العدد : ١٦٨٣٦ - السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٦ - السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٥هـ

الاسلامي

الواجب الشرعي على كل مسلم في حماية المسجد الأقصى

بقلم : د. أسامة أبوبكر

الجمعة ١٣ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

إن‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬هو‭ ‬ثاني‭ ‬بيت‭ ‬وضع‭ ‬لعبادة‭ ‬الله‭ ‬تبارك‭ ‬وتعالى‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬فعنْ‭ ‬أَبِي‭ ‬ذَرٍّ‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬قَالَ‭: ‬قُلْتُ‭: ‬يَا‭ ‬رَسُولَ‭ ‬اللَّهِ،‭ ‬أَيُّ‭ ‬مَسْجِدٍ‭ ‬وُضِعَ‭ ‬فِي‭ ‬الْأَرْضِ‭ ‬أَوَّل؟‭ ‬قَالَ‭: ‬‮«‬الْمَسْجِدُ‭ ‬الْحَرَامُ‮»‬‭ ‬قُلْتُ‭: ‬ثُمَّ‭ ‬أَيٌّ؟‭ ‬قَالَ‭: ‬‮«‬الْمَسْجِدُ‭ ‬الْأَقْصَى‮»‬‭ ‬قُلْتُ‭: ‬كَمْ‭ ‬بَيْنَهُمَا؟‭ ‬قَالَ‭: ‬‮«‬أَرْبَعُونَ‭ ‬سَنَةً،‭ ‬وَأَيْنَمَا‭ ‬أَدْرَكَتْكَ‭ ‬الصَّلَاةُ،‭ ‬فَصَلِّ،‭ ‬فَهُوَ‭ ‬مَسْجِدٌ‮»‬‭ ‬رواه‭ ‬مسلم،‭ ‬فهو‭ ‬الرمز‭ ‬الثاني‭ ‬لعبودية‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬المسجد‭ ‬النبوي،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬قد‭ ‬بعث‭ ‬رسولنا‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭.‬

وكما‭ ‬أن‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬هو‭ ‬الرمز‭ ‬الديني‭ ‬الثاني‭ ‬للتوحيد،‭ ‬فهو‭ ‬الرمز‭ ‬السيادي‭ ‬والسياسي‭ ‬ورمز‭ ‬العزة‭ ‬لأهل‭ ‬التوحيد،‭ ‬فهو‭ ‬يحمل‭ ‬صفة‭ ‬القدسية‭ ‬لمكانه‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬تسمى‭ (‬القدس‭)‬،‭ ‬وجاء‭ ‬التقديس‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬القدوس‭ ‬سبحانه،‭ ‬فهو‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬المدينة‭ ‬رمزاً‭ ‬للعبودية‭ ‬الخالصة‭ ‬لله‭ ‬تعالى،‭ ‬ومحل‭ ‬سيادة‭ ‬أمة‭ ‬التوحيد‭.‬

وقد‭ ‬أخذت‭ ‬هذه‭ ‬المدينة‭ ‬قدسيتها‭ ‬ومكانتها‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬ثاني‭ ‬بيت‭ ‬وضع‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬لعبادة‭ ‬الله،‭ ‬وربط‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬هذا‭ ‬البيت‭ ‬المقدس‭ ‬بأول‭ ‬بيت‭ ‬وضع‭ ‬للناس‭ ‬ومهوى‭ ‬أفئدتهم‭ ‬لعبادة‭ ‬الله‭ ‬والذي‭ ‬يتجهون‭ ‬إليه‭ ‬بالصلاة‭ ‬والحج‭ ‬والزيارة،‭ ‬وهو‭ ‬رمز‭ ‬أمة‭ ‬الإسلام‭ ‬والتوحيد‭.‬

ولكي‭ ‬يبقى‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬أمة‭ ‬محمد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬البيت‭ ‬المعظم‭ ‬والصرح‭ ‬الأفخم‭ (‬الكعبة‭) ‬لا‭ ‬يصلح‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مع‭ ‬توأمه‭ ‬وصنوه،‭ ‬فقد‭ ‬أسرى‭ ‬بنبيه‭ ‬محمداً‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬من‭ ‬المسجد‭ ‬الحرام‭ (‬الكعبة‭) ‬إلى‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬لتأكيد‭ ‬ارتباطهما،‭ ‬وإلصاق‭ ‬مسؤولية‭ ‬كلا‭ ‬المسجدين‭ ‬بهذه‭ ‬الأمة،‭ ‬وأن‭ ‬السيادة‭ ‬الدينية‭ ‬لا‭ ‬تتم‭ ‬بواحد‭ ‬منهما،‭ ‬وأن‭ ‬تعظيم‭ ‬الله‭ ‬وتنزيهه‭ ‬وتسبيحه‭ ‬لا‭ ‬يكمل‭ ‬إلا‭ ‬بارتباط‭ ‬المسجدين،‭ ‬واكتمال‭ ‬شرف‭ ‬البيتين،‭ ‬وحذر‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬معطلين‭ ‬ومشاغبين‭ ‬وسارقين‭ ‬للحق‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬هذه‭ ‬الأمة،‭ ‬وهم‭ ‬بنو‭ ‬إسرائيل‭ ‬المفسدون‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬مرتين،‭ ‬والمستعلون‭ ‬بالباطل،‭ ‬وواجب‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬أن‭ ‬تحذر‭ ‬منهم،‭ ‬وأن‭ ‬تواجههم‭ ‬بأهلها‭ ‬من‭ ‬أولي‭ ‬البأس‭ ‬الشديد‭.‬

ولما‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬بمعنى‭ (‬أقصى‭ ‬غاية‭ ‬الشيء‭) ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬الأقصى‭ ‬في‭ ‬الشرف‭ ‬والمكانة،‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬عقيدة‭ ‬أمة‭ ‬الإسلام‭ ‬ومن‭ ‬كرامتها،‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬ننبه‭ ‬إلى‭ ‬وجوب‭ ‬الدفاع‭ ‬عنه‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭:‬

‭ ‬‭*‬‭ ‬حماية‭ ‬الأقصى‭ ‬والدفاع‭ ‬عنه،‭ ‬هو‭ ‬دفاع‭ ‬عن‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬الذي‭ ‬ذكر‭ ‬الأقصى‭ ‬ونبه‭ ‬إلى‭ ‬مكانته‭ ‬في‭ ‬سورة‭ (‬الإسراء‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬النصح‭ ‬لكتاب‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬أمرنا‭ ‬به‭ ‬رسولنا‭ ‬محمد‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬فعن‭ ‬تَمِيمٍ‭ ‬الدَّارِيِّ‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭: ‬‮«‬أَنَّ‭ ‬النَّبِيَّ‭ ‬صَلَّى‭ ‬اللَّهُ‭ ‬عَلَيْهِ‭ ‬وَسَلَّمَ‭ ‬قَالَ‭: ‬‮«‬الدِّينُ‭ ‬النَّصِيحَةُ‮»‬‭ ‬قُلْنَا‭ ‬لِمَنْ؟،‭ ‬قال‭: ‬‮«‬لِلَّهِ‭ ‬وَلِكِتَابِهِ‭ ‬وَلِرَسُولِهِ‭ ‬وَلِأَئِمَّةِ‭ ‬الْمُسْلِمِينَ‭ ‬وَعَامَّتِهِمْ‮»‬‭ ‬رواه‭ ‬مسلم،‭ ‬فالنصح‭ ‬لكتاب‭ ‬الله،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬ننصح‭ ‬الأمة‭ ‬بما‭ ‬جاء‭ ‬فيه،‭ ‬وأن‭ ‬ننصح‭ ‬إلى‭ ‬هدايته‭ ‬ومعانيه،‭ ‬وأن‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬بقاء‭ ‬عزته‭ ‬وهيبته‭.‬

‭*‬‭ ‬حماية‭ ‬الأقصى‭ ‬والدفاع‭ ‬عنه؛‭ ‬هو‭ ‬نصرة‭ ‬لنبينا‭ ‬محمد‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬ودفاع‭ ‬عنه،‭ ‬لأنه‭ ‬صاحب‭ ‬الإسراء‭ ‬إلى‭ ‬الأقصى‭ ‬ومنه‭ ‬كان‭ ‬معراجه‭ ‬إلى‭ ‬السماء،‭ ‬فهذا‭ ‬الموضع‭ ‬الذي‭ ‬صلى‭ ‬فيه‭ ‬نبينا‭ ‬إماماً‭ ‬بالأنبياء،‭ ‬وهو‭ ‬وصيته‭ ‬بأن‭ ‬نأتيه‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬نأتيه‭ (‬فابعثوا‭ ‬بزيت‭ ‬يسرج‭ ‬في‭ ‬قناديله‭)‬،‭ ‬وأن‭ ‬مكانته‭ ‬عظيمة‭ ‬وعزيزة،‭ ‬فعن‭ ‬أبي‭ ‬ذر‭ ‬‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬‭ ‬قال‭: ‬‮«‬تذاكرنا‭ ‬عند‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬أيهما‭ ‬أفضل‭: ‬أمسجد‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬أم‭ ‬بيت‭ ‬المقدس؟‭ ‬فقال‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬صلاة‭ ‬في‭ ‬مسجدي‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬صلوات‭ ‬فيه،‭ ‬ولنعم‭ ‬المصلى‭ ‬هو،‭ ‬وليوشكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للرجل‭ ‬مثل‭ ‬شطن‭ ‬فرسه‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬حيث‭ ‬يرى‭ ‬منه‭ ‬بيت‭ ‬المقدس‭ ‬خير‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬الدنيا‭ ‬جميعا‭. ‬قال‭ ‬أو‭ ‬قال‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬الدنيا‭ ‬وما‭ ‬فيها‮»‬‭ ‬أخرجه‭ ‬الحاكم‭.‬

‭*‬‭ ‬حماية‭ ‬الأقصى‭ ‬ودعمه‭ ‬أيضاً‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬أوامر‭ ‬نبينا‭ ‬محمد‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬حين‭ ‬قالت‭ ‬ميمونة‭ ‬مولاته‭: ‬يا‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬أفتنا‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬المقدس،‭ ‬فقال‭: ‬ائتوه‭ ‬فصلّوا‭ ‬فيه‭ ‬ــ‭ ‬وكانت‭ ‬البلاد‭ ‬إذ‭ ‬ذاك‭ ‬حرباً‭ ‬ــ‭ ‬فان‭ ‬لم‭ ‬تأتوه‭ ‬فابعثوا‭ ‬بزيت‭ ‬يسرج‭ ‬في‭ ‬قناديله‭) ‬رواه‭ ‬أبوداود،‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬أن‭ ‬تصلي‭ ‬في‭ ‬الأقصى‭ ‬فابعث‭ ‬بالدعم‭ ‬له،‭ ‬وساند‭ ‬أهله‭ ‬والمرابطين‭ ‬فيه‭.‬

‭*‬‭ ‬حماية‭ ‬الأقصى‭ ‬والدفاع‭ ‬عنه‭ ‬هو‭ ‬نصرة‭ ‬للإنسان‭ ‬المسلم‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬عزيز‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬وعند‭ ‬رسوله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬فقد‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬‮«‬ولله‭ ‬العزة‭ ‬ولرسوله‭ ‬وللمؤمنين‮»‬،‭ ‬فكيف‭ ‬يرضى‭ ‬المسلمون‭ ‬بإهانة‭ ‬أهل‭ ‬القدس‭ ‬من‭ ‬إخوانهم،‭ ‬وكيف‭ ‬يقبل‭ ‬مسلم‭ ‬موحد‭ ‬أن‭ ‬تهان‭ ‬المسلمة‭ ‬على‭ ‬أبواب‭ ‬الأقصى‭ ‬وتمنع‭ ‬من‭ ‬الصلاة‭.‬

‭*‬‭ ‬حماية‭ ‬الأقصى‭ ‬والدفاع‭ ‬عنه،‭ ‬أمر‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬لرص‭ ‬الصف‭ ‬المسلم‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬بني‭ ‬إسرائيل‭ ‬‮«‬والمؤمنون‭ ‬والمؤمنات‭ ‬بعضهم‭ ‬أولياء‭ ‬بعض‭ ‬يأمرون‭ ‬بالمعروف‭ ‬وينهون‭ ‬عن‭ ‬المنكر‭ ‬ويقيمون‭ ‬الصلاة‭ ‬ويؤتون‭ ‬الزكاة‮»‬،‭ ‬فولاية‭ ‬المؤمنين‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬عقيدتنا‭ ‬وأثر‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬عبودية‭ ‬الصلاة‭ ‬والزكاة‭ ‬والأمر‭ ‬بالمعروف‭ ‬والنهي‭ ‬عن‭ ‬المنكر‭.‬

‭*‬‭ ‬حماية‭ ‬الأقصى‭ ‬والدفاع‭ ‬عنه‭ ‬هو‭ ‬وعد‭ ‬الله‭ ‬تبارك‭ ‬وتعالى‭ ‬لهذه‭ ‬الأمة‭ ‬بتطهير‭ ‬المسجد‭ ‬ودخوله‭ ‬بعض‭ ‬إفساد‭ ‬بني‭ ‬إسرائيل‭ ‬‮«‬فإذا‭ ‬جاء‭ ‬وعد‭ ‬الآخرة‭ ‬ليسوؤوا‭ ‬وجوهكم‭ ‬وليدخلوا‭ ‬المسجد‭ ‬كما‭ ‬دخلوه‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬وليتبروا‭ ‬ما‭ ‬علوا‭ ‬تتبيراً‮»‬،‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬لتنفيذ‭ ‬وعد‭ ‬الله‭ ‬بمنع‭ ‬امتداد‭ ‬إفساد‭ ‬بني‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وحماية‭ ‬المسجد‭ (‬الأقصى‭) ‬وتخليصه‭ ‬منهم،‭ ‬ومنع‭ ‬نشرهم‭ ‬للشرك‭ ‬والفساد‭ ‬والظلم‭.‬

‭*‬‭ ‬حماية‭ ‬الأقصى‭ ‬والدفاع‭ ‬عنه،‭ ‬هو‭ ‬حماية‭ ‬للتاريخ‭ ‬والتراث،‭ ‬فالصهاينة‭ ‬لصوص‭ ‬الحضارة،‭ ‬يحاولون‭ ‬سرقة‭ ‬الأرض‭ ‬وتغيير‭ ‬الآثار،‭ ‬وتزوير‭ ‬التاريخ،‭ ‬ويوهمون‭ ‬أنفسهم‭ ‬ويحاولوا‭ ‬إيهام‭ ‬العالم‭ ‬بأن‭ ‬لهم‭ ‬آثاراً‭ ‬تحت‭ ‬الأقصى،‭ ‬وهم‭ ‬كذبة‭ ‬مفترون،‭ ‬فمنذ‭ ‬خمسين‭ ‬سنة‭ ‬وهم‭ ‬يحفرون‭ ‬تحت‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬ولم‭ ‬يجدوا‭ ‬أي‭ ‬أثر‭ ‬يثبت‭ ‬وجود‭ ‬هيكلهم‭ ‬المزعوم،‭ ‬بل‭ ‬وعملوا‭ ‬على‭ ‬فبركة‭ ‬بعض‭ ‬الحجارة‭ ‬لتبدوا‭ ‬وكأن‭ ‬عليها‭ ‬آثاراً‭ ‬يهودية،‭ ‬ففضحهم‭ ‬علماء‭ ‬آثار‭ ‬أجانب،‭ ‬ولذلك‭ ‬علينا‭ ‬جميعاً،‭ ‬وعلى‭ ‬العالم‭ ‬ومنظماته‭ ‬كاليونيسكو‭ ‬وغيرها‭ ‬أن‭ ‬نخلص‭ ‬الأقصى‭ ‬من‭ ‬الصهاينة‭ ‬حماية‭ ‬للتاريخ‭ ‬والحضارة‭ ‬العالمية‭.‬

إن‭ ‬واجبنا‭ ‬تجاه‭ ‬الأقصى‭ ‬كبير،‭ ‬ومسؤوليتنا‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الشرعية‭ ‬والحضارية‭ ‬تجاه‭ ‬القدس‭ ‬والأقصى‭ ‬عظيمة،‭ ‬فلا‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬نتوانى‭ ‬أو‭ ‬نتلكأ،‭ ‬ويجب‭ ‬علينا‭ ‬وجوباً‭ ‬شرعياً‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬نستطيع‭ ‬لنصرة‭ ‬الأقصى‭ ‬شرعياً‭ ‬ومالياً‭ ‬وإعلامياً‭ ‬وسياسياً،‭ ‬واجبنا‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬ليل‭ ‬نهار‭ ‬لقضية‭ ‬القدس،‭ ‬واجبنا‭ ‬أن‭ ‬نفكر‭ ‬ونبتكر‭ ‬ونخطط‭ ‬ونتشاور‭ ‬وننفذ‭ ‬لأجل‭ ‬الأقصى‭ ‬والقدس،‭ ‬واجبنا‭ ‬أن‭ ‬نفرغ‭ ‬من‭ ‬أوقاتنا،‭ ‬بل‭ ‬ونفرغ‭ ‬شباباً‭ ‬ليعملوا‭ ‬ويطوروا‭ ‬أساليبهم‭ ‬حتى‭ ‬يأذن‭ ‬الله‭ ‬بالنصر‭ ‬والفرج،‭ ‬فهذه‭ ‬سنة‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬خلقه،‭ ‬صراع‭ ‬بين‭ ‬الحق‭ ‬والباطل‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬استكبر‭ ‬إبليس‭ ‬ورفض‭ ‬أمر‭ ‬الله،‭ ‬ومنذ‭ ‬أن‭ ‬أوعد‭ ‬بالعداء‭ ‬لآدم‭ ‬وذريته‭.‬

وها‭ ‬نحن‭ ‬على‭ ‬درب‭ ‬الحق‭ ‬سائرون‭.. ‬ماضون‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الأنبياء‭ ‬في‭ ‬إحقاق‭ ‬الحق‭ ‬ودفع‭ ‬الباطل،‭ ‬والقدس‭ ‬لنا‭ ‬والأقصى‭ ‬لنا‭ ‬والصلاة‭ ‬لنا،‭ ‬ولن‭ ‬نرضى‭ ‬بالباطل‭ ‬ولن‭ ‬نسلم‭ ‬له،‭ ‬مهما‭ ‬تطاول‭ ‬واستكبر،‭ ‬فإنه‭ ‬إلى‭ ‬زوال،‭ ‬وسنرفع‭ ‬الأذان‭ ‬بقوة‭ ‬فوق‭ ‬ربا‭ ‬القدس‭ ‬وكل‭ ‬فلسطين،‭ ‬وفوق‭ ‬ربا‭ ‬دمشق‭ ‬وبغداد‭ ‬وصنعاء‭ ‬وطرابلس‭ ‬والقاهرة‭ ‬وكل‭ ‬بقعة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البسيطة‭.‬

‭(‬والله‭ ‬غالب‭ ‬على‭ ‬أمره‭ ‬ولكن‭ ‬أكثر‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬يعلمون‭)‬

‭*‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمنظمة‭ ‬الزكاة‭ ‬العالمية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا