بيروت – (أ ف ب): اعتبر وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان أنّ على الولايات المتحدة الأمريكية «لجم» إسرائيل إذا أرادت تجنّب حرب إقليمية، مؤكداً أنّ من أهداف زيارته للبنان تأكيد «أمن» البلد على وقع الهجوم في غزة. ووصل المسؤول الإيراني ليل الخميس الى بيروت آتياً من بغداد، في إطار جولة يجريها على وقع الهجوم غير المسبوق الذي شنّته السبت حركة حماس ضد إسرائيل، وترد عليه الأخيرة بقصف مكثف على قطاع غزة، في تصعيد أوقع آلاف القتلى من الطرفين.
وقال أمير عبداللهيان بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «تريد الولايات المتحدة إعطاء إسرائيل فرصة لتدمير غزة، وهذا خطأ أمريكي فادح»، وفق بيان عن الخارجية الإيرانية. وأوضح أنه «إذا أراد الأمريكيون منع تطور الحرب في المنطقة، فعليهم لجم إسرائيل»، محذّرا من أن الدعم الأمريكي «غير المحدود لجرائم اسرائيل المستمرة سيجعل الوضع أكثر سوءاً». وفيما يتعلق بلبنان، شدّد الوزير الذي يزور بيروت للمرة الرابعة خلال العام الحالي، على أن «أمن لبنان وسلامه مهمين بالنسبة لنا، واحد أهداف رحلتنا هو التأكيد على أمن لبنان». وإثر لقائه نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب، حذّر أمير عبداللهيان بأنه «إن لم تتوقف بشكل فوري جرائم الحرب المنظمة التي يرتكبها النظام الصهيوني المزيف، فإن كل احتمال يمكن تصوّره». وقال إن بلاده أعلنت استعدادها لعقد اجتماع استثنائي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في طهران، وجرى تنسيق أولي مع الأمين العام للمنظمة. واستهلّ عبداللهيان اجتماعاته في بيروت بلقاء الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الطرف السياسي والعسكري الأبرز في لبنان المدعوم من طهران. وقال بيان عن الحزب إن الطرفين استعرضا «الأحداث والتطورات الأخيرة في المنطقة، خصوصاً بعد عملية طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة». وجرى كذلك «التشاور حول المسؤوليات الملقاة على عاتق الجميع والمواقف الواجب اتخاذها اتجاه هذه الأحداث التاريخية والتطورات الخطيرة». ومنذ العملية غير المسبوقة التي نفذتها حماس ضد إسرائيل السبت، تتوجّه الأنظار إلى إيران بسبب دعمها للحركة منذ أعوام طويلة. ورغم العلاقة الوثيقة بينهما، يؤكّد القادة الإيرانيون عدم ضلوع بلادهم في الهجوم، الا أنهم أعربوا عن دعمهم للعملية. ومنذ السبت، حذّرت دول غربية عدّة إيران من توسيع نطاق النزاع مع إسرائيل، في وقت تخشى واشنطن أن تُفتح جبهة جديدة في شمال إسرائيل عند الحدود مع لبنان، في حال قرّر حزب الله التدخّل بشكل واسع في النزاع. ولا يزال تدخّل الحزب محدوداً حتى الساعة، لكنّ محلّلين يتوقّعون أن يبادر إلى فتح جبهة جديدة فيما لو بدأت إسرائيل هجوماً برياً ضد قطاع غزة.
وكان في استقبال الوزير الإيراني لدى وصوله إلى مطار بيروت ليل الخميس ممثّلون عن كتلتي حزب الله وحركة أمل البرلمانيتين، وعن حركتي حماس والجهاد الاسلامي، شكروا لطهران دعمها. وتنسّق هذه الأطراف منذ سنوات تحرّكاتها في إطار «محور المقاومة» الذي يضمّ فصائل فلسطينية وأخرى من لبنان والعراق وسوريا ومجموعات أخرى مناوئة لإسرائيل، تتلقى دعماً بالمال والسلاح من إيران. ومنذ بدء هجوم حماس السبت، قُتل أكثر من 1300 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون، ووصل عدد الجرحى الى 3297، وبلغ عدد الرهائن الذين أخذوا من إسرائيل حوالي 150، بحسب الجيش. وفي قطاع غزة، قتل 1537 فلسطينيًا بينهم 500 طفل منذ بدء القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة السبت، وفق ما أفادت الجمعة وزارة الصحة التابعة للحركة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك