غزة – الوكالات: أمرت إسرائيل أمس سكان مدينة غزة بإخلائها والنزوح جنوباً، في إجراء رفضته حماس وأكدت الأمم المتحدة أنه يطول 1,1 مليون شخص وستكون له تبعات «مدمّرة».
ودعا جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس «كافة سكان مدينة غزة الى إخلاء منازلهم والتوجه جنوبًا من أجل حماية أنفسهم والتواجد جنوب وادي غزة»، مؤكدا أنه «لن يُسمح بالعودة الى مدينة غزة الا بعد صدور بيان يسمح بذلك».
وبعيد ذلك، ألقى الجيش الإسرائيلي مناشير باللغة العربية في سماء غزة تطالب السكان بإخلاء منازلهم في المدينة فوراً، وفق مراسلي وكالة فرانس برس، مرفقة برسم لخريطة غزة عليها أسهم تشير إلى منطقة جنوب القطاع.
وسارعت حماس إلى رفض هذا الأمر. وأطلقت الفصائل الفلسطينية رشقات بمئات الصواريخ من غزة على إسرائيل أمس، بحسب مراسلي فرانس برس، بعد ساعات من طلب الجيش الإسرائيلي من السكان إخلاء شمال القطاع.
وقالت حركة حماس «شعبنا الفلسطيني المرابط يرفض تهديد قادة الاحتلال ودعوته لهم في غزة إلى ترك منازلهم والرحيل عنها إلى الجنوب أو إلى مصر».
وأضاف البيان «ثابتون على أرضنا وفي بيوتنا ومدننا... ولا نزوح ولا ترحيل». إلا أن عددا من مراسلي وكالة فرانس برس أفادوا عن حركة نزوح باتجاه الجنوب.
وأعلنت الأمم المتحدة أن وكالتها لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ستنقل مقرّ عملياتها وموظفيها الأجانب إلى جنوب القطاع بهدف «مواصلة عملياتها الإنسانية ودعمها لطواقمها واللاجئين الفلسطينيين في غزة».
وكان الناطق باسم الأمين العام للأمم المتّحدة ستيفان دوجاريك أفاد أنّ مسؤولي الأمم المتحدة في الأمم المتحدة تبلغوا ليل الخميس من الجيش ضرورة إخلاء شمال القطاع «في غضون 24 ساعة». لكن الجيش الإسرائيلي أقرّ لاحقاً إن الإخلاء في غزة «سيستغرق وقتا»، ولم يؤكد مهلة الساعات الأربع والعشرين.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أمس أن السلطات الفلسطينية أبلغتها بأنه «من المستحيل» إجلاء المرضى الضعفاء من مستشفيات في شمال قطاع غزة.
وأضافت «هذا يُعادل حوالي 1,1 مليون شخص. الأمر يسري على جميع موظّفي الأمم المتحدة وجميع المقيمين في مرافق الأمم المتّحدة، بما في ذلك المدارس والمراكز الصحية والعيادات».
وتتزايد المخاوف على سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون والذين يعانون من الحرب الخامسة خلال 15 عاما في القطاع المحاصر منذ 2007، لا سيما بعدما شددت إسرائيل الحصار وقطعت إمدادات المياه والغذاء والكهرباء.
وأعلنت الأمم المتحدة ليل الخميس أنّ أكثر من 423 ألف شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم في القطاع جراء القصف الإسرائيلي العنيف.
ولجأ أكثر من 270 ألف شخص من هؤلاء إلى مدارس تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في القطاع.
وأطلقت الأمم المتّحدة الخميس نداء عاجلاً لجمع تبرّعات بقيمة 294 مليون دولار من أجل مساعدة السكّان في كلّ من قطاع غزة والضفة الغربية المحتلّة.
وقال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) في بيان إنّ هذا المبلغ يهدف لمساعدة أكثر من 1,2 مليون شخص في غزة والضفة الغربية.
وأوضح أوتشا أنّ «محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة نفد وقودها وتوقفت عن العمل ممّا أدّى إلى قطع مصدر الكهرباء الوحيد في القطاع». وأضاف أنّ «غالبية سكّان قطاع غزة لم يعد بإمكانهم الوصول إلى مياه الشرب».
وطال القصف الجوي الإسرائيلي خزّاناً للمياه ومحطة لتحلية المياه، وفقاً للبيان الذي قال إنّ «اليونيسف أشارت إلى أنّ البعض بدأوا بشرب مياه البحر، وهي شديدة الملوحة وملوّثة بـ120 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحّي غير المعالجة يومياً».
وتكررت الدعوات لفتح ممرات انسانية قبل غزو بري محتمل من قبل إسرائيل، خصوصا في اتجاه مصر عبر معبر رفح.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك