتقاء‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬أوسع،‭ ‬وأكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬الاستجابة‭ ‬للتحديات‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬أي‭ ‬مؤسسة‭ ‬عامة،‭ ‬ولاسيما‭ ‬المؤسسات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بأهم‭ ‬منظومة‭ ‬قيمية‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الأفراد‭ ‬والمجتمعات‭ ‬وهي‭ ‬منظومة‭ ‬العدالة‭ ‬والإنصاف‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬أكدت‭ ‬غادة‭ ‬حميد‭ ‬حبيب‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للتظلمات،‭ ‬أن‭ ‬إنشاء‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للتظلمات‭ ‬ارتبط‭ ‬ارتباطًا‭ ‬وثيقًا‭ ‬بقيم‭ ‬التحضر‭ ‬والمدنية‭ ‬التي‭ ‬صبغت‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬آماد‭ ‬طويلة،‭ ‬والتي‭ ‬توجت‭ ‬بالمشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬وبدعم‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬ذلك‭ ‬المشروع‭ ‬الرائد‭ ‬الذي‭ ‬فتح‭ ‬آفاقًا‭ ‬واعدة‭ ‬للتطور‭ ‬والنمو‭ ‬والازدهار،‭ ‬ورسخ‭ ‬لآلية‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬مفاهيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وجعلها‭ ‬جزءًا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬المنظومة‭ ‬القيمية‭ ‬والإدارية‭ ‬لمؤسسات‭ ‬الدولة،‭ ‬مرتكزًا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬روح‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬الجامعة‭ ‬فأنتج‭ ‬لنا‭ ‬نموذجًا‭ ‬فريدا‭ ‬يُحتذى‭ ‬به‭.‬

وأضافت‭ ‬أن‭ ‬إنشاء‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للتظلمات‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬التشريعية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬والإدارية‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ضمن‭ ‬مشروعها‭ ‬الديمقراطي‭ ‬والتنموي‭ ‬الشامل،‭ ‬ومثلت‭ ‬نقلةً‭ ‬نوعيةً‭ ‬مشهودةً‭ ‬ارتقت‭ ‬باحترام‭ ‬قيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬العام،‭ ‬ووصلت‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬مصاف‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬المعيارية‭ ‬الدولية،‭ ‬مشيرةً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للتظلمات‭ ‬وضعت‭ ‬منذ‭ ‬الأيام‭ ‬الأولى‭ ‬أسس‭ ‬وقواعد‭ ‬لعملها،‭ ‬عبر‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬الدولية‭ ‬المتبعة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مكاتب‭ ‬أمناء‭ ‬التظلمات،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬خبرات‭ ‬مؤسسات‭ ‬دولية‭ ‬عريقة‭ ‬مماثلة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الاختصاصات،‭ ‬ونتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬عضوية‭ ‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬لأمناء‭ ‬التظلمات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬المؤسسين‭ ‬لجمعية‭ ‬أمناء‭ ‬تظلمات‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭.‬

واختتمت‭ ‬غادة‭ ‬حميد‭ ‬حبيب‭ ‬كلمتها‭ ‬بتوجيه‭ ‬الشكر‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للتظلمات،‭ ‬ودعمها‭ ‬بمختلف‭ ‬الصور‭ ‬والوسائل،‭ ‬وخصت‭ ‬بالشكر‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬ركن‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬وقيادات‭ ‬الوزارة،‭ ‬ونواف‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬المعاودة‭ ‬باعتباره‭ ‬أول‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬للتظلمات،‭ ‬وأسامة‭ ‬أحمد‭ ‬العصفور‭ ‬كأول‭ ‬نائب‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬للتظلمات،‭ ‬ولكل‭ ‬الرواد‭ ‬الأوائل‭ ‬وجميع‭ ‬منتسبي‭ ‬الأمانة‭ ‬الذين‭ ‬عملوا‭ ‬بكل‭ ‬تفانٍ‭ ‬وإخلاص‭ ‬في‭ ‬حقبة‭ ‬التأسيس،‭ ‬باذلين‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬لديهم‭ ‬من‭ ‬خبرات‭ ‬ومهارات‭ ‬احترافية،‭ ‬لتحقيق‭ ‬أعلى‭ ‬مستويات‭ ‬الجودة‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الجمهور‭.‬

من‭ ‬ناحيته،‭ ‬أعرب‭ ‬كريس‭ ‬فيلد‭ ‬رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬لأمناء‭ ‬التظلمات‭ ‬وأمين‭ ‬التظلمات‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬أستراليا،‭ ‬عن‭ ‬سعادته‭ ‬بحضوره‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬بمناسبة‭ ‬الذكرى‭ ‬السنوية‭ ‬العاشرة‭ ‬لتأسيس‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للتظلمات،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬مؤسسات‭ ‬أمناء‭ ‬التظلمات،‭ ‬تسعى‭ ‬أينما‭ ‬وجدت‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نصيرة‭ ‬للمبادئ‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬المجتمعات‭ ‬أكثر‭ ‬عدالة‭ ‬وأكثر‭ ‬نجاحًا،‭ ‬موجهًا‭ ‬شكره‭ ‬إلى‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للتظلمات‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كونها‭ ‬نصيرة‭ ‬لهذه‭ ‬المبادئ،‭ ‬قائلاً‭ ‬إنها‭ ‬تجسد‭ ‬المبادئ‭ ‬والممارسات‭ ‬الحديثة‭ ‬لأمناء‭ ‬التظلمات،‭ ‬والقيام‭ ‬بذلك‭ ‬بطريقة‭ ‬تعكس‭ ‬ثراء‭ ‬وتنوع‭ ‬ونجاح‭ ‬ثقافة‭ ‬البحرين‭ ‬وتراثها‭ ‬الطويل‭.‬

‭ ‬وتطرق‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬خطط‭ ‬تطوير‭ ‬عمل‭ ‬مكاتب‭ ‬أمناء‭ ‬التظلمات‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أنه‭ ‬سيعمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬وعدين‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬القادم‭ ‬2024م،‭ ‬الأول‭ ‬يتعلق‭ ‬بمضاعفة‭ ‬المبلغ‭ ‬الحالي‭ ‬لتمويل‭ ‬مكاتب‭ ‬أمناء‭ ‬التظلمات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬آسيا،‭ ‬والتي‭ ‬تعتبر‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للتظلمات‭ ‬بالبحرين‭ ‬عضوًا‭ ‬فيه،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬الاعتراف‭ ‬بحقيقة‭ ‬أن‭ ‬منطقة‭ ‬آسيا‭ ‬هي‭ ‬المنطقة‭ ‬الأكثر‭ ‬اكتظاظا‭ ‬بالسكان‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وتحوي‭ ‬عددًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬مكاتب‭ ‬أمناء‭ ‬التظلمات‭ ‬الذين‭ ‬يقومون‭ ‬بعمل‭ ‬حيوي،‭ ‬والثاني‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬اعتماد‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬كإحدى‭ ‬اللغات‭ ‬الرسمية‭ ‬للمعهد‭ ‬الدولي‭ ‬لأمناء‭ ‬التظلمات،‭ ‬باعتباره‭ ‬أمرًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬مكاتب‭ ‬أمناء‭ ‬التظلمات‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

كما‭ ‬تطرق‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬لأمناء‭ ‬التظلمات،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أنه‭ ‬يمثل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬مؤسسة‭ ‬لأمناء‭ ‬التظلمات‭ ‬فيما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬100‭ ‬دولة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬عبر‭ ‬ست‭ ‬مناطق‭ ‬عالمية،‭ ‬ويدعم‭ ‬المعهد،‭ ‬مكاتب‭ ‬أمناء‭ ‬التظلمات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التدريب‭ ‬وتمويل‭ ‬المشاريع‭ ‬وتبادل‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات،‭ ‬ويستمر‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬عمل‭ ‬مكاتب‭ ‬التظلمات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مذكرة‭ ‬التفاهم‭ ‬التي‭ ‬أبرمها‭ ‬مؤخرًا‭ ‬مع‭ ‬معهد‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتدريب‭ ‬والبحث‭ ‬ومشروعه‭ ‬الرئيسي‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية‭.‬

بدوره،‭ ‬وجه‭ ‬شريف‭ ‬مالقوج‭ ‬رئيس‭ ‬مؤسسة‭ ‬ديوان‭ ‬المظالم‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬‮«‬الأومبودسمان‮»‬‭ ‬ورئيس‭ ‬جمعية‭ ‬أمناء‭ ‬التظلمات‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬بمنظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ (‬OICOA‭)‬،‭ ‬الشكر‭ ‬للأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للتظلمات‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬استضافة‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر،‭ ‬متمنيًا‭ ‬للأمانة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬عملها‭ ‬المستقبلية،‭ ‬ثم‭ ‬تناول‭ ‬فكرة‭ ‬ديوان‭ ‬التظلمات‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الإسلامي‭ ‬بمسمياته‭ ‬المتعددة‭ ‬وعبر‭ ‬مختلف‭ ‬الحقب‭ ‬والعصور‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬العدالة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬المفاهيم‭ ‬التي‭ ‬وردت‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬توضيحه‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬الأحاديث‭ ‬النبوية،‭ ‬وأن‭ ‬ضمان‭ ‬السلام‭ ‬والرضا‭ ‬للناس‭ ‬كان‭ ‬أولوية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنشاء‭ ‬مؤسسات‭ ‬مهمة‭ ‬مثل‭ ‬دواوين‭ ‬التظلمات،‭ ‬التي‭ ‬تطورت‭ ‬عبر‭ ‬الأزمة‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬شكلها‭ ‬المؤسسي‭ ‬الحديث،‭ ‬والدور‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والهدوء‭ ‬والرفاهية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ترسيخ‭ ‬العدالة،‭ ‬حيث‭ ‬يؤدي‭ ‬أمين‭ ‬التظلمات‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬في‭  ‬إنشاء‭ ‬علاقة‭ ‬صحية‭ ‬وقوية‭ ‬بين‭ ‬الجمهور‭ ‬والدولة،‭ ‬كما‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الشفافية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التفتيش‭ ‬على‭ ‬الإدارة‭ ‬والإداريين،‭ ‬ويتأكد‭ ‬من‭ ‬سير‭ ‬شؤون‭ ‬الإدارة‭ ‬وفق‭ ‬القانون‭ ‬والإنصاف‭ ‬والعدالة،‭ ‬ويتبع‭ ‬أيضًا‭ ‬مبادئ‭ ‬مثل‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والعدالة‭ ‬والحكم‭ ‬الرشيد‭ ‬والمساواة‭.‬

وجرى‭ ‬خلال‭ ‬الحفل‭ ‬عرض‭ ‬فيلم‭ ‬وثائقي،‭ ‬يستعرض‭ ‬مسيرة‭ ‬عمل‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للتظلمات،‭ ‬طوال‭ ‬الأعوام‭ ‬العشرة‭ ‬الماضية،‭ ‬والدلالات‭ ‬المهمة‭ ‬لإنشائها،‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الجمهور‭ ‬وتعزيز‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬تخصصها،‭ ‬وفي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬كما‭ ‬قدمت‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للتظلمات‭ ‬درعا‭ ‬تذكارية‭ ‬إلى‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الاسلامية‭ ‬والأوقاف‭.‬

وقد‭ ‬أعلنت‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للتظلمات‭ ‬أن‭ ‬تنظيم‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬جاء‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬الذكرى‭ ‬العاشرة‭ ‬لتدشينها‭ ‬لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الريادة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬عمل‭ ‬مؤسسات‭ ‬أمناء‭ ‬التظلمات،‭ ‬كون‭ ‬الأمانة‭ ‬هي‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬ذات‭ ‬التخصص‭ ‬النوعي‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬كما‭ ‬يهدف‭ ‬المؤتمر‭ ‬إلى‭ ‬نقل‭ ‬التجربة‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬النطاق‭ ‬المحلي‭ ‬والإقليمي‭ ‬إلى‭ ‬النطاق‭ ‬الدولي‭ ‬عبر‭ ‬استعراض‭ ‬دور‭ ‬الأمانة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الممارسات‭ ‬الاحترافية‭ ‬المسؤولة،‭ ‬وتبيان‭ ‬الدور‭ ‬الجوهري‭ ‬للأجهزة‭ ‬التنظيمية‭ ‬والرقابية‭ ‬والآليات‭ ‬الوطنية‭ ‬المستقلة‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬الأداء‭ ‬الحكومي‭ ‬وتحسين‭ ‬جودة‭ ‬الخدمات‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬قطاعات‭ ‬كقطاعي‭ ‬الرعاية‭ ‬والإصلاح،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعريف‭ ‬بالدور‭ ‬البارز‭ ‬للشراكات‭ ‬الدولية‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬عبر‭ ‬التعاون‭ ‬الإيجابي‭ ‬بين‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للتظلمات‭ ‬والجهات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬محلياً‭ ‬ودولياً‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والعدالة‭ ‬الإصلاحية‭  ‬والتي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المنظومة‭ ‬القانونية‭ ‬والحقوقية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

ويناقش‭ ‬المؤتمر‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬يومين‭ ‬خمسة‭ ‬محاور‭ ‬متخصصة،‭ ‬المحور‭ ‬الأول‭ ‬يتناول‭ ‬‮«‬دور‭ ‬مكاتب‭ ‬أمناء‭ ‬التظلمات‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ضمن‭ ‬منظومة‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية‮»‬،‭ ‬والمحور‭ ‬الثاني‭ ‬حول‭ ‬‮«‬المعايير‭ ‬القانونية‭ ‬والحقوقية‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬أجهزة‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬سلوك‭ ‬الشرطة‭ ‬والتفتيش‭ ‬على‭ ‬السجون‭ ‬والإصلاحيات‮«‬،‭ ‬فيما‭ ‬يستعرض‭ ‬المحور‭ ‬الثالث‭ ‬‮«‬آفاق‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الخبرات‭ ‬الدولية‭ ‬بين‭ ‬أجهزة‭ ‬العدالة‭ ‬ذات‭ ‬التخصص‭ ‬النوعي‮»‬،‭ ‬ويناقش‭ ‬المحور‭ ‬الرابع‭ ‬‮«‬جهود‭ ‬تعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الشرطي‭ ‬ومجالات‭ ‬رعاية‭ ‬النزلاء‭ ‬والمحتجزين‭ ‬بالبحرين‮»‬،‭ ‬ويسلط‭ ‬المحور‭ ‬الخامس‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬‮«‬الاتجاهات‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الفئات‭ ‬الأولى‭ ‬بالرعاية‭ ‬في‭ ‬المراكز‭ ‬الإصلاحية‭ ‬ودور‭ ‬الرعاية‭ ‬الاجتماعية‮»‬‭.‬

من‭ ‬جانبه‭ ‬وصف‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عليلو‭ ‬وسيط‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬أمانة‭ ‬التظلمات‭ ‬بالإضافة‭ ‬الجديدة‭ ‬للتعاون‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬المملكتين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الحقوقي،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬تضيف‭ ‬تراكمات‭ ‬مهمة‭ ‬للأداء‭ ‬المشترك،‭ ‬وقال‭ ‬إننا‭ ‬نشارك‭ ‬بدعوة‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬التظلمات‭ ‬السيدة‭ ‬غادة‭ ‬حبيب‭ ‬ونقيم‭ ‬هذه‭ ‬المشاركة‭ ‬من‭ ‬زاويتين‭: ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬زاوية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬حيث‭ ‬نعتبر‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬منظمات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تضيف‭ ‬تراكمات‭ ‬مهمة‭ ‬للأداء‭ ‬المشترك‭ ‬والتعاون‭ ‬العربي‭ ‬والمؤسساتي‭ ‬في‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

أما‭ ‬الزاوية‭ ‬الثانية‭ ‬فإن‭ ‬المشاركة‭ ‬تمثل‭ ‬آلية‭ ‬جديدة‭ ‬ومهمة‭ ‬لإشاعة‭ ‬ثقافة‭ ‬الشفافية‭ ‬والتغيير‭ ‬في‭ ‬الإدارات‭ ‬العمومية‭ ‬وبالتالي‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أسس‭ ‬دولة‭ ‬الحق‭ ‬والقانون،‭ ‬وأضاف‭: ‬نعتبر‭ ‬أن‭ ‬تلاقح‭ ‬التجارب‭ ‬عمل‭ ‬مفيد‭ ‬جدا‭ ‬للعمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك،‭ ‬وهناك‭ ‬تعاون‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬المملكتين‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬متعددة،‭ ‬ويضاف‭ ‬إليها‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬الحقوقي‭ ‬لمصلحة‭ ‬الإنسان‭ ‬كيفما‭ ‬كان‭ ‬وأينما‭ ‬وجد‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا