الدوحة – الوكالات: يعمل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع إسرائيل على إنشاء «مناطق آمنة» للمدنيين داخل غزة، وفق ما قال مسؤول أمريكي يرافق الوزير في جولته الخاطفة في الشرق الأوسط، مع تزايد احتمالات الاجتياح البري للقطاع المحاصر.
بعد زيارة لإسرائيل أبدى خلالها دعمه الكامل لحليفة واشنطن، في مواجهة الهجوم الذي أطلقته حركة حماس السبت الماضي، باشر بلينكن جولة تشمل ستّ دول عربية ليطلب منها استخدام نفوذها لإقناع حماس بخفض التصعيد وبالإفراج عن نحو 150 رهينة.
ولكن مع تصاعد الغضب في الدول العربية، ناقش بلينكن أيضًا سبل حماية المدنيين في غزة التي دعت إسرائيل سكانها إلى إخلائها والنزوح جنوباً، في إجراء رفضته حماس وأكدت الأمم المتحدة أنه يطول 1,1 مليون شخص.
وعلى متن الطائرة التي كانت تقلّ بلينكن من عمّان إلى الدوحة، قال مسؤول أمريكي كبير طالبًا عدم ذكر اسمه، إن إحدى المسائل التي تمّت مناقشتها خلال اجتماعات بلينكن في تل أبيب الخميس هي «الحاجة إلى إنشاء بعض المناطق الآمنة التي يمكن للمدنيين أن ينتقلوا إليها، أن يكونوا بمأمن من العمليات الأمنية المشروعة التي تشنّها إسرائيل».
وأكد أن «الإسرائيليين ملتزمون بذلك. لقد أوضحوا في اجتماعنا (معهم) أمس (الخميس) أنهم ملتزمون بذلك».
أطلقت حماس في السابع من أكتوبر، عملية «طوفان الأقصى».
في واشنطن، اعتبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إن طلب إخلاء غزة «مهمة صعبة».
ويبدو أن المسؤولين الأمريكيين يتراجعون عن جهود سابقة بُذلت لجعل سكان غزة يفرّون إلى مصر المجاورة، قائلين إنهم لم يتلقوا دعمًا كبيرًا ويسعون بدلًا من ذلك إلى إنشاء مناطق آمنة داخل غزة.
على صعيد متّصل، أكد المسؤول الأمريكي أن واشنطن تجري محادثات مع كلّ من مصر وإسرائيل للسماح للمواطنين الأجانب بمغادرة غزة عبر معبر رفح الحدودي.
وأغلق المعبر وهو المنفذ الوحيد لسكان القطاع الى الخارج وغير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، منذ الثلاثاء بعد تعرّضه للقصف ثلاث مرات خلال 24 ساعة.
وكان بلينكن قد التقى في عمّان صباحًا، العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأكد عباس خلال لقائه الوزير الأمريكي «رفضه الكامل» لتهجير السكان من غزة، محذرا من «نكبة ثانية»، حسبما أفادت وكالة «وفا» الفلسطينية الرسمية للأنباء.
وشدد عباس «على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على أبناء شعبنا بشكل فوري، وحمايتهم، والرفض الكامل لتهجير أبناء شعبنا من قطاع غزة، لأن ذلك سيكون بمثابة نكبة ثانية لشعبنا».
وكان الأردن، الذي يستضيف مليوني لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة، حذر من التهجير. وقال العاهل الاردني خلال لقائه مع بلينكن إن «أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من جميع الأراضي الفلسطينية أو التسبب في نزوحهم»، مشددا على «عدم ترحيل الأزمة إلى دول الجوار ومفاقمة قضية اللاجئين».
ودعا الملك عبدالله الثاني، وهو أحد حلفاء واشنطن الأساسيين في المنطقة، الى «فتح ممرات إنسانية عاجلة لإدخال المساعدات الطبية والإغاثية إلى قطاع غزة، وأهمية حماية المدنيين ووقف التصعيد والحرب على غزة»، حسبما افاد بيان صادر عن الديوان الملكي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إن بلينكن تحدث مع الملك عبد الله حول «سبل تلبية الاحتياجات الإنسانية للمدنيين في غزة، بينما تقوم إسرائيل بعمليات أمنية مشروعة للدفاع عن نفسها من الإرهاب».
وتوجّه بعدها بلينكن إلى قطر، التي تقيم في آنٍ علاقات مع الولايات المتحدة وحماس المدعومة عسكريًا وماليًا من إيران.
وقال بلينكن من تل أبيب الخميس: «سنواصل الضغط على الدول للحؤول دون تمدد النزاع، واستخدام تأثيرها على حماس من أجل الإفراج بشكل فوري وغير مشروط عن الرهائن».
وبعد الدوحة، سيتوجّه بلينكن إلى البحرين والسعودية والإمارات ومصر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك