غرناطة (إسبانيا) – (وكالات الأنباء): اجتمع حوالي خمسين قياديا أوروبيا أمس الخميس في غرناطة بجنوب إسبانيا على أمل تأكيد عزمهم على إحراز تقدم حول مسائل جيوسياسية عدة، غير أن غياب رئيسَي أذربيجان وتركيا قد يقوض مصداقية الاجتماع.
وإن كانت هذه القمة الثالثة للمجموعة السياسية الأوروبية تحمل رمزية كبيرة، فإن غياب إلهام علييف كما غياب الرئيس التركي رجب طيب أردوجان المتوقع شكل نكسة للمنتدى الذي يرمي بشكل أولي إلى توفير إطار غير رسمي لتسوية بؤر توتر إقليمية.
وأبدى مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس الخميس أسفه لقرار رئيسَي أذربيجان إلهام علييف وتركيا رجب طيب أردوجان عدم المشاركة في القمة، قائلًا لدى وصوله: «لن نتمكن من الحديث هنا عن مسألة خطيرة مثل اضطرار أكثر من مائة ألف شخص إلى مغادرة منازلهم على عجل للهروب من عملية عسكرية».
وبعد أسبوعين على الهجوم الخاطف الذي شنته قوات أذربيجان على ناجورنو كاراباخ دافعة سكان الإقليم الأرمن إلى الفرار، كان المسؤولون الأوروبيون يأملون استضافة اجتماع بين علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان.
لكن عشية هذه القمة، عدل رئيس أذربيجان عن التوجه إلى إسبانيا إثر ورود إشارات دعم أوروبية ليريفان. وندد بـ«أجواء معادية لأذربيجان» معتبرا أن من غير «الضروري» المشاركة في المفاوضات في إطار الاجتماع الأوروبي، على ما أعلن مسؤول أذربيجاني لوكالة فرانس برس يوم الأربعاء.
وأعرب باشينيان الذي حضر القمة عن خيبة أمله وقال: «كنا في ذهنيّة بناءة ومتفائلة، كنا نعتقد أنه من الممكن توقيع وثيقة». وفي وقت لاحق أمس الخميس، أكّد مستشار الرئاسة الأذربيجاني حكمت حاجييف على منصة «إكس» أن باكو مستعدّة لإجراء محادثات مع أرمينيا بوساطة الاتحاد الأوروبي، حتى لو لم تحضر أذربيجان قمة المجموعة السياسية الأوروبية في إسبانيا.
وقال حاجييف إن باكو مستعدة للمشاركة قريبًا في بروكسل «في اجتماعات ثلاثية بين الاتحاد الأوروبي وأذربيجان وأرمينيا». وندّد بـ«سياسة العسكرة» التي تمارسها فرنسا في جنوب القوقاز والتي دفعت بلده وفق قوله إلى رفض المشاركة في قمة غرناطة، بالإضافة إلى تعامل الاتحاد الأوروبي مع المنطقة وغياب تركيا عن القمة. لكن ذلك لا يعني أن باكو «ترفض المحادثات مع أرمينيا»، وفق قوله.
والتقى باشينيان وعلييف خلال القمة الأخيرة للمجموعة السياسية الأوروبية في يونيو في مولدافيا، وشارك في الاجتماع آنذاك رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس. والتقي باشينيان ميشال وماكرون وشولتس خلال القمة، على ما أعلن قصر الإليزيه.
من جهتها، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أمس الخميس مضاعفة المساعدات الإنسانية للأرمن الذين فرّوا من ناجورنو كاراباخ، أي سيُضاف إجمالي 5.2 ملايين يورو إلى مبلغ الـ5.2 ملايين يورو الذي سبق أن أُعلن. ولفتت إلى أن المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات يانيزلينارتشيتش سيزور أرمينيا اليوم الجمعة لمناقشة الدعم الإضافي، بما في ذلك من خلال آلية الحماية المدنية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك