العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

الرياضة

مكافآت مالية ومنازل وسيارات لأبطال الآسياد

السبت ٠٧ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

هانغجو‭ (‬الصين‭) - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬تقدّم‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬المتواضعة‭ ‬على‭ ‬الخارطة‭ ‬الرياضية‭ ‬العالمية‭ ‬اغراءات‭ ‬لرياضيها‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬بلادهم‭ ‬من‭ ‬آسياد‭ ‬هانغجو‭ ‬بميداليات‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المعادن،‭ ‬سواء‭ ‬عبر‭ ‬مكافآت‭ ‬مالية‭ ‬أو‭ ‬بناء‭ ‬منازل‭ ‬وإهداء‭ ‬سيارات‭ ‬وحتى‭ ‬تأمين‭ ‬وظائف‭ ‬حكومية‭.‬

ولكن‭ ‬بخلاف‭ ‬الشائع،‭ ‬يؤكّد‭ ‬الرياضيون‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬النسخة‭ ‬الـ19‭ ‬من‭ ‬الالعاب‭ ‬الآسيوية‭ ‬التي‭ ‬تختتم‭ ‬الأحد،‭ ‬ان‭ ‬الحافز‭ ‬الذي‭ ‬يحرّكهم‭ ‬هو‭ ‬لمس‭ ‬المجد‭ ‬الرياضي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المكاسب‭ ‬المالية‭. ‬يُترجم‭ ‬حلم‭ ‬الفوز‭ ‬بالميداليات،‭ ‬وخاصة‭ ‬المعدن‭ ‬الأصفر،‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬بحوافز‭ ‬غير‭ ‬متوقعة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تغيّر‭ ‬حياة‭ ‬الرياضيين‭ ‬وحالة‭ ‬أسرهم،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬الهواة‭ ‬منهم‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يسلكون‭ ‬طريق‭ ‬احتراف‭ ‬يدرّ‭ ‬المال‭ ‬عليهم‭.‬

تقدّم‭ ‬الهند‭ ‬مبلغ‭ ‬36‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭ ‬مقابل‭ ‬الميدالية‭ ‬الذهبية‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬الألعاب‭ ‬الآسيوية،‭ ‬وهي‭ ‬ثروة‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬يعيش‭ ‬فيه‭ ‬عشرات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬تحت‭ ‬خط‭ ‬الفقر‭ ‬ويبلغ‭ ‬متوسط‭ ‬الدخل‭ ‬السنوي‭ ‬2380‭ ‬دولاراً‭.‬

ولكن‭ ‬بالنسبة‭ ‬لبعض‭ ‬الرياضيين‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬فإن‭ ‬الجائزة‭ ‬الأكبر‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬تخصيص‭ ‬راتب‭ ‬ثابت،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬للحائزين‭ ‬على‭ ‬الميداليات‭ ‬في‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬والآسيوية‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬حكومية‭ ‬إذا‭ ‬أرادوا‭ ‬ذلك‭.‬

رُقّيت‭ ‬المصارِعة‭ ‬فينيش‭ ‬بوغات‭ ‬إلى‭ ‬رتبة‭ ‬مسؤولة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬السكك‭ ‬الحديد‭ ‬بعد‭ ‬فوزها‭ ‬بذهبية‭ ‬في‭ ‬آسياد‭ ‬جاكرتا‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬لتنضم‭ ‬إلى‭ ‬زميليها‭ ‬المصارعين‭ ‬باجرانغ‭ ‬بونيا‭ ‬وساكشي‭ ‬ماليك‭.‬

من‭ ‬ناحيتها،‭ ‬تمنح‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬سنغافورة‭ ‬جائزة‭ ‬قدرها‭ ‬146‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭ ‬للرياضيين‭ ‬الذين‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬ميدالية‭ ‬ذهبية‭ ‬في‭ ‬منافسات‭ ‬فئة‭ ‬الفردي،‭ ‬وهو‭ ‬مبلغ‭ ‬ضخم‭ ‬لكنه‭ ‬بالكاد‭ ‬يكفي‭ ‬لشراء‭ ‬شقة‭ ‬صغيرة‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الثرية‭. ‬وستعمد‭ ‬إندونيسيا‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬منازل‭ ‬لأي‭ ‬حائز‭ ‬على‭ ‬ميدالية‭ ‬في‭ ‬الألعاب‭ ‬الآسيوية،‭ ‬شرط‭ ‬أن‭ ‬يؤمّن‭ ‬صاحب‭ ‬الميدالية‭ ‬الأرض‭.‬

قال‭ ‬رئيس‭ ‬البعثة‭ ‬الاندونيسية‭ ‬في‭ ‬النسخة‭ ‬الحالية‭ ‬للألعاب‭ ‬باسوكي‭ ‬هادمولجونو‭ ‬لوسائل‭ ‬اعلام‭ ‬محلية‭: ‬‮«‬بالنسبة‭ ‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬لديهم‭ ‬أرض،‭ ‬سنبني‭ ‬منازل‮»‬‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬قال‭ ‬أحدهم‭ ‬ضاحكاً‭ ‬انه‭ ‬بات‭ ‬يتوجب‭ ‬على‭ ‬الرامي‭ ‬الكويتي‭ ‬عبدالله‭ ‬الرشيدي‭ ‬ومواطنه‭ ‬العداء‭ ‬يعقوب‭ ‬اليوحة‭ ‬تعلم‭ ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬لم‭ ‬يفعلا،‭ ‬لأن‭ ‬رجل‭ ‬أعمال‭ ‬كويتياً‭ ‬عرض‭ ‬منح‭ ‬سيارة‭ ‬لمن‭ ‬يفوز‭ ‬بالميدالية‭ ‬الذهبية‭. ‬سيحصل‭ ‬الرامي‭ ‬الرشيدي‭ ‬البالغ‭ ‬60‭ ‬عاما‭ ‬والمتوج‭ ‬بذهبية‭ ‬فردي‭ ‬الرماية‭ ‬في‭ ‬السكيت‭ ‬بإنجاز‭ ‬قياسي‭ ‬بعدما‭ ‬أصاب‭ ‬60‭ ‬طبقاً‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬60،‭ ‬واليوحة‭ ‬الذي‭ ‬توج‭ ‬عنقه‭ ‬بالمعدن‭ ‬الأصفر‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬110‭ ‬أمتار‭ ‬حواجز،‭ ‬على‭ ‬سيارة‭ ‬فولفو‭.‬

وفي‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬يكافأ‭ ‬الرياضيون‭ ‬الذكور‭ ‬الذين‭ ‬يفوزون‭ ‬بالذهب‭ ‬في‭ ‬الألعاب‭ ‬الآسيوية‭ ‬بالإعفاء‭ ‬من‭ ‬الخدمة‭ ‬العسكرية‭ ‬لمدة‭ ‬18‭ ‬شهراً‭ ‬على‭ ‬الأقل‭.‬

ويثير‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬جدلاً‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬حيث‭ ‬رفض‭ ‬أحد‭ ‬الفائزين‭ ‬في‭ ‬هانغجو‭ ‬الادلاء‭ ‬بتصريح‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬عندما‭ ‬سُئل‭ ‬عن‭ ‬حافز‭ ‬الاعفاء‭ ‬من‭ ‬الخدمة‭ ‬العسكرية‭.‬

‮«‬ارتياح‮»‬

وفي‭ ‬معظم‭ ‬الحالات،‭ ‬تكون‭ ‬المكافآت‭ ‬نقدية‭. ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬سُئلوا‭ ‬عما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم،‭ ‬أجاب‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬آسياد‭ ‬هانغجو‭ ‬بأن‭ ‬الحافز‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬أهداف‭ ‬اسمى‭ ‬وأعلى‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬المكافأة‭ ‬المادية‭. ‬فكلمة‭ ‬الفخر‭ ‬الوطني‭ ‬هي‭ ‬العبارة‭ ‬الأكثر‭ ‬شيوعاً،‭ ‬بينما‭ ‬يكافح‭ ‬أسطورة‭ ‬الملاكمة‭ ‬الفلبينية‭ ‬فيليكس‭ ‬مارسيال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬جعل‭ ‬عائلته‭ ‬فخورة‭ ‬به‭. ‬قال‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬بعد‭ ‬فوزه‭ ‬بنزاله‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬النهائي‭ ‬الأربعاء‭: ‬‮«‬هذا‭ ‬من‭ ‬أجلي‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬زوجتي‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬بلدي،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬والدي‭ ‬لأن‭ ‬سبب‭ ‬تواجدي‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬والدي‮»‬‭.‬

ورغم‭ ‬الشعور‭ ‬بالفخر،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الحافز‭ ‬المالي‭ ‬بإمكانه‭ ‬أن‭ ‬يقلب‭ ‬حياة‭ ‬بعض‭ ‬الرياضيين‭ ‬رأسا‭ ‬على‭ ‬عقب،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬الفقراء‭ ‬منهم،‭ ‬وأبرز‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬نيراج‭ ‬شوبرا،‭ ‬بطل‭ ‬عالمي‭ ‬وأولمبي‭ ‬وآسيوي‭ ‬في‭ ‬رمي‭ ‬الرمح،‭ ‬إلا‭ ‬ان‭ ‬حياته‭ ‬قبل‭ ‬التكريس‭ ‬الرياضي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬دائما‭ ‬مفروشة‭ ‬بالورود‭ ‬أو‭ ‬ذهبية‭.‬

بعد‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬حققه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬الرمز‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الهند،‭ ‬كان‭ ‬شوبرا‭ ‬ضابطا‭ ‬في‭ ‬الجيش‭. ‬قال‭ ‬شوبرا‭ ‬بعد‭ ‬التحاقه‭ ‬بالجيش‭: ‬‮«‬والدي‭ ‬مزارع‭ ‬وأمي‭ ‬ربّة‭ ‬منزل‭... ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬عائلتي‭ ‬لديه‭ ‬وظيفة‭ ‬حكومية،‭ ‬لذلك‭ ‬الجميع‭ ‬سعداء‮»‬‭. ‬وتابع‭: ‬‮«‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬هو‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الراحة‭ ‬لأنني‭ ‬الآن‭ ‬بت‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬مساعدة‭ ‬عائلتي‭ ‬ماليا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مواصلة‭ ‬تدريباتي‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا