الموصل – الوكالات: شب حريق في قاعة زفاف مكتظة في شمال العراق مساء الثلاثاء الماضي مما أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص وإصابة 200 آخرين على الأقل في بلدة مسيحية عانت أثناء احتلال تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» لأراض في العراق بين 2014 و2017، وأعلنت السلطات فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث.
وأعلنت الحكومة العراقية أمس الحداد العام لمدة ثلاثة أيام على خلفية سقوط العشرات بين قتيل وجريح في حريق داخل قاعة للأعراس في قضاء الحمدانية بمحافظة نينوى.
وفيما راح الدفاع المدني يبحث عن ناجين وسط حطام المبنى المتفحم حتى الساعات الأولى من صباح أمس تجمع الأقارب المكلومون أمام مشرحة في مدينة الموصل القريبة.
وذكر الناجون أن المئات كانوا حاضرين حفل الزفاف الذي أقيم بعد قداس في الكنيسة، وبدأ الحريق بعد نحو ساعة على بدء الحفل عندما شبت النيران في ديكور السقف بينما كان العريس والعروس يرقصان. نقلت وكالة السومرية نيوز عن مصدر أمني أن من بين الوفيات نساء وأطفال.
وأضافت نقلا عن مصدر لم تسمه السومرية أنه «تم استخراج جثماني العروسين من داخل القاعة».
وقال نائب محافظ نينوى، حسن العلاف، لرويترز إنه تأكد مقتل 113 شخصا، وذكرت وسائل إعلام رسمية أن عدد القتلى لا يقل عن 100، فضلا عن إصابة 200. وقال وزير الداخلية عبدالأمير الشمري إن الحريق اندلع في قاعة كبيرة للمناسبات في الحمدانية بعد إشعال ألعاب نارية خلال الاحتفال، مما تسبب في اندلاع حريق في السقف.
وأظهر مقطع مصور للحادث، نُشر على مواقع التواصل الاجتماع ولم يتسن لرويترز التحقق منه، اشتعال النار فجأة في ديكور السقف المضيء الذي أتت عليه النيران، وسرعان ما تحولت بهجة العرس إلى ذعر. وأظهر مقطع آخر لم تتحقق رويترز من صحته بعد عروسين يرقصان معا بملابس الزفاف عندما بدأت مواد مشتعلة تسقط من السقف على الأرض.
أعلن وزير الداخلية العراقي عبدالأمير الشمري، مساء أمس، القبض على 14 متهماً في حادث الحريق.
وقال الشمري في تصريحات نقلها التلفزيون العراقي إن نتائج التحقيق في الحادث ستعلن خلال 72 ساعة.
جاء ذلك بعدما ترأس الشمري اجتماعاً في محافظة نينوى مع اللجنة التحقيقية التي شكلت بأمر من القائد العام للقوات المسلحة لمعرفة ملابسات حادث قضاء الحمدانية.
وأكد الوزير أن التحقيقات الجارية تؤكد عدم وجود شروط الأمان والسلامة في القاعة التي كان بداخلها نحو 900 شخص خلال الحادث.
كما أعلن أن الأجهزة الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على 14 متهماً، من بينهم 10 عمال، وصاحب القاعة، و3 متورطين بإشعال الألعاب النارية خلال الحادث.
يأتي هذا بينما أعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق، أمس، أن التحقيق في حريق الحمدانية انتهى إلى أن الألعاب النارية والأقمشة سريعة الاشتعال بسقف قاعة الأعراس كانتا السبب الرئيسي للحريق. وذكر بيان للمجلس أن الأقمشة سريعة الاشتعال «تسببت في اشتعال السقف وانقطاع التيار الكهربائي، ولم يكن هناك مخرج بعد غلق الباب الرئيسي للقاعة».
وقال الدفاع المدني العراقي إنّ «معلومات أولية» تشير إلى أنّ سبب الحريق هو «استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف» ممّا أدّى إلى «اشتعال النيران داخل القاعة بادئ الأمر» ثمّ انتشر «الحريق بسرعة كبيرة».
وأضاف في بيان أنّ القاعة «مغلّفة بألواح الإيكوبوند» وهي مادّة للبناء مكوّنة من الألمنيوم والبلاستيك و«سريعة الاشتعال»، موضحاً أنّ استخدام هذه الألواح في البناء «مخالف لتعليمات السلامة» المنصوص عليها قانوناً.
وبحسب الدفاع المدني فإنّ «الحريق أدّى إلى انهيار أجزاء من القاعة نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال واطئة الكلفة تتداعى خلال دقائق عند اندلاع النيران».
وأوضح الدفاع المدني أنّ ما فاقم الأمر هو «الانبعاثات الغازية السامة المصاحبة لاحتراق ألواح الايكوبوند البلاستيكية السريعة الاشتعال».
وبحسب المتحدث باسم الدفاع المدني جودت عبدالرحمن فإن ما تسبب بهذا العدد الكبير من الضحايا هو أن «مخارج الطوارئ كانت مغلقة، والمتبقي باب واحد هو الباب الرئيسي لدخول وخروج الضيوف». وأضاف لوكالة فرانس برس أن «معدات السلامة غير ملائمة وغير كافية للمبنى» ما زاد أيضا من عدد الضحايا.
وأضاف البيان أن باب الطوارئ كان «صغيراً ومخفياً وبسبب العدد الكبير للمدعوين داخل القاعة لم يصل إليه أحد، إذ إن النيران تسببت بحالة ذعر وتدافع وانتشرت بصورة سريعة».
وأشار البيان إلى أن صاحب القاعة وبقية المتهمين الهاربين قاموا بتسليم أنفسهم إلى الأجهزة الأمنية في أربيل، وتم استلامهم من قبل الأجهزة الأمنية، ونقلهم إلى مدينة الموصل للتحقيق معهم.
في المقبرة في قرقوش تجمّع المئات من المشيّعين حول رؤساء الكنائس العراقية الذين رددوا ترانيم باللغتين السريانية والعربية. على أكتافهم، حمل رجال النعوش التي لفّ بعضها بالأبيض وزيّنت بالورود، فيما تصدّرت صور الضحايا المواكب، بينهم أطفال.
سارت النساء جنباً إلى جنب، متكئات على أكتاف بعضهنّ البعض، ذارفات الدموع ومتشحات بالسواد تعبيراً عن هول المأساة.
من جانبه، وجه رئيس ديوان الوقف السني في العراق مشعان محيي علوان أمس بتأجيل جميع احتفالات المولد النبوي الشريف في بغداد والمحافظات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك