العدد : ١٦٨٤٨ - الخميس ٠٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٨ - الخميس ٠٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

الاسلامي

جرائم الإساءة إلى القران الكريم وظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب

الجمعة ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

أدانت‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬قيام‭ ‬زعيم‭ ‬إحدى‭ ‬الحركات‭ ‬المتطرفة‭ ‬في‭ ‬هولندا‭ ‬بتمزيق‭ ‬صفحات‭ ‬من‭ ‬المصحف‭ ‬أمام‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬السفارات‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬لاهاي‭ ‬مؤخرا،‭ ‬داعية‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تعامل‭ ‬حاسم‮»‬‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬الممارسات‭ ‬الاستفزازية‮»‬‭. ‬وسط‭ ‬تساؤلات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬عما‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬المتكررة‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬الإساءة‭ ‬إلى‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬والاستفزازات‭ ‬المتواصلة‭ ‬لتدنيس‭ ‬المصحف‭ ‬الشريف‭ ‬سواء‭ ‬عبر‭ ‬جرائم‭ ‬حرق‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬أو‭ ‬تمزيقه‭. ‬ولماذا‭ ‬تستمر‭ ‬ظاهرة‭ ‬الإسلاموفوبيا‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬الغرب‭. ‬والسؤال‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يطرحه‭ ‬عموم‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬مشارق‭ ‬الأرض‭ ‬ومغاربها‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تصعد‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬من‭ ‬مواقفها‭ ‬ضد‭ ‬الدول‭ ‬اتي‭ ‬تتكرر‭ ‬فيها‭ ‬جرائم‭ ‬الإساءة‭ ‬إلى‭ ‬دين‭ ‬الإسلام‭ ‬والقران‭ ‬الكريم‭.‬

إن‭ ‬التنديد‭ ‬بهذه‭ ‬الجرائم‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬أمر‭ ‬مطلوب‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شك،‭ ‬لكن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬فيها‭ ‬هذه‭ ‬الموبقات‭ ‬لو‭ ‬وجدت‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬أكثر‭ ‬حسما‭ ‬مثل‭ ‬المقاطعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وقطع‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬فسنجدها‭ ‬تتراجع‭ ‬وتصدر‭ ‬التشريعات‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬تمنع‭ ‬حدوث‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬الاستفزازية‭ ‬وتضع‭ ‬حدا‭ ‬لظاهرة‭ ‬ازدراء‭ ‬الأديان‭ ‬تحت‭ ‬شعارات‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬المضللة‭.‬

فقد‭ ‬دانت‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لمنظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬بأشد‭ ‬العبارات‭ ‬العمل‭ ‬الاستفزازي‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬تدنيس‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬الذي‭ ‬ارتكب‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬أمام‭ ‬سفارات‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬لاهاي،‭ ‬بهولندا‭.‬

وأكدت‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬موقف‭ ‬المنظمة‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬اتخذه‭ ‬مجلس‭ ‬وزراء‭ ‬خارجية‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬الاستثنائية‭ ‬الثامنة‭ ‬عشرة‭ ‬المنعقدة‭ ‬بتاريخ‭ ‬31‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي،‭ ‬والمخصص‭ ‬لأحداث‭ ‬تدنيس‭ ‬نسخ‭ ‬المصحف‭ ‬الشريف‭ ‬المتكررة،‭ ‬وأدان‭ ‬المجلس‭ ‬كل‭ ‬المحاولات‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬حرمة‭ ‬المصحف‭ ‬الشريف‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬المقدسة‭ ‬وقيم‭ ‬ورموز‭ ‬الإسلام‭ ‬والأديان‭ ‬الأخرى‭ ‬بحجة‭ ‬حرية‭ ‬التعبير،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬روح‭ ‬المواد‭ (‬19‭) ‬و‭(‬20‭) ‬من‭ ‬العهد‭ ‬الدولي‭ ‬الخاص‭ ‬بالحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬والسياسية‭.‬

ودعت‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للمنظمة‭ ‬السلطات‭ ‬الهولندية‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬التدابير‭ ‬اللازمة‭ ‬للتصدي‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬الاستفزازية،‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬أعمال‭ ‬كراهية‭ ‬دينية،‭ ‬في‭ ‬انتهاك‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬ومنع‭ ‬تكرارها‭.‬

من‭ ‬جانبه‭ ‬أصدر‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬بيانا‭ ‬أكد‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ارتكاب‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬ومجيئها‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬مناسبة‭ ‬ذكرى‭ ‬مولد‭ ‬نبي‭ ‬الإسلام‭ ‬والسلام‭ ‬والرحمة‭ ‬والإنسانية‭ (‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭) ‬لهو‭ ‬دليلٌ‭ ‬على‭ ‬تعمد‭ ‬زيادة‭ ‬وتيرة‭ ‬الإسلاموفوبيا‭ ‬ورفع‭ ‬العداء‭ ‬للإسلام‭ ‬والمسلمين‮»‬‭.‬

وأضاف‭ ‬الأزهر‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬تكرار‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬يبرهن‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬حكومات‭ ‬الغرب‭ ‬غير‭ ‬عازمة‭ ‬وغير‭ ‬جادة‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬السلام‭ ‬العالمي‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭... ‬وتبيِّن‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الحكومات‭ ‬تكتب‭ ‬بإحدى‭ ‬يديها‭ ‬دعوات‭ ‬الحوار‭ ‬والاندماج‭ ‬وتُشعل‭ ‬باليد‭ ‬الأخرى‭ ‬نيران‭ ‬الكراهية‭ ‬والبغضاء‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‮»‬‭.‬

كما‭ ‬أدانت‭ ‬رابطة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬‭ ‬بأشد‭ ‬العبارات‭ ‬‭ ‬جرائم‭ ‬تمزيق‭ ‬نُسخٍ‭ ‬من‭ ‬المصحف‭ ‬الشريف،‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬متطرِّفون‭ ‬أمام‭ ‬عددٍ‭ ‬من‭ ‬السفارات‭ ‬في‭ ‬لاهاي،‭ ‬في‭ ‬تكرار‭ ‬شائن‭ ‬واستفزازي‭ ‬لمشاعر‭ ‬المسلمين‭.‬

وفي‭ ‬بيان‭ ‬للأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للرابطة،‭ ‬ندد‭ ‬أمينها‭ ‬العام،‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬علماء‭ ‬المسلمين،‭ ‬فضيلة‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالكريم‭ ‬العيسى،‭ ‬بهذه‭ ‬الممارسات‭ ‬الهمجية‭ ‬النكراء،‭ ‬التي‭ ‬تخالف‭ ‬كل‭ ‬الأعراف‭ ‬والمبادئ‭ ‬الدينية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬وتنتهك‭ ‬قيم‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬الذي‭ ‬حذر‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬تلك‭ ‬الممارسات،‭ ‬وأعلن‭ ‬بكل‭ ‬وضوحٍ‭ ‬رفضها‭ ‬ورفض‭ ‬كل‭ ‬مظاهر‭ ‬‮«‬الإسلاموفوبيا‮»‬‭.‬

وكان‭ ‬مدير‭ ‬فرع‭ ‬حركة‭ ‬‮«‬بيجيدا‮»‬‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة‭ ‬في‭ ‬هولندا،‭ ‬إدوين‭ ‬فاغنسفيلد،‭ ‬قد‭ ‬قام‭ ‬بتمزيق‭ ‬صفحات‭ ‬من‭ ‬المصحف‭ ‬أمام‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬سفارات‭ ‬الدول‭ ‬الاسلامية‭ ‬في‭ ‬لاهاي‭.‬

وقد‭ ‬حدثت‭ ‬وقائع‭ ‬مماثلة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬أوروبية،‭ ‬بينها‭ ‬السويد‭ ‬والدنمارك،‭ ‬تضمنت‭ ‬تمزيق‭ ‬وإضرام‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬نسخ‭ ‬من‭ ‬المصحف،‭ ‬مثيرة‭ ‬موجة‭ ‬انتقادات‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭.‬

ويمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬السياسي‭ ‬السويدي‭ ‬‭ ‬الدنماركي،‭ ‬المتطرف‭ ‬راسموس‭ ‬بالودان،‭ ‬قد‭ ‬أعاد‭ ‬قضية‭ ‬‮«‬الإسلاموفوبيا‮»‬‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬إلى‭ ‬الواجهة‭ ‬بشدة،‭ ‬وجدد‭ ‬مخاوف‭ ‬الجاليات‭ ‬المسلمة‭ ‬والعربية،‭ ‬المقيمة‭ ‬في‭ ‬السويد،‭ ‬وفي‭ ‬أوروبا‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬عبر‭ ‬إقدامه‭ ‬مجددا،‭ ‬على‭ ‬حرق‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬21‭ ‬يناير2023،‭ ‬أمام‭ ‬السفارة‭ ‬التركية،‭ ‬بالعاصمة‭ ‬السويدية‭ ‬ستوكهولم‭.‬

وليست‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬المرة‭ ‬الأولى،‭ ‬التي‭ ‬يقدم‭ ‬فيها‭ ‬راسموس‭ ‬بالودان،‭ ‬زعيم‭ ‬حزب‭ ‬‮«‬سترام‭ ‬كوكس‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬الخط‭ ‬المتشدد‮»‬‭ ‬اليميني‭ ‬المتطرف،‭ ‬بإحراق‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬ففي‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬قام‭ ‬بالودان‭ ‬مع‭ ‬أنصار‭ ‬حزبه‭ ‬بإحراق‭ ‬نسخ‭ ‬من‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬إلى‭ ‬اندلاع‭ ‬مواجهات‭ ‬واسعة،‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬متفرقة‭ ‬من‭ ‬السويد،‭ ‬حيث‭ ‬خرج‭ ‬شبان‭ ‬مسلمون‭ ‬إلى‭ ‬الشوارع،‭ ‬ورشقوا‭ ‬أنصار‭ ‬حزب‭ ‬بالودان‭ ‬ورجال‭ ‬الشرطة،‭ ‬بالحجارة‭ ‬كما‭ ‬أحرقوا‭ ‬عدة‭ ‬سيارات‭ ‬بعضها‭ ‬يعود‭ ‬للشرطة‭.‬

ويثير‭ ‬إصرار‭ ‬راسموس‭ ‬بالودان،‭ ‬وحزبه‭ ‬اليميني‭ ‬المتطرف،‭ ‬على‭ ‬تكرار‭ ‬هذا‭ ‬التصرف،‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬علامات‭ ‬الاستفهام‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬إليه؟‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬عقديا‭ ‬أم‭ ‬سياسيا؟‭ ‬كما‭ ‬يثير‭ ‬لدى‭ ‬الجاليات‭ ‬المسلمة‭ ‬في‭ ‬السويد‭ ‬وأوروبا،‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬حول‭ ‬سياسات‭ ‬الحكومات‭ ‬الأوروبية،‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬ظاهرة‭ ‬الإسلاموفوبيا،‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬تهدأ‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬أوروبي،‭ ‬حتى‭ ‬تتزايد‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬آخر‭.‬

وقد‭ ‬بدا‭ ‬أن‭ ‬السلطات‭ ‬السويدية،‭ ‬على‭ ‬وعي‭ ‬بالانتقادات‭ ‬والاحتجاجات،‭ ‬التي‭ ‬توالت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬راسموس‭ ‬بالودان‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬تركيا،‭ ‬والتي‭ ‬تساءلت‭ ‬جميعها‭ ‬عن‭ ‬كيف‭ ‬تساهلت‭ ‬السلطات‭ ‬السويدية‭ ‬مع‭ ‬راسموس‭ ‬بالودان،‭ ‬كي‭ ‬يستمر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬التصرفات‭ ‬المحرجة‭ ‬لها‭.‬

وفي‭ ‬تغريدة‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬حسابه‭ ‬على‭ ‬تويتر،‭ ‬الأحد‭ ‬22‭ ‬يناير،‭ ‬أدان‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬السويدي‭ ‬أولف‭ ‬كريسترسون،‭ ‬حرق‭ ‬بالودان‭ ‬القرآن‭ ‬في‭ ‬استوكهولم،‭ ‬وكتب‭ ‬قائلا‭ ‬‮«‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬جزء‭ ‬أساسي‭ ‬من‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬قانوني‭ ‬ليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ملائما‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬حرق‭ ‬كتب‭ ‬تمثل‭ ‬قدسية‭ ‬للكثيرين‭ ‬عمل‭ ‬شائن‭ ‬للغاية‭. ‬وأريد‭ ‬أن‭ ‬أعرب‭ ‬عن‭ ‬تعاطفي‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬المسلمين‭ ‬الذين‭ ‬شعروا‭ ‬بالإساءة‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬ستوكهولم‮»‬‭.‬

وكانت‭ ‬التقارير‭ ‬قد‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بالودان،‭ ‬قام‭ ‬بإحراق‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬أمام‭ ‬مقر‭ ‬السفارة‭ ‬التركية‭ ‬في‭ ‬ستوكهولم،‭ ‬بعد‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬تصريح‭ ‬رسمي‭ ‬من‭ ‬السلطات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬استتبعته‭ ‬إدانة‭ ‬قوية،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬التركي‭ ‬آنذاك‭ ‬مولود‭ ‬تشاووش‭ ‬أوغلو،‭ ‬الذي‭ ‬وصف‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬جريمة‭ ‬عنصرية‭ ‬وكراهية‮»‬‭.‬

والمتابع‭ ‬لأنشطة‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يدرك‭ ‬بسهولة،‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الجدلية‭ ‬المستمرة،‭ ‬بين‭ ‬دعاوى‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬تلك‭ ‬الأحزاب‭ ‬اليمينية،‭ ‬والاتهامات‭ ‬بازدراء‭ ‬المقدسات‭ ‬الدينية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجاليات‭ ‬والدول‭ ‬المسلمة‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر،‭ ‬ما‭ ‬تلبث‭ ‬أن‭ ‬تهدأ‭ ‬في‭ ‬بقعة‭ ‬أوروبية‭ ‬حتى‭ ‬تندلع‭ ‬في‭ ‬بقعة‭ ‬أخرى‭ ‬بفعل‭ ‬تصرفات‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القبيل‭.‬

حدث‭ ‬ذلك‭ ‬عندما‭ ‬أعادت‭ ‬مجلة‭ (‬شارلي‭ ‬إيبدو‭)‬،‭ ‬الفرنسية‭ ‬الساخرة،‭ ‬نشر‭ ‬رسومها‭ ‬الكاريكاتورية،‭ ‬المسيئة‭ ‬للنبي‭ ‬محمد‭ ‬في‭ ‬أيلول‭/‬سبتمبر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬وقد‭ ‬أدى‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬إلى‭ ‬احتجاجات‭ ‬عنيفة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬متظاهرين‭ ‬مسلمين‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

وحدث‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬،2021‭ ‬عندما‭ ‬نشر‭ ‬السياسي‭ ‬اليميني‭ ‬الهولندي‭ ‬المتطرف،‭ ‬‮«‬خيرت‭ ‬فيلدرز‮»‬،‭ ‬زعيم‭ ‬حزب‭ ‬الحريات‭ ‬اليميني،‭ ‬مقطع‭ ‬فيديو‭ ‬على‭ ‬حسابه‭ ‬على‭ ‬‮«‬تويتر‮»‬‭ ‬عنوان‭ ‬له‭ ‬بعبارة‭ ‬‮«‬لا‭ ‬للإسلام‭ ‬لا‭ ‬لرمضان‭.. ‬حرية،‭ ‬لا‭ ‬للإسلام‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬الفيديو‭ ‬الذي‭ ‬أغضب‭ ‬الجالية‭ ‬المسلمة‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬أوروبا،‭ ‬كما‭ ‬أغضب‭ ‬ملايين‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

وترى‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬الإسلامية‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬أن‭ ‬ازدراء‭ ‬الأديان‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يدخل‭ ‬ضمن‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بحرية‭ ‬التعبير،‭ ‬كما‭ ‬تطالب‭ ‬بقانون‭ ‬دولي‭ ‬يجرم‭ ‬معاداة‭ ‬الإسلام‭ ‬والتمييز‭ ‬ضد‭ ‬المسلمين،‭ ‬وتعتبر‭ ‬أن‭ ‬الإساءة‭ ‬لأي‭ ‬رمز‭ ‬ديني‭ ‬لا‭ ‬يعد‭ ‬سلوكا‭ ‬ينم‭ ‬عن‭ ‬حرية‭ ‬ولا‭ ‬حضارة‭.‬

على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر،‭ ‬فإن‭ ‬المعسكر‭ ‬الذي‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬انتقاد‭ ‬الأديان،‭ ‬يمثل‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬حرية‭ ‬التعبير،‭ ‬يتهم‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدينية‭ ‬بالنفاق،‭ ‬ويعتبر‭ ‬أن‭ ‬حرية‭ ‬الأديان،‭ ‬تعني‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬حرية‭ ‬انتقاد‭ ‬الأديان،‭ ‬ويعتبر‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المختصين‭ ‬بهذا‭ ‬الجانب،‭ ‬أن‭ ‬الجدل‭ ‬كله،‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬مجتمعين‭ ‬على‭ ‬طرفي‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الفكرية،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالنظرة‭ ‬إلى‭ ‬الأديان‭.‬

وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬الطرفين‭ ‬يعتبر،‭ ‬مختصون‭ ‬بالحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عدة‭ ‬عوامل‭ ‬تعمق‭ ‬من‭ ‬الخلاف،‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬تناول‭ ‬الأديان‭ ‬بالنقد،‭ ‬يمثل‭ ‬حرية‭ ‬تعبير‭ ‬أم‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الازدراء،‭ ‬وهي‭ ‬عوامل‭ ‬تتعلق‭ ‬بالهيمنة‭ ‬الأوروبية،‭ ‬والإسلاموفوبيا،‭ ‬وتاريخ‭ ‬حقبة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الاستعمار‭. ‬وهي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬مفاقمة‭ ‬الشعور‭ ‬بالألم‭ ‬تجاه‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث‭ ‬لدى‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

بقعة‭ ‬أخرى‭ ‬بفعل‭ ‬تصرفات‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القبيل‭.‬

حدث‭ ‬ذلك‭ ‬عندما‭ ‬أعادت‭ ‬مجلة‭ (‬شارلي‭ ‬إيبدو‭)‬،‭ ‬الفرنسية‭ ‬الساخرة،‭ ‬نشر‭ ‬رسومها‭ ‬الكاريكاتورية،‭ ‬المسيئة‭ ‬للنبي‭ ‬محمد‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬وقد‭ ‬أدى‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬إلى‭ ‬احتجاجات‭ ‬عنيفة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬متظاهرين‭ ‬مسلمين‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

وترى‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬الإسلامية‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬أن‭ ‬ازدراء‭ ‬الأديان‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يدخل‭ ‬ضمن‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بحرية‭ ‬التعبير،‭ ‬كما‭ ‬تطالب‭ ‬بقانون‭ ‬دولي‭ ‬يجرم‭ ‬معاداة‭ ‬الإسلام‭ ‬والتمييز‭ ‬ضد‭ ‬المسلمين،‭ ‬وتعتبر‭ ‬أن‭ ‬الإساءة‭ ‬لأي‭ ‬رمز‭ ‬ديني‭ ‬لا‭ ‬يعد‭ ‬سلوكا‭ ‬ينم‭ ‬عن‭ ‬حرية‭ ‬ولا‭ ‬حضارة‭.‬

على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر،‭ ‬فإن‭ ‬المعسكر‭ ‬الذي‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬انتقاد‭ ‬الأديان،‭ ‬يمثل‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬حرية‭ ‬التعبير،‭ ‬ينتقد‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدينية،‭ ‬ويعتبر‭ ‬أن‭ ‬حرية‭ ‬الأديان،‭ ‬تعني‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬حرية‭ ‬انتقاد‭ ‬الأديان،‭ ‬ويعتبر‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المختصين‭ ‬بهذا‭ ‬الجانب،‭ ‬أن‭ ‬الجدل‭ ‬كله،‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬مجتمعين‭ ‬على‭ ‬طرفي‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الفكرية،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالنظرة‭ ‬إلى‭ ‬الأديان‭.‬

وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬الطرفين‭ ‬يعتبر،‭ ‬مختصون‭ ‬بالحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عدة‭ ‬عوامل‭ ‬تعمق‭ ‬من‭ ‬الخلاف،‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬تناول‭ ‬الأديان‭ ‬بالنقد،‭ ‬يمثل‭ ‬حرية‭ ‬تعبير‭ ‬أم‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الازدراء،‭ ‬وهي‭ ‬عوامل‭ ‬تتعلق‭ ‬بالهيمنة‭ ‬الأوروبية،‭ ‬والإسلاموفوبيا،‭ ‬وتاريخ‭ ‬حقبة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الاستعمار‭. ‬وهي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬مفاقمة‭ ‬الشعور‭ ‬بالألم‭ ‬تجاه‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث‭ ‬لدى‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا