العدد : ١٦٨٣٦ - السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٦ - السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٥هـ

الاسلامي

كلمات في ذكرى المولد النبوي الشريف

بقلم: عمر زين

الجمعة ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

عامٌ‭ ‬بعد‭ ‬عامٍ،‭ ‬تمرُّ‭ ‬علينا‭ ‬ذكرى‭ ‬عظيمةٌ،‭ ‬نُزيِّنُ‭ ‬فيها‭ ‬طرقاتنا،‭ ‬وشوارعنا‭ ‬الضيَّقة‭ ‬منها‭ ‬والواسعة،‭ ‬بيوتنا‭ ‬ومداخل‭ ‬أبينتنا،‭ ‬مدارسنا‭ ‬ومكاتب‭ ‬عملنا،‭ ‬احتفالاً‭ ‬بولادة‭ ‬سيِّد‭ ‬البشر،‭ ‬خيرُ‭ ‬نبيِّ‭ ‬ورسولٍ‭ ‬أرسله‭ ‬الله،‭ ‬وأفضل‭ ‬من‭ ‬خلق‭ ‬وأعظمهم‭ ‬قدراً،‭ ‬ما‭ ‬أجملها‭ ‬من‭ ‬مناسبةٍ،‭ ‬وما‭ ‬أعظمها‭ ‬من‭ ‬نعمةٍ،‭ ‬منَّها‭ ‬الله‭ ‬علينا‭ ‬ببعثته،‭ ‬فهو‭ ‬رحمةٌ‭ ‬مُهداةٌ،‭ ‬ونورٌ‭ ‬يُهتدى‭ ‬به،‭ ‬وبسُنَّته‭ ‬يُقتدى،‭ ‬بها‭ ‬المفازةُ،‭ ‬والرقيُّ،‭ ‬والسموُّ‭ ‬في‭ ‬العُلا،‭ ‬كيف‭ ‬لا‭ ‬وقد‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: (‬لَّقَدْ‭ ‬كَانَ‭ ‬لَكُمْ‭ ‬فِي‭ ‬رَسُولِ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬أُسْوَةٌ‭ ‬حَسَنَةٌ‭ ‬لِّمَن‭ ‬كَانَ‭ ‬يَرْجُو‭ ‬اللَّهَ‭ ‬وَالْيَوْمَ‭ ‬الْآخِرَ‭) ‬سورة‭ ‬الأحزاب‭ ‬آية‭ ‬21‭. ‬

فالقاعدة‭ ‬واضحةٌ‭ ‬أيُّها‭ ‬النَّاس،‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬يرجو‭ ‬الله‭ ‬بإيمانه‭ ‬به،‭ ‬ويُصدِّق‭ ‬بالبعث‭ ‬والحياة‭ ‬بعد‭ ‬الممات،‭ ‬للحساب‭ ‬بما‭ ‬قمنا‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدنيا،‭ ‬فليكن‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلّى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلّم‭ ‬لنا‭ ‬قدوةٌ،‭ ‬نقتدي‭ ‬به‭ ‬بأخلاقه،‭ ‬نقتدي‭ ‬به‭ ‬برحمته،‭ ‬نقتدي‭ ‬به‭ ‬بحبِّه‭ ‬لأهله،‭ ‬وأصحابه،‭ ‬وجيرانه،‭ ‬نقتدي‭ ‬به‭ ‬برحمته‭ ‬للكبير،‭ ‬وحنانه‭ ‬على‭ ‬الصغير،‭ ‬وعطفه‭ ‬على‭ ‬اليتيم،‭ ‬ومُساندته‭ ‬للفقير،‭ ‬ودعمه‭ ‬للمسكين،‭ ‬وتبسُّمه‭ ‬للقريب‭ ‬منه‭ ‬والبعيد،‭ ‬نقتدي‭ ‬به‭ ‬بكرمه‭. ‬فلتكن‭ ‬ولادته‭ ‬صلّى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلّم‭ ‬فينا،‭ ‬في‭ ‬تصرُّفاتنا،‭ ‬في‭ ‬أعمالنا،‭ ‬في‭ ‬سلوكيّاتنا،‭ ‬في‭ ‬قلوبنا،‭ ‬في‭ ‬جوارحنا،‭ ‬فلنفش‭ ‬السلام‭ ‬فيما‭ ‬بيننا،‭ ‬ولنطعم‭ ‬الطعام‭ ‬على‭ ‬حُبِّه،‭ ‬وليسلّم‭ ‬الصغير‭ ‬منَّا‭ ‬على‭ ‬الكبير،‭ ‬وليرض‭ ‬كلٌ‭ ‬واحدٍ‭ ‬منّا‭ ‬أبويه،‭ ‬ولنصل‭ ‬أرحامنا،‭ ‬وليحسن‭ ‬المرء‭ ‬منَّا‭ ‬تعامله‭ ‬زوجه،‭ ‬فالزوجة‭ ‬تُكرم‭ ‬زوجها،‭ ‬والزوج‭ ‬يحسن‭ ‬معاشرتها‭ ‬بإكرامها‭ ‬واحترامها،‭ ‬ولنسأل‭ ‬عن‭ ‬جيراننا‭ ‬وأحوالهم،‭ ‬وليمشي‭ ‬المُستطيع‭ ‬منَّا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬أخيه،‭ ‬وليتعاون‭ ‬المجتمع‭ ‬مع‭ ‬بعضه‭ ‬البعض،‭ ‬ويتَّحد‭ ‬معاً‭ ‬حُباً‭ ‬بالخير،‭ ‬وما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬المصلحة‭ ‬العامّة‭ ‬لا‭ ‬المصلحة‭ ‬الخاصّة،‭ ‬فتقديمها‭ ‬المصلحة‭ ‬العامّة‭ ‬على‭ ‬الخاصَّة‭ ‬شرطٌ‭ ‬أساسيٌّ‭ ‬من‭ ‬شروط‭ ‬الاستقرار‭ ‬والنجاح‭ ‬والخروج‭ ‬من‭ ‬أزمتنا‭ ‬وكبوتنا،‭ ‬فلنكن‭ ‬كالجسد‭ ‬الواحد،‭ ‬إن‭ ‬اشتكى‭ ‬منه‭ ‬عضوٌ‭ ‬تداعى‭ ‬له‭ ‬سائر‭ ‬الجسد‭ ‬بالحمّى‭ ‬والسهر‭.‬

هذه‭ ‬تعاليم‭ ‬محمد‭ ‬صلّى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلًّم،‭ ‬فلنعمل‭ ‬بها،‭ ‬بذكرى‭ ‬مولده‭ ‬الشَّريف‭ ‬المُعطَّر‭ ‬نحتفل‭ ‬ونفرح،‭ ‬وليكتمل‭ ‬النموذج‭ ‬الحقيقيُّ‭ ‬للاحتفال،‭ ‬لا‭ ‬بُدَّ‭ ‬من‭ ‬إحياء‭ ‬مولده‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬مُدننا،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬قلوبنا‭ ‬وسلوكنا،‭ ‬فلا‭ ‬تكن‭ ‬ذكرى‭ ‬عابرة‭ ‬نحتفل‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬يومٍ‭ ‬واحدٍ‭ ‬من‭ ‬كلَّ‭ ‬عامٍ‭ ‬وكفى‭.‬

*‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬لاتحاد‭ ‬المحامين‭ ‬العرب

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا