بغداد - (وكالات الأنباء): وجه رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس الخميس، بإنزال أقصى العقوبات بحق المقصرين والمهملين في حريق قضاء الحمدانية شمالي محافظة نينوى 400 كم شمالي بغداد.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، في بيان صحفي أوردته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن «رئيس مجلس الوزراء تابع ميدانياً تقديم العلاج للمصابين في حادثة حريق قضاء الحمدانية، وزار الراقدين منهم في المستشفى الجمهوري ومستشفى الحمدانية، يرافقه وزراء الداخلية والصحة والثقافة والهجرة». واطلع السوداني «على أوضاع المصابين واستمع إلى ذوي الضحايا وقدّم تعازيه ومواساته لهم»، موجهاً «بتوفير جميع مستلزمات العلاج دون تلكؤ، ونقل الحالات الحرجة على الفور إلى خارج العراق للتشافي».
وأضاف أن «رئيس مجلس الوزراء عقد اجتماعاً، أكد فيه توجيهاته بمواصلة تفتيش المباني العامة وقاعات المناسبات والمطاعم والفنادق، وفحص شروط السلامة العامة والاحتياطات وإجراءات الوقاية من الحرائق والحوادث المحتملة». وشدد السوداني «على تحمل مديري الوحدات الإدارية مسؤولية التأكد من سلامة هذه الإجراءات»، موجها بـ«إنزال أقصى العقوبات القانونية بحق المقصرين والمهملين المتسببين بحادثة الحريق الأليم».
ووصل السوداني، في وقت سابق امس، إلى محافظة نينوى للوقوف على تداعيات حادث الحريق الأليم في قضاء الحمدانية. وكان حريق قد التهم قاعة للأعراس في قضاء الحمدانية شمالي محافظة نينوى ما أدى إلى سقوط 93 قتيلا وأكثر من مائة مصاب، وفق وزير الصحة العراقي الدكتور صالح الحسناوي.
وقد ساد حزن ممزوج بالغضب بلدة قرقوش العراقية امس في أعقاب الحريق الذي اندلع خلال حفل زفاف وأودى بمائة شخص على الأقلّ، ووسط الألم والتساؤلات تعهّد رئيس الوزراء بـ«إنزال أقصى العقوبات» بحق المسؤولين عن المأساة.
وقتل مائة شخص على الأقل وأصيب 150 آخرون بجروح وفق حصيلة غير نهائية نشرتها السلطات جراء الحريق الذي اندلع ليل الثلاثاء الماضي في قاعة الأعراس في قرقوش الواقعة في شمال العراق. وكان في القاعة التي لم تكن مستوفية شروط السلامة نحو 900 مدعوّ لحظة وقوع الحريق، وفق وزارة الداخلية.
وفي كنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك في قرقوش صباح أمس الخميس شارك العشرات في قدّاس على أرواح الضحايا. وجلست نساء متشحات بالسواد على المقاعد الخشبية وبدا الحزن والألم على وجوههن. ومن بين المشاركين أيضاً بعض الناجين منهم من ضمّدت يده المحروقة كما شاهد صحفي في فرانس برس. ووضعت صور الضحايا من أطفال ورجال ونساء حول مذبح الكنيسة.
وشيّع مئات من الأهالي بعض الضحايا بعد ظهر يوم الأربعاء، فيما يتوقّع أن تلي ذلك مراسم دفن أخرى في الأيام المقبلة. أما العروسان فكتبت لهما النجاة، كما قال لفرانس برس قريب العريس جميل جميل. وأكّد جميل في اتصال هاتفي أن «حالتهما جيدة، كانت حروقهما بسيطة لأنهما عندما بدآ بالرقص حين اندلعت النيران من السقف توجها مباشرة إلى المطبخ وخرجا».
وعلى الرغم من أنهما على قيد الحياة، لكنهما فقدا أحباءهما. وبحسب جميل «العروس فقدت كل أهلها وثلاثة من إخوتها وأعمامها جميعهم وأولاد أعمامها الصغار، والعريس فقد أمّه».
يأتي ذلك فيما أوقفت القوات الأمنية العراقية 14 شخصاً «بينهم 10 عمال وصاحب القاعة و3 متورطين بإشعال الألعاب النارية خلال الحادث»، وفق وزارة الداخلية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك